الإثنين 29 آب , 2022 03:18

الشيخ محمد علي ناصري: السند المعنوي والروحي للمقاومة

المرجع الشيخ محمد علي ناصري

لطالما اهتم حزب الله وقيادته منذ الانطلاقة، الى تعزيز الجانب الروحي والمعنوي، لدى جميع الأفراد المجاهدين، في مختلف الأطر العسكرية والتنظيمية، وكان عمدة ذلك من خلال بناء علاقة مميزة بالعديد من المراجع والعلماء الربانيين والعرفانيين، الذين كان منهم المرجع الشيخ محمد علي ناصري، والذي توفي منذ أيام في الجمهورية الإسلامية في إيران.

وقد نعاه حزب الله في بيان له نهار السبت الماضي قائلاً: "لقد تلقينا نبأ وفاة العالم الرباني آية الله الشيخ محمد علي ناصري (رحمه الله) بحزنٍ وأسى"، متابعاً بأن ‏الحوزة العلمية فقدت "علماً من أعلامها الكبار وأستاذاً مربياً ونموذجاً للعالم السالك بأخلاقه وسيرته، فضلاً عن ‏دروسه ومواعظه التي أشرقت في قلوب مريديه ومحبيه أنوار هداية واستقامة واستفاد منها كل العالم ‏الإسلامي وتحديداً أهل أصفهان الشرفاء وحوزتها المباركة". مؤكداً بأنه "فقد بارتحاله سنداً معنوياً ومحباً للمقاومة في لبنان وهو الذي أفاض عليها دائماً بمحبته ‏ودعائه واهتماماته خاصة خلال حرب الثلاثة والثلاثين يوماً في تموز 2006، وطوال كل السنوات ‏السابقة التي لم يبخل فيها بإرسال سلامه واطمئنانه لمسار المقاومة".

فما هي أهم وأبرز المحطات في مسيرة وحياة الشيخ ناصري؟

_من مواليد العام 1930 في مدينة "أصفهان"، التي بدأ فيها دراسته في دولت آباد، ثم تابعها في الحوزة العلمية بأصفهان.

وفي سن الـ 14 من عمره، هاجر مع والده إلى مدينة النجف الأشرف. وبالرغم من عودة والده الى إيران بعد 3 سنوات، إلا أنه بقي في النجف وتابع دراسته في مدرسة الصدر، حيث وضعه والده في عهدة المرحوم المرجع الشيخ محمد حسين دهاقاني، الذي كان من كبار علماء الحوزة هناك.

_خلال تلك الفترة، تعلّم وتتلمذ عند أبرز العلماء: مثل المدرس الأفغاني، والشيخ مجتبى لنكراني، والمرجع الشيخ عبد الكريم كروني أصفهاني، والمرجع الشيخ صدرا البادكوبه اي، وفي البحث الخارج تتلمّذ مبحث صلاة الآيات لدى المرجع السيد عبد الهادي شيرازي، وحضر البيع والخيارات عند الإمام الخميني، وحضر دورة كاملة في أصول الفقه عند المرجع السيد أبو القاسم الخوئي.

_وبالتزامن مع تلقيه العلوم الحوزوية، حضر دروساً في الأخلاق عند العديد من العلماء: الشيخ محمد كوفي، السيد محمد كشميري، الشيخ عباس قوجاني، السيد هاشم حداد، والسيد جمال الدين الكلبايكاني. كما كان على صلة وتواصل ببعض الأشخاص والعلماء الربانيين مثل العلامة الطباطبائي (الذي أنجز موسوعة تفسير القرآن الكريم المعروف بتفسير الميزان)، ومحمد إسماعيل دولابي. كما أنه دأب في معظم رحلاته الشهرية إلى مدينة قم المقدسة، الذهاب لعند المرجع الشيخ محمد تقي بهجت.

_ عاد الشيخ ناصري إلى مدينته أصفهان بأمر من أستاذه المرجع السيد محمد كشميري، حيث قام بتدريس الفقه وأصول القرآن وتفسيره، لسنوات عديدة في حوزة هذه المدينة، وقام أيضاً بتربية طلبة العلوم الدينية من خلال دروس الأخلاق، لاسيما في موضوع الثقافة المهدوية.

_ كانت الحوزة العلمية "ولي العصر (عج)" وعدد من المراكز الدينية والثقافية تحت اشرافه لسنوات عديدة، وكذلك معهد بحوث الفلك الإسلامي، ومؤسسة دار الهدى في قم، وكان لديه جهود كبيرة في إنشاء مراكز صحية وعلاجية.

_ له العديد من الكتب والمحاضرات المطبوعة والتي منها: "ماء الحياة" وهي مجموعة من محاضراته حول الإمام المهدي(عج)، وكتاب "في امتداد النور" الذي هو مجموعة من الخطب التي ألقاها وتمحورت حول الآيات القرآنية التي قدم لها تأويل يرتبط بالإمام المهدي وآخر الزمان، ولديه كتاب تحت اسم "رسم العبودية" الذي يتضمن مقاطع من الخطبة الطويلة التي ألقاها أمير المؤمنين (ع) حول حالات المتقين وصفاتهم الأخلاقية، وكتاب "كلام الصديق" الذي هو مختارات من خطاباته الإمام المهدي (عج).

_ كان على علاقة مميزة ووطيدة بقائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي وبقادة الجمهورية الإسلامية وحرس الثورة الإسلامية. ونستنتج من بيان حزب الله بأنه كان على علاقة مميزة بقادة المقاومة الإسلامية في لبنان، لناحية الدعم المعنوي والإرشادي لبناء الروحية الجهادية لأفراده، والتي تعدّ من أهم أسباب الانتصارات.

_ توفي نهار الجمعة الماضية عن عمر يناهز 92 عاماً بعد معاناته مع المرض، وقد نعاه العديد من العلماء والمراجع وفي مقدمتهم الإمام السيد علي الخامنئي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور