الإثنين 23 أيار , 2022 04:00

كيف تقود بريطانيا القوات الأوكرانية ضد روسيا؟

الدور البريطاني في أوكرانيا

بات محسوماً لدى الجميع، أن روسيا تواجه دول المعسكر الغربي كلّه في أوكرانيا. وهذا ما لم تسعى هذه الدول أصلاً إلى إخفائه، عبر الإعلان عن مساعداتها العسكرية والمالية، إلا أنها تحرص على عدم التدخل الميداني، خشيةً من رد روسي قاسٍ، يخلط الأوراق ويتدحرج نحو مواجهة نووية عالمية.

لكن بريطانيا تخطت حدود الدعم، لتنتقل الى مرحلة المشاركة الميدانية عبر جنودها، وهذا ما بات مكشوفاً، وباعتراف وسائل الإعلام الأجنبية أيضاً، لا سيما قناة "سكاي نيوز – Sky News" البريطانية، عندما تطرقت لقضية الجنود الأسرى البريطانيين لدى الجيش الروسي "شون بينر" و"أيدن أسلين"، اللذين تم القبض عليهما في منطقة "ماريوبول"، واللذين أكدّت عائلاتهما بأنهما ليسا من المرتزقة أو من المقاتلين المتطوعين، وبالتالي يجب معاملتهم كأسرى حرب وفقًا لاتفاقية جنيف. كما تحدثت بعض وسائل الإعلام الروسية، عن تقارير تفيد بوجود عناصر وخبراء التخريب من القوات الخاصة التابعة للخدمة الجوية البريطانية SAS في غرب أوكرانيا ومدينة لفوف بالتحديد، لمساندة الجيش الأوكراني والمجموعات القومية المتطرفة والنازية.

هذا وسبق لبريطانيا أن أعلنت إرسالها حوالي 8 آلاف جندي، مدعيّة أنهم يجرون تدريبات في أنحاء أوروبا الشرقية، لمكافحة ما وصفته بـ"العدوان الروسي"، في واحدة من أكبر عمليات انتشارها منذ الحرب الباردة. بحيث سيتم نشر عشرات الدبابات معهم، في دول تمتد من فنلندا إلى مقدونيا الشمالية. لكن نظراً لعدد الجنود القليل نسبياً، مقارنة بالجغرافيا الواسعة المعلنة، فيمكننا التكهن بأن هذه القوة التي وصفها قائد الجيش الميداني الإنكليزي الجنرال "رالف وودديسي" بالمحترفة والمدربة وخفيفة الحركة، بأنها ليست لغرض حماية حدود الدول الأوروبية مع أوكرانيا، بقدر ما هو تنفيذ مهمات ميدانية، قد لا تقتصر على التدريب فقط، بل تتعداه الى مهام قيادة العمليات وإدارة النيران والمدفعية والرصد والاستخبارات.

فعلى الصعيد الاستخباراتي، كشف أحد المصادر لموقع الخنادق، بأنه تم رصد أكثر من 2000 قمر اصطناعي يساعد القوات الأوكرانية، في الإحاطة المعلوماتية الميدانية، بعكس ما هو متداول عن دور أمريكي أساسي في هذا المجال.

فماذا عن باقي المساعدات العسكرية البريطانية؟

منذ بداية العملية، زودت لندن كييف بالأسلحة المضادة للسفن والطائرات والأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات، بالإضافة الى خدمات التدريب داخل أوكرانيا (علناً قبل الحرب)، وخارج أوكرانيا في بولندا مثلاً وحتى في بريطانيا.

ومنذ ذلك الحين استمرت في دعم القوات الأوكرانية، بهدف اغراق روسيا في مستنقع عسكري طويل الأمد. وأبرز هذه المساعدات:

_ إرسال أكثر من 5000 صاروخ مضاد للدبابات و1360 ذخيرة مضادة للدروع من نوع جافلين ونلاو، 5 أنظمة دفاع جوي، و4.5 طن من المتفجرات البلاستيكية، وصواريخ "ستارتريك Starstreak"عالية السرعة ومنخفضة السرعة المضادة للطائرات.

_تزويد قوات كييف بـ 120 مركبة مدرعة، بما في ذلك مركبات دورية ذات الدفع السداسي، وأنظمة صواريخ مضادة للسفن. وعرض رئيس وزرائها بوريس جونسون إرسال دبابات تشالنجر 2 إلى بولندا المجاورة، حتى تتمكن وارسو من التبرع بدباباتها لأوكرانيا.

_ وجبات غذائية عسكرية معدّة سلفاً، وأكثر من 10 منصات من المعدات الطبية، وما يزيد عن 3 آلاف درع، وحوالي 77 ألف خوذة و3 آلاف زوج من الأحذية، بالإضافة إلى معدات الاتصالات.

_ إنشاء مركز تنسيق دولي للمانحين في شتوتغارت، بالتعاون مع حلفائها، لتنسيق إيصال المساعدة العسكرية.

_ صرح وزير القوات المسلحة جيمس هيبي منذ أسابيع، أن بلاده ستزود الأوكرانيين بصواريخ "بريمستون" الأرضية طويلة المدى.

_ هبة تفوق قيمتها 1.3 مليار جنيه إسترليني.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور