الإثنين 19 نيسان , 2021 11:13

الإمام السيد علي الخامنئي

السيد علي الخامنئي

وُلد قائد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي في مدينة مشهد في التاسع عشر من نيسان عام 1939، وعاش في كنف أسرة عالمة، مجتهدة تعيش حياةً بسيطة. والده السيد جواد الخامنئي أحد العلماء الزاهدين المجاهدين في تلك المدينة.

في الخامسة من عمره، التحق السيد الخامنئي برفقة أخيه الأكبر السيد محمد بالكتاتيب لتعلم القرآن الكريم، لينتقل فيما بعد إلى دار التعليم الديني لمتابعة دراسته الابتدائية، وبعد المرحلة الابتدائية حصّل المرحلة المتوسطة ثم نال الشهادة الثانوية في المدرسة الحكومية. وفي العام 1958 دخل السيد إلى حوزة قم العلمية لإكمال الدراسة الدينية العليا في الفقه والأصول على يد كبار الأساتذة والعلماء أمثال آية الله العظمى البروجردي والإمام الخميني والحاج آقا مرتضى الحائري والعلامة الطباطبائي.

ومنذ العام 1963 اشتغل السيد القائد بالتأليف، فكان له العديد من المؤلفات نذكر منها: الاستفتاءات، بحث في الفكر الاسلامي، دروس في معرفة الاسلام، الفهم الصحيح للاسلام، كتاب الجهاد، بحث في الصبر، دور المسلمين في ثورة الهند وغيرها... والجدير بالذكر أنه إضافة إلى اهتمامه بالكتابة، فالسيد لديه إلمام كبير بالشعر والأدب كما أنه يجيد عدّة لغات.

وفي أوج كفاحه ضد نظام الشاه، عمد السيد الخامنئي إلى إقامة اجتماعات عدة تزامناً مع اشتعال الثورة الإسلامية وحاجة المجتمع الماسة وقتها إلى الرعاية والتوجيه خاصة من العلماء الكبار حيث كانت هذه الاجتماعات تضم كافة طبقات الشعب المختلفة وخاصة الشباب الطلاب الجامعيين.

كانت أولى الخطوات في درب كفاحه السياسي الطويل المعادي نظام الشاه دوره النضالي المؤثر في حركة المجاهد نواب الصفوي والذي ترك استشهاده أثراً في حياة الامام.

ومع بدء ثورة الإمام روح الله الخميني بدأ السيد الخامنئي نضاله بشكل أوسع وأعمق باعتباره أحد أقرب الشخصيات الموالية للإمام، حيث كان السيد رائداً في بيان المفاهيم الإسلامية والثورية وإرساء القواعد الفكرية العليمة.

16 عاماً استمر نضال الامام، سُجن خلالها السيد وتعرض للتعذيب ولوحِق وتم التضييق عليه، ولم يثنه ذلك عن اكمال بما بدأه.

وبناء على طلب الامام الخميني حمل رسالة للسيد الميلاني يدعوه فيها لفضح ممارسات الشاه خلال شهر محرم. ثم غادر إلى مدينة بيرجند لتنفيذ طلب الامام بفضح الشاه، والتي نتج عنها أحداث 4 حزيران 1963 فيما تم اعتقاله ونقله لمدينة مشهد، ليطلق سراحه لاحقاً.

تابع الامام الخامنئي نشاطاته في شهر رمضان بعد ما سافر مع عدد من طلبة العلوم الدينية إلى قم، وبسبب خطاباته وقتها اعتقله "السافاك" مرة أخرى ونقل جواً إلى العاصمة طهران. حيث قضى شهرين في سجن «قزل قلعه». ونتيجة ملاحقة السافاك الدائمة له عاش في طهران متوارياً يكمل نشاطه الجهادي بشكل سري، لكنه اعتقل بعد عام واحد.

دائماً ما كانت تؤدي نشاطاته العلمية وخطاباته إلى اعتقاله، حيث اعتقل للمرة الخامسة عام 1970. فيما عبّرت الممارسات الوحشية لجهاز السافاك في السجون على مدى قلق النظام من تحركات السيد الخامنئي.

 بعد إطلاق سراحه، بدأ العمل بشكل سري في مسجدي "الإمام الحسن" و"كرامت" وذلك بين عامي 1971 و1974، مما جعل هذه الأماكن مراكز استقطاب للشاب والطلاب وسائر أقطاب المجتمع الإيراني. الشيء الذي كان له أثره البالغ في مما تمهيد الطريق لتفجير الثورة.

دفعت تلك النشاطات السافاك إلى شن الهجوم الأقوى على منزله حيث تم اعتقاله ومصادرة كتبه وأوراقه. حيث بقي في السجن الانفرادي حتى خريف عام 1975.

 بعد إطلاق سراحه مُنع السيد الخامنئي من عقد الاجتماعات وحلقات التدريس إلا أنه عاد إلى مدينة مشهد وعاود من جديد عمله النضالي، إلى أن انتصرت الثورة الإسلامية في إيران.

بعض المناصب التي شغلها السيد الخامنئي في الأعوام الأولى لانتصار الثورة الإسلامية:

- نائب وزير الدفاع ومسؤول قوات حرس الثورة الإسلامية وممثل مدينة طهران في مجلس الشورى الإسلامي عام 1979

- ممثل الامام الخميني في المجلس الأعلى للدفاع عام 1980

- منصب رئيس الجمهورية: وقد حصل عام 1981 على أكثر من 16 مليون صوتاً من مجموع 17 مليوناً، ليكون ثالث رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران، وأعيد انتخابه لفترة رئاسية ثانية.

تعرض السيد الخامنئي لمحاولة اغتيال في مسجد أبي ذر في طهران عام 1981، وظل راقداً في المستشفى بسبب شدة جراحه إلى حين انتخابه لمنصب رئيس الجمهورية.

بعد رحيل الامام الخميني عام 1989 اختار مجلس خبراء القيادة السيد الخامنئي لمنصب الولي الفقيه، وكان السيد الخميني قد طرح اسمه قبل وفاته.

كان الامام الخامنئي من أبرز الداعمين لحركات المقاومة في العالم طبقاً للعقيدة التي يؤمن بها بحق الشعوب تقرير مصيرها وأن تنعم بالحرية، إضافة إلى دعمه الكبير للقضية الفلسطينية حيث صرح في المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية في طهران قائلاً: "يجب ألا تهمَل أبداً أهمية الدعم السياسي لشعب فلسطين وهذا ما يتمتع اليوم بأهمية خاصة في العالم ..ان موقفنا تجاه المقاومة موقف مبدئي ولا علاقة له بجماعة معينة، أي جماعة تصمد في هذا الدرب فنحن نواكبها، وأي جماعة تخرج عن هذا المسار ستبتعد عنا، وإن عمق علاقتنا بجماعات المقاومة الإسلامية لا يرتبط إلّا بدرجة التزامهم بمبدأ المقاومة".


الكاتب: غرفة التحرير



دول ومناطق


روزنامة المحور