بعد حوالي 4 عقود ونصف من الأسر والاعتقال في سجون الكيان المؤقت، استطاعت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تحرير عميد الأسرى "نائل البرغوثي"، بفضل عملية تبادل "طوفان الأحرار"، لتؤكد من جديد على فرادة معادلة حركات المقاومة بتحرير الأسرى من المعتقلات من خلال عمليات الأسر. فلا الاستسلام والتطبيع استطاع ذلك، ولا ما يُعرف بالقانون والمؤسسات الدولية، لأن إسرائيل ومن خلفها كل العالم، لا يفقهون إلا لغة القوة.
فما هي أبرز وأهم المحطات في مسيرة الأسير المحرّر نائل البرغوثي؟
_ هو من مواليد الـ 23 من تشرين الأول / أكتوبر 1957 في قرية كوبر الفلسطينية بالقرب من رام الله، وأصبح رمزًا للصمود والمقاومة الفلسطينية بسبب سجنه لفترات طويلة من قبل السلطات الإسرائيلية.
_نشأ خلال فترة مضطربة، وتعرض للمآسي القاسية للاحتلال منذ سن مبكرة. ففي العاشرة من عمره، شهد احتلال إسرائيل لقريته عام 1967، وهو الحدث الذي أثر بشكل عميق على مسيرته ليدفعه الى الانضمام للمقاومة. فكانت أولى نشاطاته إلقاء الحجارة على القوات الإسرائيلية ورسم شعارات مناهضة للاحتلال، أصبح مشاركًا نشطًا في أنشطة المقاومة إلى جانب شقيقه عمر وابن عمه فخري.
_في كانون الأول / ديسمبر 1977، تم اعتقاله لأول مرة، وقضى ثلاثة أشهر في السجن. وبعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه، أثناء استعداده لامتحانات الثانوية العامة، أعيد اعتقاله في العام 1978. هذه المرة، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة لمشاركته في أسر وقتل سائق حافلة إسرائيلي، مردخاي يوكويل. وكان هذا الحكم هو بداية فترة اعتقال الطويلة، حيث أصبح أحد أطول الأسرى الفلسطينيين عقوبةً في المعتقلات الإسرائيلية.
_أثناء أسره واعتقاله، عُرف بين زملائه بأنه قارئ نهم ومحب للتاريخ. كما تعلّم العبرية والإنجليزية، وحصل على لقب "أبو النور" ولقب "عميد الأسرى" بسبب أقدميته وشعبيته.
_في العام 2011، بعد أن أمضى 33 عاماً من الأسر، تم تحريره كجزء من عملية تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" والتي شهدت تحرير 1027 أسير فلسطيني مقابل إفراج كتائب الشهيد عز الدين القسام عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
_بعد تحريره، تزوج البرغوثي من الأسيرة المحررة إيمان نافع. واستقر الزوجان في مسقط رأسهما كوبر، حيث اعتنيا بأرضهما ومحاصيلهما.
_ في العام 2014، وكعادتها في نقض تعهداتها واتفاقاتها، قامت إسرائيل بإعادة اعتقال العشرات من الأسرى المفرج عنهم سابقًا، وتم اعتقال البرغوثي مرة أخرى. ثم أعادت الأجهزة الإسرائيلية فرض عقوبة السجن المؤبد الأصلية عليه، متذرعةّ بانتهاكات مزعومة لشروط إطلاق سراحه، بما في ذلك الانتماء إلى حركة حماس و"حيازة أموال تم تحويلها من قبل جماعة إرهابية".
في 27 شباط / فبراير 2025، وكجزء من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال، تم إطلاق سراح البرغوثي مرة أخرى من ضمن تحرير 602 أسير مقابل 6 أسرى إسرائيليين.
الكاتب: غرفة التحرير