الأربعاء 22 آذار , 2023 05:57

"الهايتك" الاسرائيلي يتضرر بانهيار SVB

انهيار SVB وانعكاسه في الكيان المؤقت

يُعرّف "بنك وادي السليكون" (SVB) في الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه " مقرض الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في إسرائيل". عمل SVB مع عملاء إسرائيليين منذ منتصف التسعينيات وأنشأ مكتبًا في "تل أبيب" عام 2008. ويُقدر أن ثلث شركات التكنولوجيا الاسرائيلية لديها علاقة مع SVB كمودع  أو مقترض.

تشكّل التكنولوجيا العالية (الهايتك) البنية التحتية الاساسية التشغيلية للكيان. ويمثّل هذا القطاع حوالي 25% من إجمالي عائدات ضريبة الدخل ، بالاضافة الى 10% من القوّة العاملة في الكيان. لذا كانت أصداء انهياره تسمع في "تل أبيب".

أزمة سيولة وتسريح موظفين

بعد الانهيار، علّق كبير الاستراتيجيين في Psagot Investment House (شركة استثمار إسرائيلية)، أوري غرينفيلد، أن "ما يقدر بنحو 90% من الودائع المتبقية في SVB ليست مؤمّنة". وحذر من أن "هذا يعني أن العديد من الشركات فقدت إمكانية الوصول إلى الأموال التي تم جمعها وهي بالفعل في أزمة سيولة حادة". وحذّر "سيتعين على هذه الشركات زيادة رأس المال الجديد بسرعة، مما سيجعلها تدفع ثمناً باهظاً مقابل المال، أو ستحتاج إلى البدء في تسريح الموظفين ووقف عملياتها". مضيفًا "لن نتفاجأ على الإطلاق إذا رأينا في الأسابيع المقبلة موجة غير عادية من عمليات التسريح في صناعة التكنولوجيا الفائقة".

في هذا الصدد، قالت Qualitau Ltd، وهي شركة مطورة لمعدات الاختبار لصناعة أشباه الموصلات، إنها تمتلك 16.8 مليون دولار في SVB من إجمالي حوالي 22.3 مليون دولار تمتلكها داخل وخارج الولايات المتحدة. فيما ليس لديها "معلومات بشأن المبالغ التي ستتمكن من سحبها في المستقبل من رصيد الأموال المودعة في SVB وفيما يتعلق بالتوقيت الذي سيكون فيه من الممكن سحبها هذه الأموال".

تراجع الأسهم الاسرائيلية

تراجعت الأسهم الإسرائيلية منتصف شهر آذار / مارس الجاري بقيادة أسهم البنوك والتأمين، بعد انهيار مجموعة "بنك وادي السيليكون المالية". انخفض مؤشر بورصة "تل أبيب" TA-125 بنسبة 3%، بينما انخفض مؤشر TA-35 للشركات القيادية بنسبة 2.7%. كما انخفض المؤشر الاسرائيلي لأكبر خمسة بنوك بنسبة 2.4%، وانخفض مؤشر TA للتأمين والخدمات المالية 3.5%. وفقًا لموقع The Times Of Israel.

أيام ازدهار شركات التكنولوجيا ولّت!

عزّز انهيار SVB أزمة على مستوى بنوك الاحتلال وشركات التكنولوجيا، كانت قد بدأت منذ النصف الثاني لعام ،2022 بسبب ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، "ما أدى الى تعقّد الأمور في أسواق الأسهم ولا سيما أسهم التكنولوجيا حيث بدأت عمليات جمع الأموال تنهار من قبل الشركات الناشئة"، حسب الكاتب ديفيد روزنبرغ في صحيفة "هآرتس" العبرية.

الأزمة تتعمّق أيضًا مع وجود حكومة يمينية مصرّة على التعديلات القضائية، اذ تنقل الصحيفة "مخاوف بين الرؤساء التنفيذيين والمستثمرين بشأن ما إذا كان للتكنولوجيا الفائقة مستقبل في بلد بنظام محاكم ويخضع لسيطرة المتطرفين. التكنولوجيا العالية ورؤوس الأموال الأخرى يهربون... قالت الشركات إنها تخطط لنقل بعض العمليات خارج البلاد". معتبرةً أنّ "الحنين على الأيام الخوالي، حين كانت أموال الاستثمار تتدفق على الشركات الناشئة، وكانت أسهم التكنولوجيا في مستويات قياسية، سيصيب الشباب ( 20 – 30 عامًا) العاملين في شركات التكنولوجيا".

خلص الكاتب "روزنبرغ" أنه "على المدى الطويل ، يبدو أن SVB لن يلعب دور المُقرض المفضل لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية".

على ضوء الأزمة، ادعى رئيس وزراء  الاحتلال بنيامين نتنياهو إنه  "كان على اتصال بشخصيات تكنولوجية إسرائيلية بارزة وتعهد بمساعدة الشركات المتضررة... إذا لزم الأمر ، سنتخذ خطوات لمساعدة الشركات الإسرائيلية، التي يقع مركز نشاطها في إسرائيل، على تجاوز أزمة التدفق النقدي". فيما زعم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أنه "يشكل فريقًا خاصًا للنظر في العواقب المحتملة على إسرائيل من الانهيار، والذي سيضم مديرًا عامًا للخزانة ومسؤولين من بنك إسرائيل، وهيئة الأوراق المالية وسلطة الابتكار".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور