الأحد 08 أيار , 2022 04:01

"القسّام" لن تسمح بتغيير قواعد الاشتباك: القتل بالقتل

وقفة شعبية تضامنية مع السنوار في خانيونس

 "في ضوء تهديدات العدو الجبان.. فإننا نحذر وننذر العدو وقيادته الفاشلة بأن المساس بالأخ المجاهد القائد يحيى السنوار أو أيٍّ من قادة المقاومة هو إيذانٌ بزلزالٍ في المنطقة وبردٍّ غير مسبوق، وستكون معركة سيف القدس حدثاً عادياً مقارنةً بما سيشاهده العدو، وسيكون من يأخذ هذا القرار قد كتب فصلاً كارثياً في تاريخ الكيان وارتكب حماقةً سيدفع ثمنها غالياً بالدم والدمار". كلمة شديدة اللهجة صرّح بها الناطق باسم كتائب القسّام بالأمس بعد تناقل الأوساط الاسرائيلة والاعلام العبري التصريحات المحرّضة على اغتيال رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار.

أبعاد اغتيال السنوار سيُسمع صداها خارج فلسطين

أكّد القيادي في حركة حماس في حديث مع موقع "الخنادق" أن "أبعاد حماقة الاحتلال باغتيال القائد يحيى السنوار لن تقتصر على الداخل بل ستمتدّ الى الخارج، فالسنوار أصبح أيقونة للمقاومة في فلسطين وخارجها، وخاصة محور المقاومة الذي يمثّل السنوار أحد أركانه". وشدّد  رضوان أن قادة القسّام الذين عبّر بلسانهم  الناطق "أبو عبيدة" رسالتهم واضحة "لن نسمح بتغيير قواعد الاشتباك، القصف بالقصف، والدم بالدم، والقتل بالقتل...وهذا ما رسّخته معركة سيف القدس ولن نسمح بتغيير الوقائع على الأرض".

كذلك عبّرت الفصائل الفلسطينة أيضاً عن رمزية السنوار وما يمثّله في غزّة وفلسطين حيث أعلن القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش  أن " التهديد باغتيال القائد الوطني يحيى السنوار هو تهديد لكل أبناء شعبنا... اغتيال أي من قادة المقاومة وعلى رأسهم القائد السنوار سيفتح على العدو أبواب جهنم وستكون معركة مفتوحة في كل الساحات"، كما أن سرايا القدس مستعدة  لخوض معركة الرّد حيث قال القيادي في الحركة د. محمد شلّح أن صواريخ السرايا ستكون قبل صواريخ القسام في حال نفّذ الاحتلال تهديداته. وبدروه قال مدير  المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم "أن يحيى السنوار هو قائد لمقاومة الشعب الفلسطيني وأي محاولة لإرتكاب أي حماقة بحقه هو اعتداء على الشعب الفلسطيني ومقاومته في كل الساحات الفلسطينية سيدفع العدو الصهيوني ثمنها غاليا" معتبراً أن " تهديدات العدو الصهيوني بالعودة لسياسة الإغتيالات تكشف عن الفشل والعجز الذي أصاب قلب المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية في مقتل". وقد خرجت  في شوارع خانيونس وقفة شعبية للتضامن مع السنوار.

انقسام اسرائيلي...الاغتيال خطوة غير صائبة

في وقت انقسمت فيه آرء الأوساط الاسرائيلية بين الإقدام على خطوة الاغتيال - حيث أشار الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي  غيورا إيلاند "بدأت أرى فوائد التخلص من السنوار...على الرغم من كل العواقب الوخيمة" -  وبين من دعا الى الوساطة والحوار،" لماذا لا نجري حوارا مع السنوار، يجب تشكيل هيئة تشمل حزب العمل+ميرتس+القائمة المشتركة لإجراء مفاوضات مع يحيى السنوار، أنا لا أستبعد أن يحدث هذا، كل اغتيالاتنا في الماضي باءت بالفشل" حسب ما ذكر عضو الكنيست موسي راز، توصّل جيش الاحتلال الى إصدار "توصية" الى المستوى  السياسي تقضي أن "ليس من الصواب تنفيذ هكذا قرار الآن" (أي أوصى بعدم اغتيال السنوار)، وقد قال الصحافي الاسرائيلي نوعم أمير "لحظة .. قبل أن نقرر اغتيال السنوار، أريد أن أذكر فقط أن قائده "الضيف" نجح في الخروج بسلام من عدة محاولات اغتيال، لذلك من الجيد أن نرفع مسألة "الأنا" للجيش وكأن السنوار بمجرد ضغطة زر سيموت! يجب على الجميع أن يعرف أن هناك فجوة بين التغريد على تويتر، وبين الواقع، وبين قرار تتخذه المنظومة الأمنية لاغتيال السنوار وبين تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع". وبعد تهديد "أبو عبيدة" بعث الاحتلال برسالة عبر الوسيط المصري الى الفصائل  مفادها أن "اسرائيل  لن تقدم على أي عملية اغتيال وليس لديها النية للتصعيد في غزة وملتزمة بتحييد غزة طالما استمر الهدوء على جبهتها" (حسب ما ذكر الاعلام الفلسطيني).

في المقابل، يبقى إحتمال مغامرة الكيان الاسرائيلي باغتيال السنوار مطروحاً وخاصة أن عادة ما  ينظر الى الاغتيال في "الشارع الاسرائيلي" على أنه تحقيق شيء ما أو "انتصار" بغض النظر عن التداعيات وقد يساهم في إعادة "الرضى" عن حكومة بنيت التي تتعرّض للكثير من الانتقادات وباتت تعتبر ضعيفة، في هذا السياق أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية الى أن "في غزة يعتقدون بأن الأكثر اهتماماً بالتصعيد والذي قد يتخذ مثل هذه الخطوة هو رئيس الوزراء نفتالي بينت وذلك بسبب ضغوط اليمين" الا أن ذلك أيضاً يخضع بدروه الى إشكالية جوهرية هي أن المقاومة لن تتراجع في خياراتها أو مواقفها ولا عن دورها بعد الاغتيال حيث قال رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست رام بن باراك " إن غزة حدث لن ينته باستهداف زعيم أو بآخر"، وبل ستتوسّع المقاومة حسب تصريحات "أبو عبيدة".

اذاً، تخبّط على مستوى صناعة القرار في كافة مستويات الاحتلال، وحكومة هشّة تبحث عن أي انجاز أمام مشاكلها الداخلية وعمليات المقاومة في الضفة والداخل المحتل و"بنيت" لم ينجح الى الآن بالتعامل مع "غزّة" (كما "وعد" خلال الانتخابات وبعد تنصيبه رئيساً للوزراء). يراكم الاحتلال إخفاقته مقابل فصائل المقاومة الفلسطينة التي تعُدّ معادلة تلو الأخرى، فكيف ينعكس هذا التغيير في موازين القوة على كيان الاحتلال ووجوده؟ ستجيب المعركة القادمة. 


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور