الإثنين 10 آذار , 2025 02:44

الدور الحاسم: مشاركة الناتو في الحرب على لبنان

الناتو والدعم العسكري لإسرائيل

كشفت التقارير والسرديات الاسرائيلية أن معركة "أولي البأس" لم تكن مجرد عملية عسكرية معزولة، بل هي جزء من سلسلة من العمليات والتحركات التي تعكس استراتيجية إسرائيلية متكاملة لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.

هذه الاستراتيجية التي اسماها رئيس الأركان الاسرائيلي السابق الجنرال أفيف كوخافي "استراتيجية تنوفا" تعتمد بشكل كبير على بناء قوة عسكرية متطورة تكنولوجياً، قادرة على الردع والتدخل السريع والفعال في مختلف الظروف والسيناريوهات. ولتحقيق هذه الغاية، لم تكتفِ إسرائيل بالاعتماد على قدراتها الذاتية في مجال الصناعات العسكرية، بل سعت إلى بناء شراكات استراتيجية مع قوى عالمية كبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

هذه الشراكات لم تقتصر على مجرد توريد الأسلحة والمعدات العسكرية، بل امتدت لتشمل مجالات أوسع من التعاون التكنولوجي والتدريب المشترك وتبادل المعلومات الاستخباراتية. فقد أصبحت إسرائيل تتلقى دعماً عسكرياً ولوجستياً واستخباراتياً كبيراً من هذه الدول، مما ساهم في تعزيز قدراتها العسكرية ومنحها تفوقاً نوعياً في المنطقة. هذا الدعم لم يكن مجرد مساعدة عابرة، بل تحول إلى علاقة استراتيجية مستدامة، تعكس المصالح المشتركة والتحالفات القوية التي تربط إسرائيل بهذه القوى العالمية.

في هذا السياق، يهدف هذا العرض إلى الغوص عميقاً في تحليل معركة "أولي البأس"، والكشف عن طبيعة الأسلحة والمنظومات العسكرية الأجنبية التي استخدمتها إسرائيل في هذه العملية وعمليات المشاركة الغربية في العمليات، مع التركيز بشكل خاص على تلك ذات المنشأ الأمريكي والأوروبي. كما يسعى إلى الإجابة على مجموعة من الأسئلة الهامة، من بينها: ما هي أنواع الأسلحة والتقنيات العسكرية الأوروبية التي تم استخدامها في المعركة؟ وما هي المكونات الإلكترونية والتكنولوجية الأوروبية المتقدمة التي تم دمجها في المنظومات العسكرية الإسرائيلية؟ وما هو الدور الذي لعبته هذه التقنيات في تحقيق أهداف العملية وتأثيرها على سير المعارك؟

كما يتناول العرض بالتحليل طبيعة التعاون العسكري والتكنولوجي بين إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأوروبية والذي يمكن اختصاره بالناتو في الحرب على لبنان بين أيلول 2024 وتشرين ثاني 2024، وأشكاله المختلفة ومجالاته المتنوعة. هل يقتصر هذا التعاون على مجرد توريد المكونات والتقنيات، أم يمتد ليشمل مجالات أخرى مثل المشاركة المباشرة والتعاون في مجالات البحث والتطوير المشترك خلال المعركة؟

في نهاية المطاف، يطمح هذا العرض المرفق أسفل الخلاصة أداناه، إلى تقديم تحليل وتقييم عسكري لمعركة "أولي البأس"، يسلط الضوء على الدور الحاسم الذي لعبته التكنولوجيا العسكرية الغربية المتقدمة في العملية العسكرية الاسرائيلية، ويكشف عن طبيعة التحالفات والشراكات الاستراتيجية التي تدعم هذا التوجه.

خلاصة واستنتاج:

- شاركت الولايات المتحدة ودول الناتو بشكل مباشر في العمليات العسكرية، بما في ذلك الحملات الجوية والعمليات الخاصة وتخطيط العمليات.

- قدمت الدول الغربية دعماً لوجستياً كبيراً، شمل إعادة التزود بالوقود والصيانة والإمداد للطائرات المشاركة، بالإضافة إلى توفير مناطق تجمع وقواعد جوية في دول مثل الأردن والإمارات وقبرص.

- ساهمت أجهزة الاستخبارات الغربية في جمع معلومات استخباراتية متقدمة (SIGINT, ISR, HUMINT) لدعم عمليات الاستهداف الإسرائيلية.

- وفرت الدول الغربية غطاءً دبلوماسياً لإسرائيل، وسمحت بعمليات عسكرية انطلاقاً من أراضيها دون تدخل مباشر.

- استخدمت إسرائيل ترسانة واسعة من الأسلحة والمنظومات العسكرية الأمريكية والأوروبية المتطورة، بما في ذلك طائرات مقاتلة وصواريخ ذكية وقنابل موجهة، وأنظمة دفاع جوي، وأنظمة بحرية وأرضية متطورة.

- شاركت دول الناتو مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا بشكل فعال، حيث قدمت طائرات مقاتلة واستطلاع وأنظمة دعم لوجستي، واستخدمت قواعد في قبرص والإمارات والأردن لتسهيل العمليات.

- تم استخدام قواعد جوية في الأردن والإمارات وقبرص بشكل أساسي، وربما بشكل غير مباشر في السعودية ومصر واليونان، لتوفير الدعم اللوجستي والعملياتي للقوات الإسرائيلية والغربية المشاركة في المعركة.

- الشراكة العسكرية بين اسرائيل والناتو تعكس تحولاً في طبيعة الصراع، من صراع إقليمي بين إسرائيل والمقاومة إلى صراع أشمل يضم قوى غربية كبرى تدعم إسرائيل. يجب تسليط الضوء على هذا التحالف الاستراتيجي المتنامي، وتأثيره على ميزان القوى في المنطقة.

- معركة "أولي البأس" كانت مثالاً واضحاً على الاعتماد الإسرائيلي المتزايد على الدعم العسكري والتكنولوجي الغربي، وأن التعاون مع الولايات المتحدة والناتو قد وصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العمليات العسكرية، مما يغير من طبيعة الصراع وتداعياته المستقبلية في المنطقة.

لتحميل الدراسة:





روزنامة المحور