السبت 06 أيار , 2023 12:54

هل يستهدف بوتين كابلات الانترنت العالمية؟

بوتين

رداً على محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توقّعت الصحافة الغربية، قيام موسكو باستهداف كابلات الانترنت البحرية. مثيرة لجدل ليس الأول من نوعه، بعدما كانت قد روّجت لتلك الخطوة منذ عام 2022، وهو ما يترك أسئلة حول توقيت الحملة الدعائية ومدى احتمالية قيام موسكو باستهداف الكابلات التي تمر من خلالها حوالي 97% من حركة الإنترنت العالمية.

حذر مساعد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي لشؤون المخابرات والأمن، ديفيد كاتلر، في حديثه مع صحفيين، من أن هناك "خطراً كبيراً من قيام روسيا باستهداف البنية التحتية الحيوية في أوروبا أو أميركا الشمالية، بما في ذلك خطوط أنابيب الغاز وكابلات الإنترنت، كجزء من مواجهتها مع الغرب بشأن أوكرانيا". مشيراً إلى ان "روسيا تراقب بشكل مستمر البنية التحتية لحلفاء أوكرانيا على اليابسة وفي قاع البحر".

وأضاف كاتلر أن أجهزة الاستخبارات العسكرية والمدنية الروسية لديها "امكانيات كبيرة يمكن لبوتين استخدامها لمراقبة البنية التحتية بما في ذلك استخدام السفن المدنية وما يسمى بسفن التجسس".

وتذرّع كاتلر بالدوريات الروسية النشطة والمتزايدة في المحيط الأطلسي، واصفاً اياها بأنها "تخاطر" في بحر البلطيق وبحر الشمال، لترجيح قيام بوتين بخطوة استهداف الكابلات. وهو ما شاركه به رئيس الخلية الجديدة، اللفتنانت جنرال هانز فيرنر فيرمان، الذي زعم بأن "حادث نورد ستريم أظهر الخطر الواضح والحالي الذي تواجهه بنيتنا التحتية الحيوية تحت سطح البحر".

ما أهمية كابلات الانترنت البحرية؟

يشير فيرمان في حديثه، إلى مدى أهمية الكابلات ليس فقط للقارة الأوروبية بل للعالم وأضاف ان "اعتماد الغرب على مثل هذه البنية التحتية يتزايد باستمرار، مع زيادة تدفق البيانات عبر الكابلات البحرية والانتقال إلى الطاقة الخضراء التي تعمل بالرياح البحرية التي تتطلب المزيد من الكهرباء ليتم نقلها إلى الشاطئ على طول قاع البحر".

ويقول خبراء ان حوالي 97% من حركة الإنترنت العالمية و10 مليارات دولار من المعاملات المالية تمر عبر كابلات الألياف الضوئية، بشكل يومي. وبحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، فإن أهمية تلك الكابلات لا تقل عن أنابيب النفط والغاز".

وفي حديث مع صحيفة "لا تريبيون"، يقول مدير الشبكات الدولية في شركة "أورانج"، جان لوك فويليمين، بقوله إنه "لن يكون هناك إنترنت في أوروبا". مضيفاً "لن يؤدي هذا بأوروبا إلى طريق مسدود إنما ستجد نفسها معزولة عن القارات الأخرى".

وبحسب الأستاذ المتخصص في الشبكات البصرية واللاسلكية في شركة "تيليكوم" في باريس، موريس جانيير، فإن "العواقب الاقتصادية ستكون خطيرة جدًّا إذ لن تكون البورصات الأوروبية متصلة بالشبكة العالمية وستتوقف المعاملات الدولية، وسيكون التأثير كبيراً على شركات غافام-GAFAM وهي شركات الويب العالمية الخمس".

وتشير الصحفية الفرنسية، جولييت بوسون، في تقرير أعدته عام 2022، إلى ان استهداف الكابلات لمرة واحدة كفيل بقطع الاعمال التجارية الدولية وملايين الاتصالات الهاتفية.

ويستعيد الأستاذ في جامعة الدراسات العليا لفرع إدارة الأعمال في باريس، سيرج بيسانجر، ما حصل في فيتنام عام 2007، عندما أقدم صيّادون على سرقة الكابلات لبيعها، الأمر الذي تسبب بتعطل 90% من اتصال البلاد ببقية العالم لمدة 3 أسابيع. شارحاً ان تلك الكابلات هشّة، ومتوسط قطرها يقارب قطر خرطوم المياه الذي يستخدم في الحدائق، وذلك يعني الحوادث واردة الوقوع.

هل تفعلها موسكو؟

على الرغم من التصعيد الكبير الذي أقدمت عليه أوكرانيا بإرسالها للطائرات المسيّرة لكرملين في محاولة لاغتيال بوتين، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية، تبقى احتمالية استهداف بوتين للكابلات البحرية أمراً مستبعداً، لأسباب عدّة، تتعلق بأن النتائج المترتبة على هذا الاستهداف لن تنحصر بأوكرانيا او القارة الأوروبية فقط، بل على بقية دول العالم أيضاً، وبالتالي لن يقدم على وضع نفسه ضمن دائرة الإدانة الدولية. ومن جهة أخرى، سيكون للاستهداف نتائج عكسية على روسيا نفسها.   


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور