الإثنين 05 تموز , 2021 03:25

الحشد الشعبي: مقاومة عابرة للطوائف

عناصر من الحشد الشعبي
في 26 تشرين الثّاني عام 2016 أصدر البرلمانُ العراقيّ قانوناً يعترف بموجبه بشكل رسميّ بالحشد الشّعبيّ كقوّات دفاع عراقيّة رسميّة، وقد اكتسب الحشد الشّعبيّ الصّفة الرّسميّة في العراق، وتمكّن من تجنيد العديد من العناصر، وانضمّت إليه العديد من العشائر والطّوائف.

في عام 2014 ظهر تنظيم داعش الإرهابي في العراق، ونجح في احتلال مناطق واسعة من محافظتي نينوى وصلاح الدين (شمال بغداد) وأجزاء من ديالى فضلا عن مناطق واسعة من الأنبار (غرب بغداد). وعلى إثر تمدّد التنظيم، وفي الثّالث من شهر حزيران من عام 2014، أصدر السيد السّيستانيّ فتوى الجهاد الكفائى، وبعد تلك الدّعوة بدأت المساعي لتنظيم وتأسيس قوّة باسم الحشد الشّعبي.

بمساندة ومساعدة من قبل الحكومة العراقية والجمهورية الإسلامية في إيران تمكّن الحشّد الشّعبيّ من تنظيم صفوفه خلال فترة قصيرة، وبدأ بالتّحرّك وتنفيذ العمليّات العسكريّة ضدّ تنظيم داعش الإرهابي. قدّمت إيران دعماً كبيراً للحشد الشّعبيّ تمثّل بالدّعم العسكري، إضافة إلى الدّعم اللّوجستيّ والتدريب على يد قوة القدس والتّمويل الماليّ.

شارك الحشد الشّعبيّ في العمليّات العسكريّة إلى جانب الجيش العراقيّ في كلّ من الرّمادي والفلّوجة، وتكريت والموصل وتل عفر وحتّى شنكال، وفي 26 تشرين الثّاني عام 2016 أصدر البرلمانُ العراقيّ قانوناً يعترف بموجبه بشكل رسميّ بالحشد الشّعبيّ كقوّات دفاع عراقيّة رسميّة. وقد اكتسب الحشد الشّعبيّ الصّفة الرّسميّة في العراق، وتمكّن من تجنيد العديد من العناصر، وانضمّت إليه العديد من العشائر والطّوائف.

مكوّنات الحشد والقوى المشاركة

يقدّر عدد قوّات الحشد الشعبي بالآلاف، وتضمّ قواته حوالي 70 فصيلاً متنوع بين سنة وشيعة ومسيحيين. أبرز فصائل الحشد هي:

1- الفصائل الشيعية:

- منظمة بدر

أنشئت عام 1982 وتعتبر جناحا عسكريا "للمجلس الأعلى الإسلامي" بزعامة السيد محمد باقر الحكيم. شاركت "منظمة بدر" في مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003. كما اشتركت في اجتماع صلاح الدين في كردستان العراق مع الأحزاب العراقية المعارضة لتشكيل حكومة ما بعد صدام.

 في حزيران من العام 2004، اصبحت منظمة سياسية بعد صدور القانون 91. وكان عدد عناصرها في عام 2016 يُقدر بنحو مئة ألف عنصر مقاتل بقيادة هادي العامري.

ضمن حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، امتلكت منظمة بدر المنضوية ضمن التحالف الوطني الحاكم 22 مقعدًا في البرلمان وعدة وزارات أبرزها الداخلية.

تطور وضعها خلال المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي بما توفر لها من دعم وتمويل، خاصة في معركة ناحية آمرلي الواقعة بمحافظة صلاح الدين. وقد شاركت المنظمة في معارك الدفاع المقدس لحماية مرقد السيدة زينب عليها السلام في سوريا.

- كتائب حزب الله العراقي

 أعلن عنها عام 2007 بعد سنوات من القتال ضد القوات الأميركية، ولا يوجد لها قيادة معروفة أو معلنة، وتتمتع بوجود الآلاف من المقاتلين الذين شاركوا تحت رايتها في معارك الحشد ضد تنظيم داعش.

- عصائب أهل الحق

 أنشأت في 2007 بقيادة كل من الشيخ قيس الخزعلي والشيخ أكرم الكعبي، اللذين أعلنا تشكيلها إثر قرار السيد مقتدى الصدر حل جيش المهدي، قبل أن يصبح الخزعلي أمينها العام.

- حزب الله/النجباء

 فصيل تأسس عام 2013 بقيادة الشيخ أكرم الكعبي الذي كان نائب أمين عام عصائب أهل الحق.

- سرايا الجهاد والبناء

 واحدة من أهم التشكيلات التابعة للمجلس الإسلامي العراقي برئاسة السيد عمار الحكيم، وتصنفها بعض المصادر باعتبارها الجناح العسكري للمجلس البديل عن منظمة بدر، وأعلن عن تأسيسها بالتزامن مع فتوى السيد السيستاني "الجهاد الكفائي".

تأسست عام 2011 باندماج ثلاثة فصائل هي حزب الله العراق وكتائب سيد الشهداء وحزب نهضة العراق، وأمينها العام الحالي هو حسن الساري.

- سرايا الخرساني

 فصيل مسلح تابع لحزب الطليعة الإسلامي برئاسة علي الياسري، كان قد أعلن عن تشكيلها عام 2013 تحت شعار "الدفاع عن المقدسات" في سوريا، وقائدها الفعلي حامد الجزائري.

- كتائب التيار الرسالي

 كتائب تتبع للتيار الرسالي العراقي، ويرأسها على الشحماني، وتعلن أن مرجعيتها للسيد كاظم الحائري.

- سرايا السلام

 هي الجناح المسلح للتيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر، وهي كتائب تشكل أساسا جيش المهدي الذي أعلن السيد الصدر حله عام 2007، ولديها عشرات الآلاف من المقاتلين.

أعلن عن تشكيل السرايا قبل يومين فقط من فتوى السيد السيستاني بتشكيل الحشد الشعبي، وتهدف إلى حماية المراقد والمقدسات الشيعية.

إضافة لما ذكر، يوجد العشرات من الفصائل التي تأسس معظمها بالتزامن مع فتوى السيد السيستاني عام 2014، أو بعدها.

2- الفصائل السُنيّة

- لواء عامرية الصمود بقيادة العميد خميس العيساوي.

- لواء درع الفلوجة بقيادة العقيد الركن ماجد المحمدي وبإشراف عيسى الساير العيساوي قائد حماس العراق فرع الفلوجة وقائمقام المدينة ويتضمن افواج عيفان العيفان ومنير العيفان وفوج الحصى وفوج النساف.

- قوات نخوة النشامى بقيادة الشيخ رافع الفهداوي.

- قوات النوادر بقيادة عبد الرحيم الشمري.

- فوج بيارق العراق (حشد السبعاويين) بقيادة الشيخ مقداد الشيخ فارس العبد الله السبعاوي.

- تجمع احرار الفرات بقيادة عبد الله الجغيفي.

- قوة درع الجزيرة بقيادة العقيد مزهر البيلاوي.

- حشد عشائر شمال الرمادي بقيادة اللواء طارق العسل.

- حشد عشائر الجبور في محافظة نينوى بقيادة محمد الجبوري.

- فوج الشهيدة امية الجبارة العسكري بقيادة ونس الجبوري.

- فوج التآخي بقيادة ياسين حسين المصلح الجبوري.

- فوج الطنايا بقيادة الشيخ حمود المياح.

- فوج البو طعمة بقيادة مهدي صالح الجبوري.

- لواء صلاح الدين بقيادة عشم السبهان الجبوري.

- فوج أحرار الكرمة بقيادة العقيد محمد مرضي الجميلي وفوج صرخة الحق بقيادة العقيد جمعة الجميلي التابع للواء 30 في الحشد الشعبي بقيادة ابو عبد الله الفهداوي.

- التشكيل الاول لمقاتلي عشائر الرمادي بقيادة العميد احمد عبد الله البيلاوي.

- لواء كرمة الفلوجة بقيادة الشيخ جمعة فزع علي الجميلي.

- حشد ابناء الغربية بقيادة العقيد جمال شهاب المحلاوي.

- كتائب الشيخ علي النمراوي بقيادة علي عبد فريح.

- الحشد العشائري المنصور بقيادة العقيد صدام كرب السمرمد.

- حشد جنوب الموصل بقيادة الشيخ نزهان الصخر اللهيبي.

- ‏فوج ‏صقور صحراء ‏الرطبة بقيادة الشيخ شاكر ابو ريشة.

3- كتائب "الحشد المسيحي"

- كتائب بابليون

تأسست "كتائب بابليون" نهاية عام 2014 لتكون ذراعا مسلحة لما يسمى "الحركة المسيحية في العراق" بزعامة أمينها العام ريان سالم صادق الكلداني (من مسيحيي بلدة القوش قرب الموصل)، و"مكونا مسيحيا" في "الحشد الشعبي" وجزءاً من المنظومة الأمنية والعسكرية الحكومية. هي إحدى مكونات الحشد الشعبي المرتبطة برئاسة الوزراء، وتتلقى الدعم والإسناد والتجهيز من الحكومة والحشد الشعبي. يقدّر عدد مقاتليها بالمئات ولديها القوة العددية واللوجستية، مما يؤهلها لخوض المعارك. اشتركت في معظم عمليات التحرير في تكريت وبيجي وسامراء.

- وحدات حماية سهل نينوى

في 25 تشرين الثاني من العام 2014 أعلنت "الحركة الديمقراطية الآشورية" -التي تنشط على نطاق واسع في أوساط مسيحيي العراق بالمهجر- تأسيسها قوات محلية أسمتها "وحدات حماية سهل نينوى" (NPU)، وقالت إنها ستتشكل من "الشباب الغيارى من أبناء سهل نينوى… بغض النظر عن الانتماءات الحزبية"، ودعت "الضباط والمراتب في الجيش العراقي للمشاركة وتقديم خبراتهم" لهذه القوات. وحددت الحركة مهمة هذه الوحدات -التي يقودها العميد السابق في الجيش العراقي بهنام عبوش- في الأهداف التالية:

أ- المساهمة في الجهد العسكري لتحرير وتطهير وحماية... مناطق الشعب الكلداني السرياني الآشوري في سهل نينوى-الذي يقع بين مدينة الموصل ومحافظتيْ دهوك وأربيل– من قبضة تنظيم الدولة، بعد أن تركتها القوات النظامية التابعة للحكومة الاتحادية والبشمرجة دون أن تكون قادرة على حمايتهم… وممتلكاتهم ومقتنياتهم ومقدساتهم.

ب- إعادة النازحين من الموصل ومن كافة بلدات وقرى سهل نينوى إلى مناطق سكناهم، مؤكدة أنهم "أكثر من مائة وخمسين ألفا".

ج- المساهمة في حماية المناطق المحررة من تنظيم داعش الارهابي على أن تكون الوحدات لاحقا جزءا من القوات النظامية المكلفة بإمساك الأرض والملف الأمني في هذه المناطق، إلى جانب القوات والأجهزة الأمنية النظامية الأخرى الموجودة فيها. أعلنت الحركة توليها الإشراف على هذه الوحدات لـتهيئتها وتدريبها وتجهيزها وتسليحها، وتنفيذ دورات عسكرية لتكوينها تتضمن التدريبات الأساسية لحمل واستخدام السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل، ودوريات المشاة، وكيفية تطبيق الأساليب الصحيحة في السيطرة ونقاط التفتيش والمراقبة، وغيرها من النقاط التي تتمحور حول الحماية. وأقامت الوحدات معسكر تدريبها في "قاطع سنحاريب" نهاية عام 2015، وقد بلغ عدد مقاتليها -حتى شباط 2016- 800 مجند.

- حشد مسيحيي الموصل

أعلِن في شباط 2016 أن الحكومة العراقية بدأت تشكيل وتدريب قوات من مسيحيي سهل نينوى لتدرجها ضمن قوات "الحشد الشعبي"، وأنه أطلق عليها "حشد مسيحيي الموصل"، كما وأسندت قيادة هذه القوات إلى سلمان أسو حبة. في 3 أيار 2016 أعلنت قيادة "حشد مسيحيي الموصل" مشاركتها في "عملية تحرير ناحية تلسقف شمال الموصل.

الرؤية والاهداف

أ- تبني استراتيجية دفاعية عن العراق ومواجهة تنظيم داعش الإرهابي:

- كقوات غير نظامية صبغت قوات الحشد الشعبي بدعم رسمي من الحكومة العراقية بهدف التحرك لضمان الأمن في العراق غداة انهيار القوات المسلحة التابعة للدولة في العام 2014.

- لعبت فصائل "الحشد الشعبي" دوراً رئيسياً في معارك حماية مدن سامراء وبغداد وكربلاء، وفي فك الحصار عن بلدة آمرلي، واستعادة منطقة جرف الصخر، وطرد مسلحي تنظيم داعش من مساحات واسعة من محافظة ديالى.

- كان الحشد حاضرا في أغلب المعارك ضد تنظيم داعش، ومن أبرز هذه المعارك معركة "جرف النصر" -50 كيلومتراً جنوبي بغداد- التي تمكنت الفصائل خلالها من استعادة الناحية إلى جانب وحدات من الجيش العراقي بدعم من طيران التحالف الدولي، في 24 تشرين الأول 2014.

- تمكن الحشد بإسناد من بعض وحدات الجيش العراقي، من فك حصار ناحية آمرلي ذات الأغلبية التركمانية في 31 آب 2014.

- في محافظة ديالى شمال شرقي العاصمة بغداد، شاركت فصائل من الحشد في عملية واسعة لاستعادة بلدات المحافظة انطلقت مطلع تموز 2014، وشملت هذه العملية استعادة بلدات وقرى أخرى على أطراف ديالى.

- في اذار 2015، بدأت الحكومة العراقية عملية عسكرية لاستعادة مدينة تكريت من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، ونجحت العمليات في طردهم من المدينة. وفي عملية استعادة مدينة الرمادي نجح مقاتلو الحشد في تطويق المدينة من ثلاث جهات، قبل اقتحامها والسيطرة عليها في 27 كانون الأول 2015.

- قدم الحشد الشعبي نموذجا مميزا في العمل العسكري من خلال الحرص على حماية الشعب العراقي بمختلف أطيافه الدينية والاثنية من بطش تنظيم داعش الإرهابي أثناء المعارك وتقديم المساعدات لهم وتأمين خروجهم من مناطق القتال.

- توحيد صفوف الفصائل المقاتلة لمواجهة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش.

ب- استراتيجية البناء والعمل في مرحلة ما بعد داعش:

- الاعتراف بقوات الحشد الشعبي ككيان شرعي متفرع عن الدولة ويعمل وفق قوانينها الى جانب الجيش والقوات الأمنية والعسكرية.

- اعادة الانتشار بالشكل الذي يناسب الظروف الحالية وتحركات بقايا الجماعات الارهابية بعد دراستها بشكل معمق.

- تعزيز التواجد في كل المناطق بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي وشرطة الحدود، حيث يتواجد الدواعش للحد من حركتهم والسيطرة عليها وايضا لتوجيه الضربات لهم في قواعدهم.

- اجبار القوات الامريكية والاجنبية (قوات الناتو) على الانسحاب من الأراضي العراقية من خلال استمرار خطة التصعيد ضد هذه القوات واستنزافها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور