الإثنين 05 تموز , 2021 02:41

حرب نفطية تندلع بين الإمارات والسعودية

بن سلمان وبن زايد
أبو ظبي تضع الدول الأعضاء في المنظمة وعلى رأسهم الرياض "الحليفة" لها في لحظة حرجة وموقف صعب

وصلت العلاقات السعودية-الإماراتية إلى النقطة التي لطالما حاول الطرفان اجتنابها، حيث شهدت الجلسة الأخيرة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" توترا حادا بينهما، بشأن تمديد اتفاق "أوبك +" وزيادة الإنتاج النفطي، ففي حين اتفقت الرياض وجميع الأطراف ومن ضمنهم موسكو على تمديد الاتفاق حتى نهاية العام المقبل وزيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا اعتبارا من آب حتى كانون أول، رأت أبو ظبي ان تمديد الاتفاق بشكله الحالي يضر باقتصادها فبحسب وزير الطاقة الاماراتي ان "ثلث الطاقة الإنتاجية لنفط البلاد معطل بسبب هذا الاتفاق".

من وجهة نظر الامارات فإن هذا الاتفاق "لم يعطها" حقها بالإنتاج النفطي وهي التي تتطلع لزيادة انتاجها إلى 700 ألف برميل بشكل منفرد، ولأجل ذلك "أحبطت" التمديد في اتفاق "أوبك +" الذي عقدته الرياض وموسكو من أجل زيادة الإنتاج مطالبة بشروط أفضل، بالمقابل فقد سُجل اعتراض سعودي شديد اللهجة واصفا الموقف الإماراتي بأنه يعرّض "اتفاق التحالف بالكامل للانهيار".

وعن السيناريوهات المحتملة للموقف الاماراتي في ظل تمكسه الشديد بشروطه، فإن أبو ظبي تضع الدول الأعضاء في المنظمة وعلى رأسهم الرياض "الحليفة" لها في لحظة حرجة وموقف صعب، حيث يتوجب عليهم إما الموفقة على مطالبها، أو المخاطرة والتمسك كل بموقفه وبالتالي تفكك هذا "التحالف".

ماذا سينتج عن جلسة أوبك المقبلة؟

من المتوقع ان تشهد الجلسة المقبلة للمنظمة المزمع عقدها اليوم الاثنين مزيدًا من التوتر، ولا يستبعد ان تلوّح الامارات مرة أخرى بالانسحاب من "أوبك" بعد ان كانت قد استخدمت هذا الأمر كورقة ضغط العام الماضي. وهذا ما يجعل سوق النفط العالمي في مأزق وفي حرب أسعار مفتوحة في جو من "عدم اليقين" إلى ما ستؤول إليه الأمور، ما سيؤثر بشكل مباشر على روسيا والسعودية.

ومما لا شك فيه ان الامارات تستغل وضع السعودية المأزوم لتعلنها "حربا" نفطية، فالرياض بالوقت الحالي ليست بوارد أن توتر العلاقات مع روسيا -من جهة- والتي تستفيد من خفض الإنتاج، فالشركات الروسية ضخت حوالي 42.64 مليون طن من الخام والمكثفات في شهر حزيران، أي ما يعادل 10.419 مليون برميل يومياً، أو 0.5% أقل مما كان عليه في أيار الماضي، كما أظهرت حسابات "بلومبرغ"، بناء على معدل التحويل 7.33 برميلاً لكلِّ طن.

فيما تريد الإمارات زيادة مستوى انتاجها من 3.2 مليون برميل يوميا إلى 3.8 مليون برميل، ويرى الخبراء انها "ستستمر بإحداث ضجة لتحقيق خط أساس أعلى".

وخط الأساس -وفق حسابات أوبك- يعني ان "يقيس كل بلد الزيادات أو تخفيضات الإنتاج مقابل خط الأساس وكلما زاد هذا الرقم، زاد عدد البلدان المسموح لها بالضخ".

ومن جهة أخرى فالرياض القابعة في مستنقع حرب اليمن لسنوات ستة، ما زالت تدفع فاتورة باهظة الثمن مع إعلان الإمارات انسحاب قواتها من البلاد، إضافة لفتور العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة التي باتت تحيّد الشرق الأوسط عن سلّم أولوياتها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور