في إطار تقييم فترة أول 100 يوم من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثانية، على صعيد الساحة العالمية. أعدّ موقع مجلة فورين بوليسي ملفاً، استعرض خلاله آراء 10 مفكرين حول هذا الموضوع. وكان من بينهم كاتب العمود في المجلة ستيفن أ. كوك، والزميل البارز في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية، الذي أعدّ مقالاً تحليلياً حول أداء ترامب في منطقة الشرق الأوسط، ترجمه موقع الخنادق الإلكتروني.
وبحسب كوك، فإن ترامب قد دخل فترته الرئاسية الثانية كالأسد، لكنه اليوم يبدو أكثر فأكثر كالحمل. مبيناً بأنه بالنسبة للجمهورية الإسلامية في إيران، فإن الخطاب الناري لترامب هو المؤشر الأوضح على أنه لا يرغب فعليًا في استخدام القوة العسكرية ضدها. لأن مطالبه من إيران—تفكيك برنامجها النووي، ووقف دعمها لوكلائها، وتقليص قدراتها الصاروخية بشكل كبير—انهارت بمجرد اللقاء الأول بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
النص المترجم:
لطالما بدا لي قياس أداء رئيس الولايات المتحدة بناءً على أول 100 يوم من ولايته - وهو تقليد عريق – هو أمر اعتباطي. ومع ذلك، فإن الرئيس دونالد ترامب وعد بإنجاز الكثير خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد تنصيبه، وبصفتي من المهتمين بالسياسة العالمية في واشنطن، لا خيار لدي سوى تقييم مقاربته للشرق الأوسط.
دخل ترامب فترته الرئاسية الثانية كالأسد، لكنه اليوم يبدو أكثر فأكثر كالحمل. نعم، لقد أمر الجيش الأميركي بإنهاء التهديد الحوثي للبحر الأحمر (ولإسرائيل)، وهو أمر أؤيده. ومع ذلك، لم يحقق تقدمًا كبيرًا في القضايا الكبرى الأخرى في المنطقة.
أجبر ترامب إسرائيل وحماس على قبول وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، لكن الرئيس الحالي ومبعوثه ستيف ويتكوف لم يتمكنا حتى الآن من البناء على هذا الإنجاز. بل على العكس، بات البيت الأبيض الآن يدعم هجومًا إسرائيليًا متجددًا على قطاع غزة، بهدف الضغط على حماس للإفراج عن بقية الرهائن أو لتدمير الجماعة، حسب الجهة التي تتحدث عن ذلك.
أما بالنسبة لإيران، فإن الخطاب الناري لترامب هو المؤشر الأوضح على أنه لا يرغب فعليًا في استخدام القوة العسكرية ضد النظام الإيراني. فقد انهارت مطالب الرئيس الأميركي من إيران—تفكيك برنامجها النووي، ووقف دعمها لوكلائها، وتقليص قدراتها الصاروخية بشكل كبير—بمجرد اللقاء الأول بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
ويبدو الآن أن ترامب مستعد لقبول اتفاق يشبه إلى حد بعيد الاتفاق الذي انسحب منه في أيار / مايو 2018: خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) وربما يتم تغيير اسمها إلى "خطة ترامب الشاملة للعمل" وتُعلن باعتبارها أعظم اتفاق لمراقبة الأسلحة في التاريخ. قد يكون ذلك أمرًا جيدًا من أجل السلام العالمي، لكنه قد يعني أيضًا تأجيل المشكلة وإعطاء شريان حياة لنظام بغيض في طهران.
لكن من المرجح أن ذلك لن يهم ترامب، الذي يبدو أن كل ما يهمه هو إبرام صفقة. وعلى صلة بذلك—هل تذكرون الحديث عن توسيع اتفاقيات إبراهام لتشمل السعودية؟ لقد وعد بأن يجعل ذلك يحدث. صحيح أن عدم مضي السعودية قدمًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في ظل الحرب على غزة ليس خطأ ترامب، لكن لم يعد بالإمكان البناء على أبرز إنجاز في سياسته الخارجية.
من الصعب تحقيق الكثير خلال 100 يوم، لكن ترامب وضع نفسه في هذا الموقف عندما زعم أن هناك الكثير من "الانتصارات" في الشرق الأوسط. ربما تكون مشكلتي أنا، لكن لا يزال يبدو أن الكثير من الناس يخسرون.
المصدر: فورين بوليسي - foreign policy
الكاتب: غرفة التحرير