تعريف الهدف
تُعدّ كريات شمونة واحدة من أبرز مستوطنات الكيان الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، إذ تشكّل المركز الإقليمي للمستوطنات المحيطة بها من حيث الخدمات الصحية والصناعة وخدمات الأعمال والتجارة. تبلغ مساحتها نحو 14.75 كيلومتر مربع.
الأهمية
تكمن أهمية كريات شمونة في موقعها الجغرافي الحساس عند تخوم الجليل الأعلى، وفي دورها كمركز حيوي للحياة الاقتصادية والخدماتية في شمال الكيان. فهي لا تُعدّ مجرد مدينة استيطانية فحسب، بل مؤشراً على الاستقرار الأمني في الشمال. من هنا، فإن أي خلل أو نزوح فيها يُعدّ ضربة مباشرة للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الجليل الأعلى.
الوظيفة
تؤدي كريات شمونة وظيفة إدارية واقتصادية وأمنية مهمة ضمن الخارطة الإسرائيلية، إذ تُقدّم خدماتها الصحية والتجارية والصناعية للمستوطنات المحيطة، وتُعتبر بمثابة العاصمة غير الرسمية لشمال فلسطين المحتلة. كما تحتوي على قاعدة عسكرية لجيش الاحتلال، ما يجعلها هدفاً ذا بعد استراتيجي للمقاومة الإسلامية في لبنان.
الأجهزة والمنشآت
تضم المدينة مجموعة من المؤسسات العسكرية، أبرزها القاعدة العسكرية التي تؤمن دعماً لوجستياً للجبهات الشمالية، إضافةً إلى مرافق خدمية وتجارية وصناعية تعتمد عليها المستوطنات المجاورة.
الحجم
بحسب مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، بلغ عدد سكان كريات شمونة حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2023 نحو 23,515 مستوطناً. ومع اندلاع معركة أولي البأس عام 2024، نزح ما يقارب 23 ألف مستوطن من سكانها، ما يعني أن المدينة فقدت عملياً معظم قاطنيها.
الاستهداف وتاريخه وتأثيره
منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شكّلت كريات شمونة هدفاً رئيسياً للمقاومة الإسلامية في لبنان، حيث تعرّضت لاستهداف شبه يومي بالصليات الصاروخية.
وفي سياق الرد على الاستباحة الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين في لبنان وفلسطين، قصفت المقاومة الإسلامية يوم الخميس 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 المدينة بصلية صاروخية كبيرة، لتؤكد دورها في إسناد غزة ومقاومتها، والدفاع عن لبنان وشعبه.
التأثير والدمار
أدّت الضربات المتكررة إلى شلّ الحياة في المدينة، وتحويلها إلى منطقة غير صالحة للسكن، بعدما فقدت القدرة على تلبية احتياجات المناطق الأخرى إلا في حال خضوعها لعمليات ترميم شاملة. أحد المواقع الإسرائيلية وصفها بأنها "مدينة أشباح" نتيجة الخسائر الواسعة التي لحقت ببناها التحتية ومرافقها الحيوية.
القيمة
القيمة الاستراتيجية لما جرى في كريات شمونة تكمن في انهيار مفهوم الأمن الإسرائيلي في الشمال، إذ لم تعد مجرد مدينة متضررة، بل مؤشراً على تراجع قدرة الاحتلال على حماية مستوطنيه في الجليل الأعلى، وانكشاف هشاشة منظومته الأمنية والعسكرية أمام صواريخ المقاومة.
كلفة الخسائر
النزوح الجماعي لأكثر من 23 ألف مستوطن، وتعطّل البنى التحتية، وفقدان القدرة الاقتصادية للمدينة، كلّها تشكّل خسائر مادية وبشرية باهظة للمؤسسة الإسرائيلية. كما برزت أزمة إضافية مع تهديد بعض الفنادق التي تستضيف المستوطنين بإخلائهم، نتيجة عدم إقرار الحكومة الإسرائيلية المستحقات المالية المطلوبة لهم، ما عمّق من الأزمة السياسية..
الترميم والوقت
تحوّل الحديث الإسرائيلي عن كريات شمونة إلى نقاش حول إمكانية إعادة إعمارها، وسط تقديرات تشير إلى أن العودة إليها تتطلب عمليات ترميم شاملة وزمناً طويلاً، نظراً لحجم الأضرار التي لحقت بها خلال عامي 2023 و2024.
تصريحات المسؤولين
رغم محاولات بعض المسؤولين الإسرائيليين التقليل من حجم الأضرار، فإن التقارير الميدانية والإعلامية الإسرائيلية نفسها أقرت بأن المدينة لم تعد قادرة على أداء وظائفها الأساسية، وأن عودتها إلى طبيعتها مرهونة بهدوء طويل المدى يصعب ضمانه.
الكاتب: غرفة التحرير