الخميس 17 تموز , 2025 09:38

نيويورك تايمز: نتنياهو أطال أمد الحرب ليُنقذ نفسه

نتنياهو يعتمد على الحروب لإطالة أمد حكومته

يكشف تحقيق استقصائي موسّع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" على مدى ستة أشهر، اعتماداً على أكثر من 110 مقابلات مع مسؤولين من كيان الاحتلال والولايات المتحدة والعالم العربي، كيف ساهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطالة أمد الحرب على غزة لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، متجنباً بذلك المساءلة الشعبية والسياسية التي كانت تهدده عقب عملية طوفان الأقصى.

يرصد التحقيق الذي ترجمه موقع الخنادق الإلكتروني كيف تجاهل نتنياهو التحذيرات الاستخباراتية التي سبقت الهجوم، ثم سعى إلى تحميل المسؤولية للقيادات الأمنية والعسكرية، كما يكشف كيف أدار المفاوضات بطريقة ترضي حلفاءه من اليمين المتطرف، ورفض مبادرات كانت قد تؤدي إلى إنهاء الحرب. كما يُبرز التحقيق كيف استفاد نتنياهو من توسيع رقعة الحرب إلى لبنان وإيران لإعادة بناء صورته "كقائد أمني قوي"، وانعكاس ذلك على موقعه السياسي في الداخل الإسرائيلي.

النص المترجم:

عندما شنّت حركة حماس هجومها على "إسرائيل" في 7 أكتوبر 2023، واندلعت الحرب في قطاع غزة، بدا أن المسيرة السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في طريقها للانهيار. لكن بعد ما يقارب العامين، لا تزال الحرب مستمرة، ونتنياهو بات يتمتع اليوم بموقع قوة نادر على الساحة الداخلية.

يروي هذا التحقيق، الذي استمر ستة أشهر وتضمّن تفاصيل غير مسبوقة، القصة الكاملة لكيفية بقاء نتنياهو سياسياً وازدهاره بينما الحرب تتواصل. ينقل التحقيق القرّاء إلى جناح نتنياهو في المستشفى في تموز/يوليو 2023، إلى منزله في اللحظات الأولى للهجوم، إلى قيادة الأركان الإسرائيلية في الأيام التي تلت، وإلى غرف المفاوضات والقرارات الحكومية طيلة عامي 2024 و2025.

من خلال مقابلات مع أكثر من 110 مسؤول في "إسرائيل"، والولايات المتحدة، والعالم العربي، ومراجعة عشرات الوثائق والسجلات الرسمية، يكشف التحقيق كيف أن تصرفات نتنياهو ساهمت في تعرّض "إسرائيل" لكارثة أكتوبر، ثم في إطالة أمد الحرب وتوسيع رقعتها. صحيح أن توسع الحرب مكّن إسرائيل من مواجهة حزب الله وتوجيه ضربة قاسية لإيران، لكنه أيضاً جلب معاناة لا تنتهي للفلسطينيين، وأسفر عن مقتل عدد من الرهائن الإسرائيليين، وساعد نتنياهو في تأجيل لحظة الحساب.

خمس خلاصات أساسية من التحقيق:

 نتنياهو تجاهل تحذيرات متكررة قبل 7 أكتوبر

بينما كان نتنياهو يتعافى في المستشفى في يوليو 2023، سلّمه جنرال رفيع تقييماً استخباراتياً مقلقاً، حذّر من أن خصوم "إسرائيل"، بينهم حماس، قد يستغلون الانقسام الداخلي المتصاعد نتيجة خطته لتقويض القضاء. ومع ذلك، تجاهل نتنياهو هذه التحذيرات، ومررّ عبر حكومته قانوناً مثيراً للجدل بعد ساعات، مما أجج الاضطرابات، وشجّع قادة حماس على المضي في خطتهم للهجوم.

حمّل قادة الأمن مسؤولية الهجوم وحاول التلاعب بالوثائق

في اللحظات الأولى للهجوم، بدأ نتنياهو في إلقاء اللوم على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وأمر فريقه بمنع تسجيل محادثاته مع القادة العسكريين، وتعديل السجلات الرسمية لمكالماته الأولى يوم الهجوم. كما سُرّبت وثائق حساسة إلى صحيفة أجنبية لتشويه خصومه، بما فيهم عائلات الرهائن.

 أرضى حلفاءه المتطرفين وعرقل مفاوضات التهدئة

رفض نتنياهو عرضاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مفضلاً البقاء ضمن تحالفه اليميني المتشدد. هذا جعله أسيراً لمطالبهم، لا سيما فيما يخص التهدئة مع حماس. وعندما اقتربت لحظة وقف إطلاق النار، استحضر أهدافاً عسكرية سبق أن تجاهلها، مثل احتلال رفح، والانتشار على الحدود المصرية.

 رفض اتفاق "سلام تاريخي" مع السعودية

في أيار/مايو 2024، عرضت السعودية إقامة علاقات رسمية مع "إسرائيل" بشرط إنهاء الحرب، وبدء خطوات نحو الاعتراف بدولة فلسطينية. لكن نتنياهو رفض، ما أدى إلى توتر مع إدارة الرئيس جو بايدن، التي كانت تضغط للتوصل إلى صفقة تشمل تبادل الرهائن.

 توسيع الحرب إلى لبنان وإيران أعاد له هيبته السياسية

تجنّب نتنياهو التصعيد في بداية الحرب، لكن بعد سلسلة نجاحات استخباراتية، أمر باغتيال قائد حزب الله والهجوم على جنوب لبنان، ثم شنّ ضربات على الدفاعات الجوية الإيرانية. لاحقاً، "شنّ هجوماً كبيراً على إيران واعتُبر ذلك ذروة إنجازاته السياسية، ما أعاد لحزبه الصدارة في استطلاعات الرأي".


المصدر: Newyork Times

الكاتب: Patrick Kingsley, Ronen Bergman and Natan Odenheimer




روزنامة المحور