تعريف الهدف
تبعد مستوطنة هرتسيليا عن شمال تل أبيب بنحو عشرة كيلومترات، على الساحل الأوسط لفلسطين المحتلة. أُقيمت على أراضي القرية الفلسطينية المهجّرة "الحرم – سيدنا علي"، التي استولت عليها العصابات الصهيونية بعد تهجير أهلها عام 1948.
تأسست المدينة سنة 1925 على يد جمعية صهيونية أميركية، واختار أعضاؤها اسم "هرتسل" مؤسس الحركة الصهيونية ليكون اسماً للمدينة التي أنشأوها. في بدايتها كانت قرية زراعية صغيرة، ثم تطورت لتصبح مدينة صناعية متقدمة، خصوصاً في مجالات الحواسيب والإلكترونيات، كما تضم مصانع ومصالح تجارية متطورة وفنادق على ساحلها.
أهميتها
تُعدّ هرتسيليا من المدن الحيوية في الكيان الإسرائيلي، إذ التصقت بتل أبيب مع مرور الوقت حتى باتت تُعدّ امتداداً لها. وتتمتع المدينة بمستوى معيشة يُعتبر من الأعلى في الكيان، بحسب دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية. كما تبعد المدينة حوالي 103 كيلومترات عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتحتل موقعاً استراتيجياً قريباً من أهداف حساسة، مثل مطار بن غوريون، ومقر وزارة "الدفاع"، ومحطة توليد الطاقة الكهربائية في تل أبيب.
الوظيفة
تشكّل مركزاً اقتصادياً وتكنولوجياً مهماً، إذ تضم في منطقتها الغربية المسماة "هرتسليا بيتوح" عدداً من السفارات ومقار إقامة السفراء، ومقار الشركات الكبرى، ومنازل كبار رجال الأعمال الإسرائيليين.
كما تحتوي على موانئ لليخوت واستوديوهات تلفزيونية وسينمائية، وتعدّ جزءاً مما يُعرف بـ "وادي السيلكون الإسرائيلي" الذي يُشكّل قاعدة صناعات التكنولوجيا المتقدمة في الكيان.
الأجهزة والمرافق
يتواجد في المدينة مركز هرتسيليا متعدد التخصصات "جامعة رايخمان"، الذي يعقد سنوياً مؤتمر هرتسيليا، أحد أهم المؤتمرات الاستراتيجية في الكيان، حيث يجتمع فيه كبار المسؤولين الإسرائيليين والدوليين لبحث القضايا الأمنية والسياسية.
كما تضم المدينة محطة قطار هرتسيليا التي تربطها بتل أبيب والقدس وبئر السبع وحيفا ومطار بن غوريون، مما يجعلها نقطة مواصلات مهمة في شبكة النقل الإسرائيلية.
الحجم والسكان
تبلغ مساحة المدينة حوالي 21.6 كيلومتراً مربعاً، وبلغ عدد مستوطنيها سنة 2022 أكثر من 106 آلاف مستوطن.
الاستهداف وتاريخه وتأثيره
في 11 أكتوبر 2024، استُهدفت منطقة هرتسيليا للمرة الأولى ضمن سياق العمليات التي نفذها حزب الله داخل العمق الإسرائيلي خلال حرب الإسناد مع غزة ومعركة "أولي البأس".
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي آنذاك تفعيل صفارات الإنذار في مناطق وسط الكيان، بعد رصد طائرتين مسيرتين أُطلقتا من لبنان، تمكنت الدفاعات الجوية من اعتراض إحداهما.
إلا أن إحداهما تجاوزت منظومات الدفاع ووصلت إلى هدفها، ما شكّل ضربة قوية للمنظومات الإسرائيلية التي لطالما تباهت بقدراتها.
وأفادت القناة "12" العبرية بحدوث انقطاع في التيار الكهربائي في المدينة بعد تفعيل صفارات الإنذار، بينما أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن داراً لرعاية المسنين في المدينة لحقت بها أضرار مادية نتيجة سقوط شظايا صاروخ اعتراضي.
التأثير والدمار
أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء الجمعة، بعد العملية، بتضرر مبنى في مدينة هرتسيليا إثر الهجوم بطائرتين مسيرتين انقضاضيتين من لبنان، وهو اعتراف نادر بمدى اختراق المقاومة اللبنانية لمنظوماته الدفاعية.
وقد أدى هذا الاستهداف إلى حالة استنفار واسعة في أوساط الجبهة الداخلية وقيادة المنطقة الوسطى الإسرائيلية، ورفع مستوى الحذر في المرافق الحيوية القريبة من تل أبيب.
القيمة الاستراتيجية
تكتسب العملية قيمتها من كونها أول استهداف مباشر لمنطقة في قلب تل أبيب الكبرى، وتحديداً في مدينة تحتضن رموز الاقتصاد والسياسة في الكيان، ما يعني أن المقاومة استطاعت نقل المعركة إلى عمق الكيان، وإثبات أن لا منطقة محصّنة بعد اليوم.
كلفة الخسائر
رغم محاولة الرقابة العسكرية الإسرائيلية التكتّم على حجم الخسائر، إلا أن البعض منها ظهر في انقطاع الكهرباء وأضرار في البنى التحتية.
الكاتب: غرفة التحرير