الخميس 27 أيار , 2021 04:07

سيف القدس: غرفة عمليات مشتركة في بيروت

كشف قائد حركة حماس في قطاع غزة "يحي السنوار" بالأمس، عن تنسيق وتعاون استخباري جرى بين المقاومتين اللبنانية والفلسطينية، خلال معركة "سيف القدس"، مضيفاً أنه جرى التنسيق بين المقاومتين، حول إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، إضافة لإطلاق طائرة بدون طيار والتي تم اسقاطها على الحدود الأردنية، كاشفاً عن تعاون في المجال الاستخباري بين الجهتين، ساعد المقاومين في غزة بالتكتيكات خلال المواجهة.

وبما أن طابع التعاون كان إستخباراتياً، عندها نستطيع التقدير بأنه كان هناك غرفة عمليات مواكبة للحرب في لبنان، تتابع التطورات لحظوياً مع الغرفة المشتركة للفصائل، وترصد حركة الجيش الإسرائيلي، وترسل التقديرات وتنصح باعتماد تكتيكات معينة لعملية إطلاق الصواريخ، باتجاه اهداف محددة ولها تأثير عسكري واستراتيجي.

تعاون عسكري استراتيجي وتكتيكي

وما كشفه السنوار، هو ليس التعاون الأول ولن يكون الأخير، فالتعاون العسكري بينهما بدأ منذ التسعينيات، من خلال التدريب المشترك، وإمداد المقاومة في قطاع غزة، بالأسلحة والمواد الأولية. كما تم تنسيق الجهود، خلال العديد من العمليات العسكرية والأمنية، أبرزها عام 2006، عندما شن كيان الاحتلال حملة على القطاع، إثر اختطاف "جلعاد شاليط". عندها استغلت المقاومة في لبنان الفرصة، وقامت بعملية أسر جنديين إسرائيليين، لتخفيف الضغط عن غزة من جهة، واستغلال التركيز من جهة أخرى.

وبعد انتهاء حرب تموز 2006 على لبنان، قامت المقاومة في لبنان عبر الشهيد القائد عماد مغنية، بنقل كل تجربة الحرب إلى مقاومة غزة. بكل ما احتوته التجربة من دروس مستفادة، على صعيد الإعداد والتكتيكات، ونقاط القوة التي يجب تعزيزها، ونقاط الضعف التي يجب الاهتمام فيها. وهذا ما قد كشفه الأمين العام لحركة الجهاد المرحوم رمضان شلح، بعد استشهاد الحاج عماد عام 2008. والذي شهد حرباً اسرائيلية على غزة، خاضتها المقاومة بهذه الخلاصات التي ظهرت للإعلام أول مرة واستمرت حتى المواجهة الأخيرة، من خلال:

_ الأنفاق: صرح السنوار ان الانفاق في غزة تبلغ 500 كم، ما يعني ان المقاومة تستخدمها بالتخزين وإدارة العمليات، وتفعيل مرابض صاروخية ومدفعية، وقواعد لانطلاق العمليات المختلفة.

_ الراجمات الهيدروليكية من تحت الأرض، والتي لا يستطيع سلاح جو الاحتلال من استهدافها.

_ أنظمة اتصالات سلكية تربط غرف العمليات بالوحدات العسكرية المختلفة.

_ تزويد فصائل المقاومة بالكورنيت، الذي استعمل في 3 عمليات نوعية خلال الحرب الأخيرة. والذي كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ذات مرة، عن دور الحزب في إيصاله إلى غزة عبر صحراء سيناء، والذي تسبب وقتها باعتقال السلطات المصرية للمجاهد اللبناني سامي شهاب.

آفاق التعاون المستقبلي

لقد استطاع الفلسطينيون خلال 11 يوم في الساحات الثلاث، من إرباك وإظهار عجز الكيان من المواجهة المشتركة، مع العلم بأن طابع المواجهة في غزة فقط كان عسكرياً. فكيف الحال إذا كانت المواجهة مع طرفين عسكريين، بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية. عندها بالتأكيد سيعاني الكيان من توزع لقواته وقدراته العسكرية، وسيكشف عن تصدعاته ومشاكله بنسبة أكبر مما شاهدناه.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور