الجمعة 07 شباط , 2025 04:19

الشيخ نعيم قاسم: قيادة جديرة بتجاوز حساسية المرحلة

الشيخ نعيم قاسم

منذ معركة اولي البأس، برز دور الأمين العام الشيخ نعيم قاسم القيادي بشكل أكبّر، بطريقة أدّت الى طمأنة جمهور المقاومة، خاصة بعد اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، ومن ثم اغتيال السيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، حيث كان للشيخ قاسم الدور الأساسي، في التأكيد للجميع أي المحب والصديق وللأعداء، بأن المقاومة في لبنان هي ذات نظام مؤسساتي لا يتوقف على وجود الفرد القائد، بل قادرة على تقديم القادة باستمرار، رغم التضحيات ورغم قيمة الفرد المعنوية الكبيرة، ستستطيع استكمال المسيرة حتى تحقق الأهداف والانتصار.

لذلك عمدت الوسائل الإعلامية العربية واللبنانية منذ ذلك الحين، الى شن هجمات التشويه والتضليل والحروب النفسية، لمحاولة زعزعة العلاقة المتينة ما بين جمهور المقاومة وقائدهم الجديد، لكنهم سرعان ما سيدركون فداحة حماقتهم، لأن العلاقة ستشتدّ أكثر فأكثر في المستقبل، وسيدرك الجميع بأن الشيخ قاسم هو خير خلف لخير سلف.

ميزاتٌ تفرض نفسها

وبموضوعية تامة، يتميّز الشيخ قاسم بالعديد من الصفات والمزايا، التي تؤهلّه الى أداء هذه المهمة الصعبة، خاصةً في هذه المرحلة الحساسة والمصيرية من حاضر لبنان ومنطقتنا.

وأبرز هذه الصفات والمزايا:

_الشجاعة: فالشيخ قاسم رغم كل التحديات العسكرية والأمنية، يتميز بشجاعة عالية، ظهرت بشكل جلي للجميع خلال معركة أولي البأس. فالشيخ قاسم رغم الخطورة العالية التي رافقت تشييع الشهيد القائد الجهادي الكبير إبراهيم عقيل، إلا أنه شارك شخصياً ملقياً كلمته لتكريم الشهيد وبتحدٍ واضح لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

كما أن قبوله تولي مسؤولية الأمانة العامة خلال الحرب، وبالرغم من التهديد الإسرائيلي العلني والمتكرر لشخصه ولكافة قادة حزب الله، هو أيضاً دليل شجاعة وبطولة وامتلاك روحية استشهادية. وللعلم، فإن الشيخ قاسم بعكس كل الإشاعات المغرضة التي أطلقتها بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية المعادية للمقاومة، لم يسافر الى الجمهورية الإسلامية في إيران للجوء الى مكان آمن خلال الحرب، بل ظلّ في لبنان ليقود المقاومين في معركة الصمود والتصدي للعدوان.

_بصفته عضوًا مؤسسًا للحزب في عام 1982، كان الشيخ جزءاً لا يتجزأ من تطوير المقاومة تنظيمياً ومن بلورة اتجاهها الاستراتيجي. وقد زودته مشاركته منذ إنشائها بفهم عميق لأسسها العقائدية الأيديولوجية وديناميكياتها التشغيلية. لهذا كان من الشخصيات التي تعبّر بوضوح عن المواقف الاستراتيجية للمقاومة في كافة الأصعدة والمجالات، ولذلك كان مقصداً للوفود الدبلوماسية والإعلامية الخارجية أو حتى الداخلية.

كما أن هذا الارتباط الطويل الأمد لا يشير فقط إلى التزامه الثابت بخيار المقاومة فحسب، بل يضعه أيضًا في موقف الأمين على الحفاظ على القيم والسعي لتحقيق الأهداف الأساسية لحزب الله.

_شغل الشيخ قاسم منصب نائب الأمين العام منذ العام 1991 حتى معركة أولي البأس، وكان من المقربين للسادة الشهداء عباس الموسوي وحسن نصر الله. وبصفته القيادية هذه، كان له دور فعال في تشكيل سياسات واستراتيجيات حزب الله، وخاصة في الجانب السياسي كالعمل الوزاري والنيابي وقيادة المعارك الانتخابية.

_المساهمات الفكرية: يُعرف الشيخ قاسم بأنه مفكر رائد على صعيد التنظيري للمقاومة، حيث ساهم بشكل كبير في التعريف عن حزب الله وعن قيادة حزب الله وعن مفهوم ولاية الفقيه، والعديد من الإشكاليات والمواضيع المرتبطة بالمقاومة داخل لبنان وعلى صعيد محور المقاومة، من خلال إعداد الكتب التي باتت مرجعاً أساسياً لكل الباحثين حول المقاومة في لبنان – حزب الله. فقد قام بتأليف كتاب "حزب الله: القصة من الداخل" الذي تم طباعته أكثر من 5 مرات.

_العلاقة المميزة بالإمام الخامنئي وباقي أطراف محور المقاومة: طوال مسيرته الجهادية، تطورت علاقة الشيخ قاسم بشكل عميق مع قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، الذي التقاه في الكثير من الزيارات، حينما كان ممثل قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان خلال العديد من المؤتمرات والمناسبات. وفي سياق متّصل فإن للشيخ قاسم علاقة مميزة بالعديد من الرؤساء وقادة حركات وقوى محور المقاومة.

 


الكاتب:

علي نور الدين

-كاتب في موقع الخنادق.

- بكالوريوس علوم سياسية.

 




روزنامة المحور