الأربعاء 26 تشرين أول , 2022 04:30

الشهيد الشقاقي.. حزب الله من جُندِه أيضاً

السيد حسن نصر الله - الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي

في العام 1992، عندما اغتال كيان الاحتلال الأمين العام الأوّل لحزب الله في لبنان السيد عباس الموسوي، قال الأمين العام الأول لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي في رثائه "إنَّ حركة يستشهد أمينها العام لن تُهزم، ولن تنكسر، ولن تتراجع، ولن تعود إلى الخلف.. وستظل الحركة التي تحمل نهجك تتقدم وتتقدم إلى القدس.. إلى فلسطين".

لم تطل السنوات قبل أن يغتال الاحتلال أيضاً الدكتور الشقاقي في السادس والعشرين من شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام 1995، وقد ردّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمات الشهيد فتحي بحقه وبحق حركته "الجهاد الإسلامي"، فقال "أما أنت يا أبا إبراهيم فقد أديت الأمانة وجاهدت بالله حق الجهاد إن كنت وقفت بالأمس في ذكرى أخيك وحبيبك سيد شهداء المقاومة الإسلامية في لبنان السيد عباس الموسوي لتقول بورك حزب يستشهد أمينه العام وإن حزباً يستشهد أمينه العام لا يهزم فأنا اليوم أقف أمام جثمانك الطاهر لأردد كلمتك، إن حركة يستشهد أمينها العام لن تهزم.. ولن تنكسر، ولن تتراجع، ولن تعود إلى الخلف، وستظل الحركة التي تحمل نهجك، وتحمل رأسك، وتحمل روحك، تتقدم وتتقدم إلى القدس، إلى فلسطين، كل فلسطين".

توحدّ حزب الله والجهاد الإسلامي في مشروع مقاومة كيان الاحتلال في لبنان وفلسطين المحتلة، كما مواجهة المشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة ومناهضة مسارات التسويات والتطبيع. كذلك التقيا في أسس العمل وركائزه، اذ تبنيا الدين الإسلامي نهجاً ومحرّكاً للكفاح المسلّح ضدّ الاحتلال، وأن فلسطين هي القبلة والقضية المركزية كما أسماها الشهيد الشقاقي، وكما اعتبر حزب الله "إنَّ تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود هي القضية المركزية في تحركاتنا العامة".

عرّف حزب الله بنفسه في الوثيقة التأسيسية عام 1982 "نحن حركة إسلامية... تطرح الإسلام كبرنامج متكامل فكرياً وعملياً"، وجاء في بيانه التأسيسي عام 1985: "نحن حركة مقاومة إسلامية هدفها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان". فيما تابعت "الجهاد الإسلامي" العمل على هذه المبادئ وكرسّتها في وثيقتها الفكرية عام 2018، حين عرفت بنفسها "نحن حركة إسلامية مجاهدة هدفها تحرير فلسطين"، وجعلت من الإسلام مرجعها حسب وثيقتها السياسية الصادرة في العام نفسه.

وأمام هذا التماهي في الرؤى اعتبر السيد نصر الله في تأبين وتشييع الشهيد الشقاقي في مخيم "اليرموك" في العاصمة السورية دمشق أن " حزب الله في لبنان، من أمينه العام إلى مجاهديه على خطوط المواجهة، في الجنوب وفي البقاع الغربي، كلهم يا أبا إبراهيم جنودٌ في حركة الجهاد الإسلامي". وكانت تعبيراً مهماً عن عمق العلاقة الطويلة والمستمرة بين الطرفين وتماهيهما.

ترك الشهيد الشقاقي نهجاً ومساراً واضحاً لأبناء الحركة الذين واصلوا الجهاد في فلسطين الذي شقّ طريقه هذا القائد، وفي هذا الصدد قال السيد نصر الله بعد شهادة الشقاقي واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 إننا "ما زلنا نراهن على تلك القلوب والسواعد والعقول التي خرجت تتحدى الآلة العسكرية الإسرائيلية بالحجارة والسكين، ما زلنا نراهن أن دم فتحي الشقاقي في فلسطين لم يجف ولن يجف".

اليوم بعد 27 عاماً على استشهاد الدكتور الشقاقي وفي ظل ما مرت به "الجهاد الإسلامي" على طريق "قتال العدو"، وخاصة معركة "وحدة الساحات" التي أراد الاحتلال من عدوانه شطبها، فإن الحركة "أشد حضوراً وقوة ومكانة، ومجاهدوها يقودون المعارك والمواجهات من جنين وغزة والقدس إلى نابلس وطوباس وكل فلسطين، وأجيالها تتابع حاملة لواء الجهاد، ومشعل الثورة والانتفاضة والمقاومة...لقد أدرك العدو الصهيوني، أن رهانه على إنهاء الحركة التي أسسها وقادها الشقاقي، هو رهان خاسر وفاشل" (حسب ما جاء في بيان الحركة لهذه المناسبة).


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور