الجمعة 11 حزيران , 2021 03:29

أمريكا تفشل في احتواء تداعيات معركة "سيف القدس"

جو بايدن

بعد ما كشفته عملية "سيف القدس" من فشل إسرائيلي على كل من المستوى الاستراتيجي والأمني والعسكري والمعنوي، تواجه الولايات المتحدة الأمريكية ضغوطات جمة بعد اتخاذها لخيار وقف إطلاق النار على قطاع غزة. حيث كانت أولويات السياسة الأمريكية الجديدة بإدارة جو بايدن تتركز على الملف النووي الإيراني من خلال نقطتين، الأولى متمثلة بتطوير موارد القوة لدى أمريكا والثانية متمثلة باستنزاف المقاومة من دون التصادم المباشر.

إلا أن تهور نتنياهو وضع بايدن أمام مأزق كبير، حتى اضطُر الأخير بعد الاتصالات مع نتنياهو إلى اعلان وقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي خوفًا من فقدان السيطرة على تداعيات تسارع الأحداث لصالح قوى المقاومة. وقف إطلاق النار لم يكن الخيار الوحيد المطروح على طاولة النقاش لكن اعتبارات عدة فرضت نفسها على قرار الإدارة الامريكية في احتساب ترجيحات الخيار الأنسب، أبرزها: أمن "إسرائيل"، وعدم التورط الأمريكي، وتحسين موقف الحلفاء، وتحسين شروط التفاوض تعويض انكسار مشروع التطبيع.

ومع انتهاء معركة "سيف القدس" لصالح محور المقاومة عمومًا وقطاع غزة بالأخص، بدأ الخط البياني الإسرائيلي بالانحدار فعليًا، الأمر الذي سيتطلب من الأمريكي والإسرائيلي شدة وضراوة في الجولة الأخيرة من الصراع، قبل أن يلقوا مصيرهم المحتوم "الزوال".

التموضع الأمريكي قبل العملية العسكرية على غزة:

تعمل إدارة بايدن منذ دخول البيت الأبيض باتجاهين أساسيين يتقاطعان مع مصير الملف النووي: الأول بناء وتطوير موارد قوة وتثبيت نفوذ والتحضير لفرص مستقبلية، وتوظيف تنسيق التحركات في المفاوضات النووية لتحقيق شروط أفضل وتليين الموقف الإيراني والثاني الحفاظ على استمرارية السياسات القائمة على مستوى الإجراءات والمسارات في ملفات المنطقة المتزامن مع استثمار استنزاف البنى المقاومة عبر مراكمة الأزمات السياسية والاقتصادية لكن دون الانجرار إلى التصادم أو الاشتباك المباشر.

وعلى الرغم من المساعي الأمريكية لتحصيل أوراق ضغط إضافية في مواجهة إيران على طاولة المفاوضات وتأمين ثقل استراتيجي موازن، على الأقل، للنفوذ الإيراني والروسي في سوريا، فشل التقدير الأمريكي في توقع مدى صلابة الموقف التفاوضي الإيراني وتماسكه، ومستوى التوافق الإيراني والصيني والروسي، كما فشل ميدانيًّا مع تجاوز قدرات المقاومة الصاروخية أنظمة الدفاع الجوية الامريكية في فلسطين ودخول الطائرات المسيرة ميدان فرض معادلات جديدة، وتعرض القوات الأمريكية في المنطقة لضربات المقاومة. وصار الأمريكي أمام تحديات عدة، أبرزها تكتل القوى المعادية للهيمنة الأمريكية، وتغير التوازنات لغير صالح الغرب، والتزام الإيراني بشرط رفع العقوبات بالكامل.

المخاطر على "إسرائيل" نتيجة الحرب: (بالعموم والكليات)

- ارتفاع الخسائر الاقتصادية ونسبة الأضرار في القطاعات كافة مقابل مراكمة المقاومة الفلسطينية إنجازات ورسم معادلات جديدة.

- مزيد من الفشل الاستراتيجي وانهيار مفهوم كسب الحروب عبر الجو مع عدم القدرة على وقف النيران رغم كثافة الغارات.

- تحول المستعمرات الإسرائيلية إلى جبهة داخلية لمدة غير قصيرة.

- اهتزاز صورة جيش الاحتلال في المنطقة أمام جبهة واحدة، وانكسار مسار التطبيع والتشكيك بمصير صفقات بيع المنظومة الحديدية للدول العربية. 

- اشتعال بعض الشارع العربي والإسلامي واندفاعه لنصرة القدس المحتلة والخوف من تدحرج المعركة إلى جبهات أخرى.

- ترسيخ الفصائل المقاومة لمعادلات الردع الجديدة مع استمرار المعركة، وقدرتها على تثبيتها بعد انتهائها.

- فقدان كيان الاحتلال شرعية العملية العسكرية دوليًّا وأمريكيًّا مع تزايد غضب الشارع الأوروبي والعالمي.

الدوافع الأمريكية لوقف الحرب:

- تعطّل البرنامج الزمني والعملي للاستراتيجية الأمريكية في غرب آسيا لا سيما في ملف العودة للاتفاق النووي، فقد اصطدمت الحركة الدبلوماسية في المنطقة بتسارع الأحداث وانفجار الصراع العسكري.

- عدم رغبة الإدارة الأمريكية التورط في المعركة ولا إطالة أمدها في ظل ترتيب أولوياتها في المنطقة وبالاستفادة من امتعاض بعض منتقدي الكيان داخل الحزب الديمقراطي من سلوك نتنياهو السياسي المعطل للتوجهات الأمريكية.

- الخوف من فقدان السيطرة على تداعيات تسارع الأحداث لصالح المقاومة الفلسطينية، وفي طليعتها إمكانية حدوث انقلاب في موازين القوى على صعيد المنطقة، تؤدي إلى تغييرات استراتيجية ليست في مصلحة "إسرائيل" وأمريكا ودول التطبيع والانبطاح.

الخيار الأمريكي واعتباراته:

 سلّط النزاع في غزة الضوء على اختلاف الرؤى داخل الولايات المتحدة حول إدارة ملفات المنطقة، وبالأخص الموقف من القضية الفلسطينية؛ بؤرة الصراع الإسلامي الأمريكي، ونشوء مزاج سياسي متغير لدى المؤيدين الداعمين لإسرائيل عما كان سائدًا سابقًا. ويعدّ النزاع في فلسطين أول أزمة سياسية خارجية كبرى لإدارة بايدن، وقد نظِر إليها على أنها انحراف غير مرحب به عن الأولويات الأخرى في الداخل والخارج، فضلًا عما تمثله من نقطة انعطاف واضحة في العلاقات بين أمريكا و"إسرائيل" مع تزايد الشكوك بين الديمقراطيين من إجراءات نتنياهو الأخيرة المقلقة. بيد أن كل هذا النقاش الدائر لا يلغي حقيقة التزام إدارة بايدن بأمن كيان الاحتلال بتصريح الرئيس العلني بذلك أثناء القتال وبعده، كما لم يمنع الرئيس الأمريكي من الموافقة على بيع أسلحة للكيان، معظمها ذخائر الهجوم المباشر المشترك، وهي أدوات توضع على ما يسمى بالقنابل "الغبية" فتتحول بموجبها إلى صواريخ دقيقة التوجيه، وقد استخدمت في قصف مباني غزة.

 بعد ست محادثات بين بايدن ونتنياهو، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد ساعات من تصويت مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للمصادقة على مبادرة مصرية لوقف القتال. حتمًا، لم يكن خيار وقف النار الوحيد المطروح للدراسة والنقاش بين الإدارتين. الخيارات كانت تتراوح ما بين تمديد الحرب في حال الفشل الإسرائيلي في تحقيق صورة النصر، وإمكانية التورط في جبهة جديدة (لبنان)، وإيقاف الحرب مع تعرض الأمن الإسرائيلي للخطر، كخيار ضرورة، أو على العكس توسعة الحرب، أو انتظار تحقيق "إسرائيل" لصورة النصر. وتفرض اعتبارات عدة نفسها في احتساب ترجيحات الخيار الأنسب، أبرزها: أمن "إسرائيل"، وعدم التورط الأمريكي، وتحسين موقف الحلفاء، وتحسين شروط التفاوض تعويض انكسار مشروع التطبيع.

1- أمن "إسرائيل"

وهو موضع تأكيد والتزام ثابت لدى بايدن لا يتأثر ببعض ملامح السياسة المتغيرة بين الديمقراطيين؛ وهو ما أكد عليه الرئيس الأمريكي أثناء أيام القتال وبعدها. ومع تعرض الأمن الإسرائيلي للخطر من فلسطينيي الضفة وأراضي 48 مع تلاحم الجبهات الفلسطينية وتأسيس معادلة "غزة-تل أبيب"، سارع الأمريكي إلى العمل لمنع تورط نتنياهو في جبهة إضافية بما يعرض إسرائيل لمخاطر شديدة وغير منضبطة، وتعرضها لمخاطر سياسية تفوق الفوائد المحتملة في استمرار المواجهة.

2- عدم التورط

من أولويات المسعى الأمريكي كان تحييد الولايات المتحدة وجيشها عن الاستهداف في المنطقة والتورط مجددًا، إلى جانب تجنب حدوث انتكاسة في برنامج الإدارة في منطقة غرب آسيا، والسعي لتقديم صورة إيجابية تحتوي حالة الاعتراض الشعبي والرسمي في الداخل الأمريكي، لكبح اندفاعة مرحلة افتقاد القدرة على السيطرة على الوضع واهتزاز صورة الديمقراطية الامريكية "الصالحة". إن استمرار المعركة وتحولها إلى حرب تتورط فيها دول أخرى وتحول التهديد على الأمن الإسرائيلي إلى تهديد وجودي من محور المقاومة لكيان الاحتلال يفترض معه توريط أمريكا من جديد في ملفات ساخنة بينما لا تزال تحاول التخلص من تداعيات المرحلة السابقة للتفرغ لمواجهة صعود تهديد الخصم الصيني والمنافس الروسي.

3- تحسين موقف الحلفاء

عدم صدور إدانة علنية في بداية المعركة من حلفاء أمريكا لتصرفات "إسرائيل" في غزة صعّب الأمر على بايدن لجهة تحقيق التوازن ما بين مواقف هؤلاء الأولية وضغوط بعض الديمقراطيين عليه لاتخاذ موقف أكثر حسمًا. فالإدارة الامريكية لا تريد التصادم مع الحلفاء في المنطقة لمنع أي تداعيات على مسار استعادة السيطرة الكاملة على سلوكهم في المنطقة، والبدء بالعمل المشترك في ملفات المنطقة والبناء عليهم في مواجهة محور المقاومة وتثبيت النفوذ الأمريكي مع التفرغ لأولوية مواجهة التهديد الصيني. من هنا، فإن تصاعد تداعيات المعركة في الشارع واضطرار الحكومات للتحرك، دفعت الإدارة الأمريكية إلى تكثيف دور الحلفاء (فرنسي وألماني ومصري) لدعم مساعي وقف إطلاق النار رغم أن الفرنسي والألماني امتنعا بداية عن الضغط على نتنياهو.

4- تحسين شروط التفاوض

الأمريكي كان يحاول تمديد المزيد من الوقت للإسرائيلي في محاولة لتحقيق انتصارات قابلة للاستثمار على طاولة المفاوضات النووية. بيد أن المدة كشفت الرهان الخاسر؛ الأمر الذي دفع بالأمريكي لأخذ المبادرة شخصيًّا وتحديد زمن وقف العملية علنيًّا بعدما تراكمت إنجازات المقاومة وتحسّن الرصيد الإيراني في المفاوضات.

5- تعويض انكسار مشروع التطبيع

قدّر الأمريكي أن جهود الإدارات الأمريكية الطويلة لجعل "إسرائيل" مستقرة في محيطها مهدد بالخطر مع ما كشفته العملية من تنامٍ للقدرات الصاروخية القادرة على تهديد أمن "إسرائيل" ذاتها؛ وهو تهديد كشفته جبهة واحدة فكيف بباقي الجبهات؛ وتاليًّا كيف يمكن لكيان الاحتلال العاجز عن حماية نفسه تأمين الحماية لدول الخليج التي وعدتهم بالحماية من إيران؟ وقد باتت نتائج العملية تهدد المشروع الأمريكي في البناء على التطبيع العربي-الإسرائيلي لقيام تحالف استراتيجي ضد إيران يضم دول شرق أوسطية وإفريقية.

من هنا، كان الخيار الأمريكي بوقف الحرب كخيار ضرورة حرصًا على الأمن الإسرائيلي مع ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية المأزومة سياسيًّا والمهزومة معنويًّا، والتحول من مقاومة الفصائل الفلسطينية لجهة تلاحم الجبهات ووحدة المقاومة شعبيًّا وعسكريًّا. ويكاد يكون اعتبار عدم الدخول في حرب في المنطقة يعادل لوحده ثقل الاعتبارات الأخرى على أهميتها.

الإجراءات الأمريكية لاحتواء الفشل:

ستتمحور الحركة الامريكية حول الدعم السياسي لكيان الاحتلال، وستسهم معه في كبح استغلال معادلات الانتصار الجديدة التي كرستها عملية "سيف القدس" وتفكيكها باستغلال المنبطحين والدعم الدولي للانقلاب عليها. وبناء عليه، قد تشهد المرحلة المقبلة منحى تصعيدّيًّا لا يشترط فيه الصدام المباشر، وإنما مرحلة حاسمة للتأسيس الأمريكي الإسرائيلي للحرب المقبلة مع محور المقاومة بما يُردم معه ثغرات العملية الأخيرة.

داخل فلسطين: سياسة احتواء وقضم تدريجي

- العمل على احتواء الفصائل المقاومة بهدف إضعافها من الداخل عبر السلطة الفلسطينية تحت عنوان التوصل إلى حل للدولتين. أما الآلية فهي عبر تقديم جزرة إعادة الدعم وتقويتها مقابل عصا تقويض سلطة التنسيق الأمني لزخم الحركة المقاومة في شارع الضفة، مع استمرار السعي لتقويض شرعية حماس السياسية، ومنع التعزيزات العسكرية من قبل حماس والجهاد الإسلامي. وقد يتم لهذا الغرض طرح آلية إقليمية ودولية تقايض إعادة إعمار غزة بمنع التسلح مع إدراج السلطة الفلسطينية في مشاريع إعادة الإعمار.

- تقديم صفقات لحماس لتحصيل تنازلات سياسية وعسكرية منها باعتماد سياسة الترغيب والترهيب ضمن عملية احتواء لها وكبح لقدراتها على ترسيخ معادلة غزة-القدس، أو حتى باتجاه محاولة كسرها. وهو ما بدأ فعلًا عبر وساطات عربية، تحديدًا "مصرية"، من قبيل الحديث عن إعادة إعمار لغزة أو اعتراف دولي بحماس وقيادتها الانتخابات المقبلة أو توفير رفعها من "قوائم الإرهاب"، او توفير بيئة تمكنها من الانخراط في المجتمع الدولي على المدى الطويل مقابل هدنة أو تنازل عسكري، وغيرها.

- تحميل المقاومة الفلسطينية عبء الخسائر البشرية والمادية، وتشديد الحصار على غزة لإحداث ضغط شعبي على حماس وشرخ بين القيادة والبيئة عبر حرب إعادة الإعمار وتأمين مستلزماته، وقد يستغل منظمات المجتمع المدني في تعزيز الضغط في الشارع على فصائل المقاومة تحت عناوين معيشية مختلفة. ويظهر أن موضوع إعادة الإعمار الحيوي للشعب الفلسطيني قد يكون محل استثمار أمريكي لنقل المواجهة ما بين الفلسطينيين وإسرائيل إلى مواجهة بين حماس والسلطة.

- اللجوء إلى عمليات أمنية من اغتيال قادة في الفصائل المقاومة داخل فلسطين وخارجها، ومحاولة إثارة الفتن المختلفة في الشارع الفلسطيني، واستدراج الفصائل الفلسطينية إلى النزاع للقضاء على حالة المقاومة الموحدة؛ الإنجاز الأبرز في انتصارات المقاومة الفلسطينية.

- إعادة تمويل الأونروا وفتح قنصلية في أراضي السلطة الفلسطينية وإعادة فتح القنصلية العامة في القدس الشرقية.

- تشويه صورة الانتصار واللجوء للتضليل بما يؤدي إلى توهين نصر المقاومة عبر ادعاء إحراز "إسرائيل" قدر من الأهداف التي سعت إليها، وادعاء مظلومية الشعبين في محاكاة الخسائر البشرية وتقديم المقاومة في موقع الجاني و"إسرائيل" في موقع الدفاع عن النفس، مع التأكيد على دعم حقها بالأمن، مع التركيز على تقديم الإسرائيلي بموقع الساعي إلى "السلام".

خارج فلسطين: تصعيد الدبلوماسية الضاغطة

- الدفع بعودة مسار التطبيع في مسار حشد التكتل الإقليمي لمواجهة إيران وتحصيل اعتراف "بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية مستقلة". إن التزام الولايات المتحدة بأمن كيان الاحتلال وفي ظل تنامي التهديدات الصاروخية لدى محور المقاومة يجعل السعي للدفع بالمسار رغم كل المعوقات مبررًا، لا سيما بعد ما كشفته عملية "سيف القدس" من فشل إسرائيلي على كل من المستوى الاستراتيجي والأمني والعسكري والمعنوي. قد تلجأ إدارة بايدن بداية إلى تأمين رافعة فلسطينية داخلية عبر المناورة عن طريق معاودة إحياء مسار "مفاوضات السلام" وحل الدولتين بالاستفادة من استمرار رهان السلطة الفلسطينية على المفاوضات، وعبر طرح مسار سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين بذريعة إعادة الإعمار.

- إعادة نقل المواجهة بين "إسرائيل" ومحور المقاومة إلى خارج الحدود الفلسطينية واستمرارية الضوء الأخضر لعمليات الكيان الاسرائيلي السرية أو العلنية ضد محور المقاومة وفقًا للضرورة بهدف تعديل موازين القوى وإعادة ترميم الردع وتقويض القدرات الصاروخية للمحور وتحسين شروط التفاوض مع إيران.

- زيادة الضغط الاقتصادي على دول المحور لاستنزاف المقاومة فيه اقتصاديًّا وعسكريًّا على المدى المتوسط والبعيد، مع إشغالها بأزمات أمنية أيضًا.

- مزيد من الدفع بالدور الخليجي لكسر سلسلة محور المقاومة في العراق وسوريا واليمن عبر تنشيط الدور العربي باتجاه المساهمة في مشاريع تنموية واستثمارية قد تكون ضمن إطار تفاهمات تقلص حيوية محور المقاومة تدريجيًّا.

- دعم وتشجيع لدور انخراطي أكبر لإسرائيل في سائر دول المحور التي تكاد تكون محايدة فيها أو ذات تأثير ضعيف، أي اليمن وسوريا، في سياق عمليات أمنية أو القيام بعمليات خاطفة قد لا تتحمل مسؤوليتها. أضف إلى ذلك وجود احتمال "مرتفع" لضوء أخضر أمريكي للإسرائيلي لإنشاء قاعدة إسرائيلية في شمال شرقي سوريا لإدارة قسد ومحاصرة نفوذ المحور المقاوم في عقدة المواصلات ما بين العراق وسوريا ولبنان.

- تفعيل وتنشيط مسار التفرقة الطائفية والمذهبية، وتحريك الخلايا الإرهابية النائمة، وزيادة دعم المشروع التقسيمي خاصة في سوريا بالدرجة الأولى عبر محاولة تكريس التجربة الكردية في الشمال الشرقي في المناطق الأخرى خارج سيطرة النظام، يليها اليمن.

وبخلاصة المشهد، بدأ الخط البياني الإسرائيلي بالانحدار وهو ما سيتطلب من الأمريكي والإسرائيلي شدة وضراوة في هذه الجولة الأخيرة من الصراع.


المصدر: مركز دراسات غرب آسيا

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور