الخميس 25 تشرين ثاني , 2021 04:34

عملية "الطائرات الشراعية": مواجهة مباشرة في معسكر الاحتلال !

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، واحدة من فصائل المقاومة الفلسطينية التي رفعت شعارات النضال بوجه كل أشكال الاستعمار والإرهاب ضد الشعوب كما تؤمن بالعمل بكل الوسائل والسبل من أجل تحرير فلسطين وتعتبره واجب على كل وطني وقومي، لذا فتحت مجال الانضمام إلى صفوفها من كل البلدان العربية، وتلبية لشعاراتها نفذّت الجبهة العديد من العمليات العسكرية.

ويصادف اليوم، الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني، ذكرى العملية النوعية التي تنبّتها الجبهة عام 1987، والتي كانت آنذاك محطة مفصلية في نوعية العمليات حيث لأول مرة في بتاريخ الصراع العربي الإسرائيلي تدخل طائرات عربية فلسطينية الى داخل الأرض المحتلة وتهاجم أكبر معسكر لجيش الاحتلال اسمه "أيبور"، تاركة بصمات الهزيمة عند المسؤولين العسكريين للاحتلال وجنوده، وقد كانت المسؤولة عن الاشراف والتنفيذ مجموعة مؤلفة من فلسطينيان لا يزال اسمهما طي السريّة، والسوري خالد محمد أكر والتونسي ميلود ناجح بن لومة.

 وكانت العملية جزء من الرد على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في قرية القبية في رام الله عام 1953 حيث حاصرت واحدت خاصة من جيش الاحتلال القرية وقصفت جميع المنازل (52 منزلا)، أدت المجزرة الى أدّت الى استشهاد 67 فلسطيني من بينهم نساء وأطفال وإصابة مئات آخرين، اذ ان العملية حملت اسم القرية: "القبية: الطائرات الشراعية".

تفاصيل عملية "الطائرات الشراعية"

حلّقت المجموعة من بطائرتين شراعيتين خفيفة بمحركات بسيطة من وادي البقاع اللبناني، الا انهما اضطرتا للهبوط داخل الحدود اللبنانية، بينما تحطمت طائرة التونسي ميلود في المنطقة التي تسيطر عليها قوات عملاء ما يسمى "جيش لحد" التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

أما خالد فقد أعاد السيطرة على طائرته وحافظ على تحليقه فوق منطقة الأحراش متخطيا بذلك الرادارات الاحتلال ونقاط مراقباته، ما شكّل خرقاً أمنياً كبيراً رغم ضعف الإمكانات، واستطاع خالد أكر أن يصل إلى منطقة الهدف: "معسكر أيبور" قرب "بيت هيلال" في "كريات شمونة" شمال فلسطين المحتّلة ويبعد المعسكر عن الحدود اللبنانية حوالي 6 كلم، ويضم نخب من القوات الخاصة في جيش الاحتلال آنذاك، حيث واشتبك مباشرة مع الجنود الإسرائيليين باستخدام الأسلحة الأولى "الكلاشنكوف" مسدس الكاتم للصوت وبدأ التقدّم بتحركاته تحركه نحو بوابة المعسكر، وأوقع 37 جندياً بين قتيل وجريح قبل ان يستشهد.

بعد ان تلقى الاحتلال الصدمة والصفعة الأمنية والعسكرية، استنفرت وحداته واستقدم جيش الاحتلال واستقدام وحدات التعزيز بحثاً عن أفراد آخرين قد يكونوا في القرب من موقع الاشتباك، وبدأت الدوريات بعمليات مسح للحدود، واكتشف ميلود الذي كان قد أصيب جرّاء سقوط طائرته لكنه اشتبك أيضاً مع قوات الاحتلال وقتل 5 جنود إسرائيليين حتّى استشهد.

تداعيات العملية على الاحتلال:

لم تكن العملية مجّرد اختراق أمني أو مواجهة عسكرية مسلّحة من "مسافة صفر"، بل كانت أيضأ بداية لهزيمة المشروع الإسرائيلي الذي ظنّ ان مستوطناته في الأراضي الفلسطينية المحتّلة عام 1948 ستكون بمأمن عن عمليات المقاومة، حيث قال رئيس حكومة الاحتلال آنذاك مناحيم بيغن لسكان المستعمرات شمال فلسطين المحتلة "الآن آن الأوان كي تنعموا بالهدوء والأمن والاستقرار إلى الأبد وإن أي أذى لن يلحق بكم بعد الآن"، فكانت عملية "الطائرات الشراعية" أول تكذيب لمزاعم الاحتلال. 





روزنامة المحور