الأربعاء 20 نيسان , 2022 11:53

حرب غير معلنة داخل المجلس: ماذا تُخبّئ الرياض لعدن؟

لأداء اليمين الدستوري، ولتجديد الثقة بالحكومة المدعومة سعودياً، والتي لم تخضع إلى أي تعديل وزاري، وصل أعضاء المجلس الرئاسي إلى عدن، على متن طائرات عسكرية سعودية، حطت في مطار المدينة التي نصب فيه منظومات دفاع جوي، وسط استنفار للميليشيات التابعة للحزام الأمني وتلك التابعة لقوة المشاة التي تتبع لطارق صالح وعدد كبير من القوات الأميركية الذين تواجدوا أيضاً حول قصر المعاشيق، لأجل حماية "القيادات المغتربة منذ بدء الحرب"، من ردة فعل أبناء المحافظات الجنوبية الساخطة والتي وصلت إلى حد التهديد المباشر.

النائب الثاني لرئيس المجلس، ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، كان أول من كشف عن حجم الخلافات بين الأعضاء الثمانية، فقد بات من الواضح ان لكل منهم مشروعه الخاص الذي يستغل موقعه ونفوذه لتنفيذه، حيث تجاوز نص اليمين الدستوري واستثنى منها كلمتي (الجمهوري ووحدة الوطن) في خطوة أراد منها تخفيف الاحتقان الجنوبي، واعداً بالعمل على مناقشة القضية الجنوبية لإجراء استفتاء شعبي يفضي إلى تحقيق الانفصال إضافة لوعود أخرى تدور في فلك تحسين الوضع الاقتصادي.

وقد تكون أولى تداعيات هذه الخطوة، قد برزت في تصريح العضو الجنوبي في المجلس الرئاسي أبو زرعة المحرمي الذي دعا "الجميع بالعمل على توحيد الجهود" في إشارة إلى الزبيدي. ويعد المحرمي أبرز خصوم الزبيدي، الذين تعمل الرياض على تعويمهم كبدلاء عن المجلس الانتقالي، خاصة بعد تحويل اسم الفصائل التابعة له من "كتائب العمالقة في الساحل العربي" إلى "العمالقة الجنوبية"، وهو ما يحضّر لسحب البساط من تحت أقدام المجلس الانتقالي ورئيسه الزبيدي.  وفي حين لم يتبع المحرمي خطى الزبيدي في اجتزاء اليمين كما فعل الأخير، فإن ذلك قد يكون أولى بوادر الانفجار الأمني والعسكري بين أكبر تيارين في عدن. حيث وردت معلومات عن رصد تحركات أمنية وعسكرية تابعة لبعض الوحدات والتشكيلات في عدن والتي ظهرت بالسلاح وبلباس مدني.

أما بالنسبة للجلسة البرلمانية، فقد أخفقت السعودية -التي تحاول ان تلقي بثقل خسارتها على المجلس وكأن الحرب بين الأطراف اليمنية وحسب- في حشد النواب في قصر المعاشيق، لعقد أولى جلسات المجلس برئاسة سلطان البركاني، ولم تستطع تأمين كامل النصاب، حيث قاطع العشرات من أعضاء البرلمان الجلسة ولم يحضر سوى 16 نائباً مع مقاطعة بارزة للنواب المحسوبين على معسكر "الشرعية"، ومن بينهم النائب الأول لرئيس المجلس، عبدالعزيز جباري، والذي ينتهج مؤخراً سياسية عدائية للرياض ويتهمها بأنها وراء الموت السياسي لحزب الإصلاح.

كانت الجلسات المنعقدة بمثابة مسرحية شكلية أمام وسائل الاعلام، عاد من بعدها الحاضرون إلى العواصم التي يقطنون بها، بعد أقل من 72 ساعة، مع اختلاف مشاريعهم ورؤيتهم التي ستجعل المحافظات الجنوبية وعدن على وجه الخصوص على صفيح ساخن في الأيام المقبلة.


الكاتب: مريم السبلاني




روزنامة المحور