الثلاثاء 11 تموز , 1995

مذبحة سربرنيتسا

في الـ 11 من تموز / يوليو 1995، نفذت وحدات من الجيش الصربي كانت تحت قيادة راتكو ملاديتش، بمُشاركة ميليشيا العقارب الصربية، واحدةً من أفظع الإبادات والمذابح الجماعية بالتاريخ في مدينة سربرنيتسا المُحاذية لنهر درينا شمال شرق البوسنة والهرسك، في الفترة الممتدة من 11 إلى 22 تموز / يوليو 1995، أثناء حرب البلقان التي اندلعت في 1992 إثر تفكك يوغسلافيا السابقة.

حيث قام هؤلاء الإرهابيين بقتل 8,372 ضحية من المُسلمين البوسنيين مُعظمُهم من الرجال والشيوخ والأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و77 سنة. ولم يكتف الإرهابيون بالقتل فقط، بل جرى اغتصاب العديد من النسوة هناك، قبل أن يتم ترحيل الآلاف منهن الى مناطق مختلفة.

أما عن عمليات الإبادة، فبحسب شهود فإن الجنود الصرب كانوا ينتقون الناس من الحشد ويأخذونهم بعيدًا. ففي إحدى المرات أُخرج ثلاثة أشقاء - أحدهم طفل وآخران في سن المراهقة - في الليل، وعندما ذهبت والدتهم للبحث عنهم، وجدتهم عُراة تمامًا وحناجرهُم "مقطوعة". وفي تلك الليلة، شاهد طبيب الكتيبة الهولندية جُنديين يغتصبان امرأة شابة.

ووصف أحد الناجين من المجزرة، كيف تم قتل رضيع واغتصاب نساء في المنطقة المجاورة لمقر قوات حفظ السلام الهولندية التابعة للأمم المتحدة، وكيف أن هؤلاء - أي القوات الهولندية - لم يفعلوا شيئًا لمنع ذلك. وبحسب الناجي فإن أحد الصرب أمر أُما بأن تجعل طفلها يكُفّ عن البكاء، وعندما استمر الطفل في البكاء أخذه منها وقام بذبحه من عُنقه، ثم ضحك من بعدها.

في 31 أيار / مايو 2011، تم تسليم ملاديتش إلى المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي، التي حكمت عليه في 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2017، بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بـ 10 تهم، واحدة منها تتعلق بالإبادة الجماعية، وخمس جرائم ضد الإنسانية وأربعة تتعلق بانتهاك قوانين الحرب. فبصفته الضابط العسكري الأعلى الذي يتحمل مسؤولية القيادة، اعتبرته المحكمة مسؤولاً عن حصار سراييفو ومذبحة سربرنيتسا.

وفي أيار / مايو 2024، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم 11 تموز/ يوليو من كل عام، هو اليوم العالمي للإبادة الجماعية في سربرنيتسا ولإحياء ذكراها.


الصور


روزنامة المحور