في 14/10/2024، هاجمت المقاومة الإسلامية في العراق، هدفاً حيوياً للكيان المؤقت في غور الأردن بواسطة الطيران المسير.
فما هي أبرز المعلومات حول هذه المنطقة ومدى أهميتها؟
غور الأردن هو منطقة المجرى السفلي لنهر الأردن، تبدأ من النقطة التي يخرج منها النهر من بحر الجليل في الشمال، حتى نهاية مجراه حيث يتدفق إلى البحر الميت، أي جنوب بحيرة طبريا وشمال وادي بيسان.
الإحداثيات الجغرافية: 32.31698834679607, 35.554552246250196
يبلغ طوله 105 كم، بمتوسط عرض 10 كم، وقد يضيق في بعض النقاط إلى 4 كم.
يُعتبر الغور من أعمق الأخاديد التكتونية في العالم، إذ يقع في معظم أجزائه تحت مستوى سطح البحر، ما يمنحه أهمية طبوغرافية وعسكرية استثنائية.
تُعد منطقة غور الأردن في العقيدة العسكرية الإسرائيلية "خط دفاع استراتيجي شرقي" للكيان المؤقت، خاصة في مواجهة أي تهديد عسكري بري محتمل من جهة الشرق (الأردن أو العمق العربي الأوسع أي العراق).
يُعتبر الغور منطقة فاصلة بين الكتلة الجبلية الفلسطينية من الغرب، والسهل الأردني من الشرق، ما جعله منذ عام 1967 محوراً دائماً للتخطيط العسكري الإسرائيلي.
بسبب طبيعته المنخفضة والمفتوحة، يمثل الغور حاجزاً طبيعياً وممراً حيوياً لأي حركة عسكرية محتملة بين ضفتي النهر.
كما أنه يشكل موقعاً استراتيجياً لمراقبة الحدود ونقطة إنذار مبكر لأي تحرك عسكري قادم من الشرق.
منذ احتلال الضفة الغربية سنة 1967، أنشأ كيان الاحتلال الإسرائيلي في غور الأردن شبكة من القواعد العسكرية والمواقع الاستطلاعية والرادارية الممتدة من الشمال إلى الجنوب.
قاعدة "معسكر نفتالي" شمال الوادي قرب بيت شيعان.
قاعدة قرب أريحا.
مواقع مراقبة إلكترونية على السفوح الغربية المطلة على الوادي، مرتبطة بقيادة المنطقة الوسطى.
قواعد طيران خفيف وطائرات بدون طيار لمراقبة النشاطات عبر الحدود الأردنية.
كما تنتشر في المنطقة وحدات من لواء الأغوار التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو لواء مختص بالقتال في المناطق المفتوحة وشبه الصحراوية، وتدعمه قوات من لواء كفير ووحدات هندسية واستطلاعية.
بعد توقيع اتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994، أبقى الكيان الصهيوني على غور الأردن منطقة عسكرية حساسة ذات رقابة مشددة، وأقام فيه:
سلسلة من الملاجئ والتحصينات الترابية على طول الطريق رقم 90.
نقاط مراقبة متصلة بشبكة القيادة والسيطرة للمنطقة المركزية في الجيش الإسرائيلي.
منشآت تدريب ميداني لوحدات النخبة، للتدرب على القتال في التضاريس المفتوحة.
نظام راداري واتصالات متصل بالقيادة الجوية في تل نوف وبـ منظومة الإنذار المبكر.
المساحة الإجمالية: نحو 720 ألف دونم، أي ما يعادل 30% من مساحة الضفة الغربية.
الطول: 105 كم
العرض المتوسط: 10 كم (يضيق إلى 4 كم في بعض النقاط)
العمق: يقع تحت مستوى سطح البحر، مما يمنحه خصائص فريدة في الرؤية والسيطرة.
حاجز طبيعي منخفض يمكن السيطرة عليه نارياً من المرتفعات الغربية.
سهولة المراقبة الجوية والإلكترونية بسبب انفتاح التضاريس.
عمق دفاعي يعزل الضفة الغربية عن الحدود الأردنية.
نقطة إنذار مبكر ضد أي تحرك عسكري قادم من الشرق.
بدأ الاستيطان الإسرائيلي في الغور سنة 1901 عبر بناء مستوطنة مناحيميا.
يقطن اليوم أكثر من 17 ألف مستوطن في مستوطنة بيت شان (بيسان المحتلة)، فيما يعيش أكثر من 30 ألف مستوطن في مستوطنات الضفة الغربية الواقعة ضمن منطقة الغور.
منذ احتلال الضفة الغربية سنة 1967، تواصلت المطامع الإسرائيلية في ضم غور الأردن بالكامل، واعتُبر جزءاً من مشاريع "الضم الآمن" في الخطط الاستراتيجية الصهيونية.
في 14/10/2024، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن هجوم بطيران مسيّر استهدف هدفاً حيوياً للكيان المؤقت في غور الأردن.
ويُعد هذا الاستهداف جزءاً من اتساع رقعة العمليات ضد المواقع الحيوية والعسكرية الإسرائيلية، ونقطة تحول لافتة في ميزان الردع الإقليمي، خاصة أن الغور يُعد من أكثر المناطق تحصيناً ومراقبة في الضفة الغربية.
الكاتب: غرفة التحرير