السبت 16 تموز , 2022 01:10

تباين بين واشنطن و"تل ابيب": بايدن جاء لأجل مصالحه

جو بايدن - يائير لابيد

افتتح الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارته الأولى الى الشرق الأوسط في 13 تموز / يوليو الجاري في الكيان المؤقت في فلسطين المحتلّة. وبدءها بتصريحات أعرب فيها عن دعمه المطلق للكيان كما تخلّل الزيارة لقاء مع سيدتين يدعي الاحتلال أنهما ناجيتين مما يسميه محرقة "الهولوكوست". كلّ ما سبق مهم بالنسبة لمسؤولي الكيان ولصورة بايدن الذي يواجه مرحلة الانتخابات النصفية في الكونغرس والانقسام في صفوف الحزب الديمقراطي، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثير اللوبي الصهيوني في السياسة وصناعة القرار الأمريكي.

لكن سرعان ما تكشّفت الفجوات بين الولايات المتحدة والكيان المؤقت، فقد برز التباين في الرؤية حول معالجة العديد من أمور المنطقة بين خطاب بايدن وخطاب رئيس حكومة الاحتلال الانتقالي يائير لابيد.

ففي وقت زعم فيه لابيد أن "الشيء الوحيد الذي سيوقف إيران هو معرفة أنها إذا استمرت في تطوير برنامجها النووي، فإن العالم الحر سيستخدم القوة،" مضيفاً "الطريقة الوحيدة لمنعهم هي وضع تهديد عسكري حقيقي على الطاولة"، عبّر بايدن عمّا هو نقيض ذلك تماماً حين قال "إن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لمواجهة التهديدات الإيرانية". فيما ردّ عليه لابيد، مباشرةً في المؤتمر الصحفي الذي انعقد في القدس المحتلّة، "إن الكلمات لن توقفهم سيدي الرئيس، ولن توقفهم الدبلوماسية".

في هذا الإطار، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن هذا التباين "يعكس أساس النهج المختلف لبلديهما في التعامل مع طموحات إيران النووية". كذلك، قال المراسل العسكري لـ "القناة 12" العبرية، نير دفوري، أن "مسؤولين عسكريين كبار لم يتمكنوا من إقناع الأمريكيين بتشديد مواقفهم مع إيران، مما أشعرهم بأجواء من الإحباط من رفض الرئيس جو بايدن اتخاذ نهج أكثر عدوانية تجاهها، رغم الكلمات الدافئة المتبادلة بين رئيس الوزراء يائير لابيد وبايدن".

عدم تشديد اللهجة الأمريكية ضد إيران، لم يكن سبب الإحباط الإسرائيلي الوحيد، اذ إن مسؤولي الكيان أرادوا أن تضع زيارة بادين "حجر الأساس" لتشكيل ما سمّوه بـ "الحلف الشرق أوسطي"، لكن غاب ذكر هذا "الناتو" عن تصريحات بايدن الذي اكتفى بـ "الالتزامات" – القديمة الجديدة – بما وصفه "أمن إسرائيل" وتابع" سوف نتأكد من أن إسرائيل تستطيع الدفاع عن نفسها بنفسها".

من ناحية ثانية، تكشف طيّات هذه الزيارة أن بايدن جاء الى الكيان من أجل المصالح الأمريكية ولطلب الدعم الإسرائيلي لأوكرانيا التي يواجه بها روسيا، حيث أشار موقع "واللاه" العبري أن أن "إسرائيل لم توافق على تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة، لكن عشية وصول بايدن، أعلن غانتس عن مساعدة إسرائيلية إضافية لقوات الإنقاذ الأوكرانية والمنظمات المدنية، لاسيما عقب حديث بايدن مع رئيس الوزراء لابيد حول الحاجة لمساعدة أوكرانيا، معربا عن ترحيبه بالمساعدة الإضافية التي أعلنت عنها إسرائيل في الأيام الأخيرة، مع استمرار الحاجة لاحتياجات محددة للأوكرانيين من الإسرائيليين".

بالإضافة الى ذلك، فإن بايدن لم يأتي الى الشرق الأوسط ويفكّ "عزلة" وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان الا طلباً للنفط وزيادة انتاجه بعد الارتفاع الكبير في أسعاره. وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعاً حاداً في أسعار فاتورة الكهرباء ففي شهر كانون الثاني / يناير من هذا العام، بلغت الفاتورة في مسكن بمدينة نيويورك يستخدم 300 كيلوواط/ساعة من الكهرباء 123.65 دولارًا، مقابل 82.80 دولارًا في ديسمبر/كانون الأول 2021، بزيادة قدرها 50%، (وفق شركة المرافق الأمريكية "كون إديسو")، والعديد من الأزمات الاقتصادية والمعيشية. 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور