الإثنين 06 شباط , 2023 04:39

قلعة باخموت تتصدع.. والفساد ينخر حكومة زيلينسكي

باخموت

تواصل القوات الروسية تقدمها بثبات، في محور مدينة باخموت والمنطقة المحيطة بها، بحيث باتت هذه المدينة محاصرة، وخذا ما يؤكده تحديث استخباراتي صدر عن وزارة الدفاع البريطانية، بالأمس الأحد. بحيث كشف أن الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، يتعرضان لتهديد مباشر بالقصف من الجانب الروسي، بالإضافة إلى طريق آخر تسيطر عليه مجموعات "فاغنر". وأضافت وزارة الدفاع البريطانية:" بينما لا تزال هناك العديد من طرق الإمداد البديلة المتاحة عبر البلاد أمام القوات الأوكرانية، تزداد عزلة باخموت".

أما القيادة العسكرية الأوكرانية، فقد اعترفت بأن الوضع حرج، وتشير المعلومات الى بدء مغادرة القوات الأوكرانية للمدينة، أو على الأقل من أطرافها، وعن استعدادات بالتزامن لبناء خط دفاع جديد في كراماتورسك، سلافيانسك، كوستيانتينيفكا، توريتسك.

مدينة باخموت مدمرة بالكامل

تجمع العديد من الوسائل الإعلامية على وصف المشهد في مدينة باخموت، هلى أنه يشبه الى حد كبير مشهداً من الجحيم ومن الدمار. فهذه المدينة التي تبلغ مساحتها حوالي 42 كيلومتر مربع، والتي كان عدد سكانها يصل الى نحو 70 ألف نسمة، بات أغلب أبنيتها مدمراً، أما ما بقي منها أو تضرر بشكل جزئي فهو لا يصلح للإقامة، فالكهرباء مقطوعة منذ آب / أغسطس الماضي، والماء منذ تشرين الأول / أكتوبر الماضي.

أما عندما تسقط المدينة، فمن المتوقع أن تتجه القوات الروسية نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك، اللتان إن تم السيطرة عليهما، سيسمح ذلك لموسكو بالسيطرة على منطقة دونيتسك الشرقية بأكملها (سيتضمن السيطرة على أكثر من 10 آلاف و360 كيلومتر مربع، وهو أحد أهداف العملية العسكرية الأساسية.

كما لا يخفى على أحد، محاولات معسكر الغرب الاستباقية للتقليل من أهمية إنجاز السيطرة هذا، عبر التقليل من الأهمية الاستراتيجية لهذه المدينة في وسائله الإعلامية، لكنهم بأن لها قيمة معنوية، فقد سبق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أطلق عليها اسم "قلعة باخموت" وقال بأنها لن تستسلم أبداً. وعندها سيترك ذلك تأثيره القوي على معنويات أفراد القوات الأوكرانية المتمركزة هناك، وهذا سيجعل من المستحيل تقريباً على كييف استعادتها مستقبلاً.

فساد ينخر الحكومة الأوكرانية

من جهة أخرى، وفي أنباء تدلّ على مدى فساد حكومة كييف، ووجود بعض العوامل الأوكرانية الداخلية التي ستساعد في هزيمتهم أكثر فأكثر. نقلت وسائل إعلام أوكرانية بالأمس الأحد عن وزير الداخلية قوله بأن الرئيس زيلينسكي قرر تعيين رئيس الاستخبارات العسكرية الجنرال كيريلو بودانوف وزيرا جديدا للدفاع، بدلاً عن أحد أشهر الوجوه الأوكرانية خلال العملية العسكرية الروسية أوليكسي ريزنيكوف، الذي قد يتم نقله الى منصب وزير الصناعات الإستراتيجية. وكان ريزنيكوف قد سبق له أن كشف، بأن هناك عمليات تدقيق جارية في عقود المشتريات العسكرية بعد فضائح فساد، وإنه سيستقيل إذا ما اتخذ زيلينسكي قرارا بحقه، لينضم حينها الى 10 مسؤول سابق في مجال الدفاع اضطروا للاستقالة الشهر الماضي، من بينهم نائبه فياتشيسلاف شابوفالوف الذي عمل على توفير الدعم اللوجيستي للجيش، بعد اتهامه بتوقيع عقود أغذية بأسعار أعلى مرتين إلى 3 مرات من الأسعار الحالية للمواد الغذائية الأساسية.


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور