الأربعاء 09 تشرين أول , 2024 12:52

بطاقة هدف: مستوطنة المطلة

مستوطنة المطلة

 تعريف الهدف

تُعدّ مستوطنة المطلة من أقدم المستوطنات في شمالي فلسطين المحتلة، وتقع فيما يُعرف بمنطقة أصبع الجليل على الحدود الفلسطينية اللبنانية مباشرة، مقابل بلدتي كفركلا والعديسة. أُنشئت عام 1896 على أراضٍ اشتراها البارون روتشيلد ووُضعت تحت إدارة الشركة الاستعمارية–الاستيطانية (يكا). تقع على تلة بارتفاع نحو 530 متراً عن سطح البحر، وتشرف على جبال الجليل وحرمون ووادي الحولة ومرجعيون. ويبلغ عدد سكانها نحو ألف نسمة.

الأهمية

تكتسب المستوطنة أهميتها من موقعها الحدودي المطل مباشرة على الأراضي اللبنانية، ما يجعلها نقطة مراقبة وتحصين متقدمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ومركزً عسكرياً لمتابعة التحركات في الجنوب اللبناني، خاصة في بلدات كفركلا والعديسة والخيام.

كما تمثل هدفاً عسكرياً للمقاومة الإسلامية في لبنان بسبب طبيعتها الاستراتيجية وموقعها المشرف على خطوط الجبهة. إضافة إلى قيمتها العسكرية، تشكّل المطلة موقعاً سياحياً مهماً بفضل طبيعتها الجبلية، إذ تنتشر فيها الفنادق الصغيرة والمتنزهات والمطاعم والمقاهي التي كانت تُعد مصدر أساسي لمستوطنيها قبل الحرب مع لبنان.

الوظيفة

تؤدي المستوطنة وظيفتين أساسيتين:

عسكرية – أمنية: كونها خط دفاع أمامي في وجه لبنان، وتضم مراكز مراقبة وتحركات لجنود الاحتلال.

سياحية – اقتصادية: حيث شكّلت في العقود الأخيرة منطقة جذب للسياحة الداخلية والخارجية قبل أن تتحول إلى منطقة شبه مهجورة بسبب استهدافات المقاومة.

الأجهزة

تحتوي المطلة على منشآت مراقبة، أبراج إنذار مبكر، وثكنات عسكرية صغيرة تابعة لجيش الاحتلال.

كما كانت تضم شبكة من الكاميرات والرادارات لمراقبة الحدود اللبنانية، إلى جانب البنى السياحية والخدمية.

الحجم

تبلغ مساحة المستوطنة حوالي 9.4 كيلومتر مربع، وتتمتع بتضاريس جبلية تسمح بمراقبة المناطق المحيطة. خلال العقود الماضية توسعت مستوطنة المطلة، لكن مع تصاعد الحرب على لبنان تراجع التوسع الاستيطاني بشكل حاد.

الاستهداف وتاريخه وتأثيره

استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان رداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين في لبنان، بتاريخ 08/10/2024، تجمعاً لجيش الاحتلال في المطلة بصليات صاروخية دقيقة ومكثفة. وكانت تستهدف المستوطنة باستمرار خلال حرب الإسناد التي أطلقتها المقاومة عقب عملية طوفان الأقصى، رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.

وتحولت المطلة إلى مدينة أشباح بعد فرار المستوطنين منها إثر إصابتها بالصواريخ التي كان يطلقها حزب الله بشكل يومي.

التأثير والدمار

خلال حرب الإسناد 2023 ومعركة أولي البأس 2024، كانت المطلة من بين المستوطنات التي جرى إخلاؤها بالكامل نتيجة شدة القصف. وبحسب الإعلام الإسرائيلي، تدمّر أكثر من 300 منزل فيها جراء صواريخ حزب الله.

وفي 30 أيلول / سبتمبر 2024، أعلن جيش الاحتلال أنها أصبحت منطقة عسكرية مغلقة مع بدء عمليته البرية في جنوبي لبنان.

ومع حلول نيسان 2025، لم يعد إليها سوى عُشر المستوطنين فقط، بينما رفض الباقون العودة خوفاً من صواريخ حزب الله، وفق تقديرات إسرائيلية أفادت أن واحداً فقط من كل عشرة مستوطنين عاد إلى منزله.

القيمة

تتمتع المطلة بقيمة جغرافية وأمنية وسياحية عالية بالنسبة للاحتلال، إذ تشكل صلة وصل بين الجليل الأعلى ومرتفعات الجولان، ما يمنحها موقعاً متقدماً في استراتيجيات المراقبة وسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

كلفة الخسائر

تقدّر الخسائر الإسرائيلية في المطلة بعشرات الملايين من الدولارات نتيجة تدمير المنازل والبنى التحتية والسياحية، إلى جانب خسائر اقتصادية فادحة نتيجة توقف النشاط التجاري والسياحي وتراجع الاستيطان.

الترميم والوقت

حتى منتصف عام 2025، لم تبدأ أعمال الترميم الفعلية في المطلة، بسبب عدم الاستقرار الأمني على الحدود ورفض معظم سكانها العودة.

تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن إعادة إعمارها قد تحتاج إلى سنوات عدة في حال استقرار الأوضاع الأمنية، ما يجعلها مثالاً لفشل الرهان على "أمن الجليل" رغم التحصينات والإخلاءات.

تصريحات المسؤولين

أقرّ مسؤولون عسكريون إسرائيليون بأن المطلة تحوّلت إلى جبهة مشتعلة ومصدر خطر مستمر، فيما اعترف رؤساء المجالس الاستيطانية في الجليل بأن عودة المستوطنين إليها تواجه "عقبات نفسية وأمنية كبيرة".

وفي المقابل، أكدت المقاومة الإسلامية في لبنان أن استهدافها للمطلة وسواها من المستوطنات "رسالة واضحة بأن العدوان على لبنان لن يمر من دون ردّ"، وأن المعادلة الجديدة جعلت المستوطنات الحدودية "ثكنات خاوية".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور