الثلاثاء 07 شباط , 2023 12:44

ليس قيصر الأمريكي وحده من يحاصر سوريا.. إسرائيل أيضاً!!

طائرة بدون طيار إسرائيلية

ليست الولايات المتحدة الامريكية فقط، من تفرض الحصار الجائر على سوريا، بل هناك العديد من الدول الغربية وحتى العربية التي تساعدها في ذلك. كما لا يخفى على أحد دور الكيان المؤقت التنفيذي في هذا الحصار، إما عبر المراقبة والرصد، خاصةً عبر سرب طائرات نحشون 122، وإما عبر الضربات الجوية التي يشنها سلاحه الجوي، عبر الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار وصواريخ أرض – أرض.

ففي أواخر شهر كانون الثاني / يناير الماضي، استهدفت طائرات مسيّرة إسرائيلية، قافلة شاحنات نقل خارجي وتبريد، في منطقة الحدود السورية العراقية وبالقرب من مدينة البوكمال. زعمت القناة الـ 12 الإسرائيلية حينها، أن القصف استهدف قافلة تابعة لمن وصفتهم بـ"مليشيات إيرانية"، كانت في طريقها من العراق إلى سوريا. بينما أكّدت مصادر موثوقة والصور المنتشرة للشاحنات المستهدفة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، بأن القافلة التي كانت تعبر الحدود العراقية باتجاه الأراضي السورية وبشكل رسمي، تحمل مساعدات إنسانية وأدوية على وجه الخصوص. الامر الذي ترك تداعياته وآثاره السلبية على الوضع الصحي في سوريا، لا سيما على المتضررين في الزلزال شمال البلاد حيث النقص الحاد في الادوية والمواد الطبية والانسانية، ويجعل من الكيان المؤقت شريكاً في هذه الفاجعة الانسانية، وأمام هذا الواقع هل سيبقى المجتمع الدولي والعالم متفرجاً على هذه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة التي تهدد الشعب السوري وحياته، الذي قد يرقى الى مستوى جرائم حرب!

هذه الحادثة لم تكن الأولى، فقد سبقها العديد من الاعتداءات الإسرائيلية أو الأمريكية، التي تستهدف هذه القوافل التي تمرّ عبر هذه المنطقة بالذات بذريعة منع تهريب الأسلحة (وإن كانت هذه الذريعة لا تبرر هذه الاعتداءات أصلاً). إلا أن ما يجب على الجميع أن يعلمه ويدركه، بأن أغلبية القوافل المستهدفة، لا تحمل أسلحة إطلاقاً، بل تكون محمّلةً بأطنان الأدوية والمواد الغذائية (خاصةً حليب الأطفال، وأدوية الأمراض المستعصية والمزمنة...)، وبذلك يكون هدف هذه الاعتداءات تحقيق ما يعجز "قانون قيصر" عن تنفيذه من حصار ضد سوريا وشعبها.

غرب متوحش يتجاهل زلزال سوريا

بعد كارثة الزلزال التي ضربت شمال سوريا وتركيا، وما أدّته من خسائر بشرية ومادية مهولة (2300 ضحية). هبّ الكثير من دول العالم لمساعدة تركيا، بينما بقيت سوريا أسيرة حصار أمريكي وغربي، لم يستطع خرقه سوى القليل من الدول الشقيقة والصديقة لها، الذين لا يأبهون بما قد يواجهونه من عواقب جراء مساعدتهم إياها، كالجمهورية الإسلامية في إيران والجزائر وروسيا والعراق ولبنان.

وفي هذا الإطار، ادعت بعض الوسائل الإعلامية الإسرائيلية والعربية والغربية، نقلاً عما وصفته بمصادر أمنية إسرائيلية، بأن سوريا طلبت من روسيا، نقل طلب للمساعدات منها إلى الكيان المؤقت. حتى أن رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو صرح في وقت سابق من الأمس الإثنين، أمام مجموعة من نواب حزب الليكود، بأنه وافق على طلب ممن وصفه بعنصر دبلوماسي لمساعدة سوريا، وأنه يفترض أن يتم العمل على أساسه في المستقبل القريب.

لكن مصادر سورية رسمية نفت بسرعة وبشكل قاطع وجود مثل هكذا الطلب. واصفةً بالقول: "من المخزي أن يستغل نتنياهو كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا لتضليل الرأي العام، والتستر على سياسات الاحتلال التوسعية والعدوانية"، متسائلين "كيف لسوريا أن تطلب المساعدة من كيانٍ قتلَ وشارك في قتل السوريين طوال العقود والسنوات الماضية".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور