يُعدّ السيد إبراهيم أمين السيد، رئيس المجلس السياسي لحزب الله، من أبرز مؤسسي الحزب إلى جانب شخصيات مثل السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله، وكان الناطق الرسمي باسم الحزب في السنوات الأولى على التأسيس. ومنذ ذلك الوقت عُرف السيد إبراهيم السيد بمواقفه المناهضة للاستكبار العالمي والكيان المؤقت، والداعمة لحركات المقاومة والتحرر، وخاصةً قوى المقاومة الفلسطينية لارتباطها بالقضية الأساسية للأمتين العربية والإسلامية.
أما على صعيد المستقبل، فيُعتبر السيد إبراهيم بما يمتلكه من خبرة واسعة في الشؤون السياسية الداخلية والخارجية للمقاومة، شخصية محورية في حزب الله، وذو دور كبير في توجيه سياسات الحزب ومواقفه. لذلك سيكون للسيد إبراهيم دور أكبر في مستقبل الحزب، سواء من خلال استمراره في منصبه الحالي أو عبر تولي مناصب قيادية أعلى.
فما هي أبرز المحطات في مسيرة السيد إبراهيم أمين السيد الجهادية والمقاومة؟
_هو من مواليد العام 1955 في قرية النبي أيلا بالبقاع الشمالي. وقد نشأ في عائلة وبيئة متدينة، الأمر الذي ساعده على الانخراط في دراسة العلوم الإسلامية في سن مبكرة.
_بعد تعليمه الأساسي، انخرط السيد إبراهيم أمين السيد في الدراسات الدينية في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة، متأثرًا بالأجواء الإسلامية الثورية التي برزت خلال السبعينيات، خاصة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بقيادة الإمام روح الله الموسوي الخميني (قده). كما تأثر بالخطاب الديني والسياسي للمرجع السيد محمد حسين فضل الله (رض) وغيره من العلماء الشيعة، مما دفعه للانخراط في النشاطات الإسلامية ذات الطابع السياسي.
_كان من أوائل الأعضاء الذين انضموا إلى حزب الله في العام 1982، حيث ساهم في وضع أسس الحزب السياسية والعسكرية، بعدما كان سابقاً مسؤول مكتب حركة امل في طهران.
_في 16 شباط / فبراير 1985، تم اختياره لإلقاء أول خطاب رسمي باسم حزب الله، حيث كشف عن الوثيقة السياسية الأولى للحزب (التي سُمّيت بـ"رسالة مفتوحة إلى المستضعفين")، والتي أكدت على التزام الحزب بولاية الفقيه ونهج الثورة الإسلامية في إيران ودعم جميع قضايا المقاومة والتحرر في العالم.
_منذ انضمامه إلى حزب الله، تقلد السيد عدة مناصب قيادية، أبرزها:
1)كان من أعضاء القيادة التأسيسية للحزب.
2)شغل لفترة منصب الناطق الرسمي باسم الحزب، وهو من أهم المناصب داخل الهيكل التنظيمي للحزب في حينه (يوازي بالأهمية منصب الأمانة العامة).
3)عمل لفترة مسؤول منطقة بيروت في حزب الله، وكان السيد حسن نصر الله في تلك الفترة نائبا له.
4)كان من ممثلي حزب الله في المجلس النيابي، بعدما خاض الحزب للمرة الأولى الانتخابات النيابية عام 1992 في لبنان، ليحقق الحزب مكسبا كبيرا بحصوله على 12 مقعداً نيابياً (ضمن كتلة الوفاء للمقاومة التي ترأسها السيد إبراهيم)، وقد أعيد انتخابه في العام 1996.
5)رئاسة المجلس السياسي للحزب منذ العام 2001: فهو يُعتبر أحد مهندسي العلاقات السياسية لحزب الله مع القوى المختلفة داخل لبنان وخارجه، لا سيما مع الحلفاء السياسيين مثل حركة أمل والتيار الوطني الحر، ومع فصائل المقاومة الفلسطينية والعراقية.
_ منذ العام 2018، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عليه العقوبات بسبب دوره في المقاومة.
_ بعد اغتيال سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله ومن بعده السيد هاشم صفي الدين، كان السيد إبراهيم من الأسماء المرجّح انتخابها لمسؤولية الأمانة العامة، لكنُه بحسب ما تم تداوله قد رفض ذلك.
الكاتب: غرفة التحرير