الأربعاء 02 تموز , 2025 04:18

الإعلام العبري: ضربة إسرائيلية دقيقة لقائد الظل في قوة القدس

الحاج رمضان وفلسطين

في 21 حزيران/يونيو 2025، نُفّذت عملية اغتيال دقيقة في مدينة قُم الإيرانية، استهدفت اللواء محمد سعيد إيزدي، المعروف بلقب "الحاج رمضان"، أحد أبرز قادة قوة القدس والمسؤول الأول عن "فرع فلسطين" التابع للحرس الثورة الإسلامية. وفقًا لتقارير صحيفة Ynet وJerusalem Post، نُفّذت العملية عبر استهداف لشقة كان يتواجد فيها، واعتُبرت "إنجازًا استخباراتيًا كبيرًا" لإسرائيل. وقد أظهرت الصحافة الإسرائيلية اهتماما بارزا باستشهاد الحاج رمضان، الذي كان بمثابة "رجل الظل في قوة القدس"، و"قاسم سليماني غزة".

رجل الظل الذي موّل وسلّح ودرّب المقاومة

بحسب تحليل موسّع نشره الصحفي رونين برغمان في Ynet تحت عنوان "نهاية عرّاب الإرهاب"، فإن الشهيد إيزدي كان الممول والمخطط الرئيسي للربط بين إيران وحماس، وهو من أشرف على تزويدها بالسلاح والمال وتدريب كوادرها. الوثائق التي تم العثور عليها في غزة كشفت أنه كان جزءًا أساسيًا في التخطيط لهجوم 7 أكتوبر، بل وكان من القلائل الذين اطّلعوا عليه مسبقًا، وأشارت Ynetnews إلى تصريح وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي قال: "إيزدي موّل وسلّح ودرّب حماس قبل المجزرة، واغتياله عدالة للضحايا ونصر لجهاز الاستخبارات".

وثائق عملية الطوفان: التمويل الإيراني لحماس بالأرقام

وفق ما نُشر في موقع Jerusalem Post، عُثر في خان يونس على وثائق سرية تثبت تورط اللواء إيزدي في مشروعين تمويليين لحماس، أُطلق عليهما "طوفان 1" و"طوفان 2"، بقيمة تراوحت بين 21 و25 مليون دولار لكل مشروع. هذه الوثائق، بحسب التقرير، ضمّت مراسلات مباشرة بين إيزدي ومحمد السنوار(شقيق يحيى السنوار)، وبيّنت مدى التنسيق اللوجستي بين طهران وغزة.

وقد دعمت هذه المعلومات مراكز أبحاث أمنية، أبرزها مركز المعلومات الاستخبارية والإرهاب –ميير عاميت- (MAITIC)، الذي أكّد أن "فرع فلسطين" الذي ترأسه إيزدي لم يكن مجرد هيكل إداري، بل مشروع ميداني فعّال يربط طهران ميدانيًا بالضفة وغزة.

قائد مشروع المقاومة العابرة للحدود

في دراسة صادرة عن معهد الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) قبل أسابيع من الاغتيال، وُصف إيزدي بأنه "العقل المُنظم لمحور المقاومة الفلسطيني"، وتطرقت الدراسة إلى دوره في تعزيز التنسيق بين فصائل المقاومة في غزة والضفة من جهة، وحزب الله والنظام السوري من جهة أخرى. ورأت الدراسة أن إيزدي كان جزءًا من استراتيجية أوسع وضعها الفريق قاسم سليماني لإدارة الصراع ضد إسرائيل بأدوات غير مباشرة، تشمل التمويل والتهريب والتدريب وإدارة الإعلام والمجتمع المدني داخل مناطق النزاع.

إسرائيل تغيّر قواعد الاستهداف

بحسب تقارير Ynet وYnetnews، فإن عملية الاغتيال نُفّذت بعد تتبع استخباراتي مكثف، شاركت فيه الموساد، أمان، والشاباك. ووصفها الجيش الإسرائيلي بأنها "واحدة من أدق العمليات ضد هدف بعيد المدى عالي القيمة". وأشارت المصادر إلى أن الضربة لم تكن عشوائية، بل استهدفت "رأس البنية التحتية المالية والعسكرية لإيران في غزة".

وتعليقًا على العملية، وصف أحد المحللين العسكريين في موقع Jerusalem Post اللواء إيزدي بأنه "سليماني غزة"، وأن غيابه يترك فراغًا لا يمكن ترميمه بسهولة، لا في القدرات ولا في شبكة العلاقات التي بناها عبر سنوات.

 اغتيال العقل وليس اليد

اغتيال اللواء محمد سعيد إيزدي لم يكن استهدافًا لرجل ميداني عادي، بل لضابط استراتيجية، ومهندس شبكة الدعم الإيراني العابرة للحدود. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فإن مقتله يعبّر عن تحوّل في العقيدة الإسرائيلية نحو استهداف من يدير الحرب لا من ينفذها فقط. وفي ظل استمرار التصعيد الإقليمي، تشير هذه العملية وفق الإعلام العبري إلى أن إسرائيل باتت ترى أن مواجهة إيران تبدأ من قم وطهران قبل أن تصل إلى خان يونس أو بنت جبيل.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور