الجمعة 11 تشرين ثاني , 2022 04:54

ماذا يفعل الموساد في انتخابات البحرين؟

الملك البحريني حمد بن عيسى آل ثاني ورئيسي وزراء الاحتلال نفتالي بينيت ويائير لابيد

لم تستعجل السعودية الإعلان الرسمي لتطبيع علاقاتها مع الكيان المؤقت، لكنها استعجلت رمي البحرين في أحضان الأمن الإسرائيلي. في البداية، بدت القصة أنها لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة، إلا أنّ أمرًا أكثر إلحاحًا بدا واضحًا عندما سارعت البحرين لعقد الاتفاقات الأمنية الرسمية مع الكيان.

الموساد لحماية الأمن الداخلي في انتخابات البحرين

بالإضافة إلى العلاقات السرية قبل التطبيع، سبق اتفاق أبراهام وجود اتصالات مكشوفة بين البحرين والموساد منذ العام 2011. واستفاد نظام آل خليفة من القدرات الاستخبارية الأمنية لا سيما من برنامج التجسس بيغاسوس ضد المعارضين والنشطاء السياسيين الذين تعتبرهم تهديدات داخلية للنظام الملكي. علّق وزير الداخلية البحريني فور توقيع الاتفاقية، بالقول إن التطبيع يهدف إلى "حماية الأمن الداخلي البحريني من خطر إيران"، والحديث عن "الأمن الداخلي" وليس "الخارجي" هو حديث عن شعور النظام بالتهديد الدائم من شعبه نفسه، فاستعان عليه بالنظام الأمني الإسرائيلي. إلى ذلك، إن وصول الضابط في سلاح جو الاحتلال إيال جرينيبوم في موعد الانتخابات البرلمانية إلى البحرين، تتم قراءته في إطار توفير الحماية الأمنية لإجراء الانتخابات، خاصة أنه ينبغي للأمن البحريني أن يكون مشغولًا بالاستحقاق الانتخابي وليس باستقبال الموفدين العسكريين، كما أن النمط السائد للسلوك الأمني لآل خليفة عبر التاريخ، هو الاستعانة بالأجهزة الأمنية الأجنبية لدى أي استحقاق مع شعبه.

الاتفاقيات الأمنية ضد إيران

خبير في شؤون منطقة الخليج في المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية موران زاغا، صرّح بأنه يمكن للكيان "المساهمة بالكثير من المعرفة حين يقترب جغرافيًا من إيران"، وأن التحالفات مع جيران طهران ستعزز قدراته فيما يتعلق بالضربة الاستباقية على المنشآت النووية الإيرانية.

وما يزيد من دفع التعاون هو التحرك الأمريكي لتحويل التنسيق العسكري مع الكيان من مركز قيادتها الأوروبية إلى القيادة المركزية الأمريكية التي تشمل مسؤوليتها منطقة غرب آسيا، وقد انعكس من خلال تدشين الأسطول الخامس الأمريكي قوة جديدة في أيلول/ سبتمبر 2021، تحمل الرقم 59، بهدف "تنشيط الشراكات الإقليمية والتحالفات التي تغطيها عمليات الأسطول الخامس".

بعدها بعدة أشهر في شباط/فبراير 2022 حضر وزير دفاع الاحتلال بيني غانتس لتوقيع اتفاق تعاون أمني "يسمح بتسريع وتطوير التعاون الأمني والاستخباري" بحسب الإعلان الرسمي. وفي حديثه أمام السفينة الحربية الأمريكية يو إس إس كول، قال غانتس:"هذا التعاون هو حاجة أمنية من الدرجة الأولى في ظل التحديات المتزايدة على الجبهة البحرية بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام". إلى ذلك ثمة هدف آخر تحدّث عنه موقع "إسرائيل ديفينس"، هو تخصيص ميناء بحري في البحرين، بهدف استغلاله أو استخدامه كقاعدة عمل لسلاح البحرية الإسرائيلية أمام إيران. وبعد أيام من الشهر نفسه، حضر رئيس وزراء الاحتلال السابق نيفتالي بينيت وكان التعاون الأمني ضد إيران سمة المناقشات التي حصلت.

التحريض الإسرائيلي ضد الشعب البحريني

بهدف دفع هذه الاتفاقات إلى الأمام، يحاول المسؤولون الأمنيون إقناع آل خليفة بأن إيران ستحاول غزو البحرين بطريقة تذكرنا بغزو روسيا لأوكرانيا، وأنها قادرة على ذلك على رغم وجود القاعدة البحرية الأمريكية.

ومن خلال الضخ الإعلامي للتحليلات السياسية والعسكرية حول التهديد الإيراني للبحرين. يمكن فهم مضمون السرديات التي يتم طرحها، للتحريض على الشعب البحريني: بأن أغلب الشعب البحريني من أصول إيرانية، حيث كانت البحرين تحت الحكم الفارسي ذات يوم، وباعتبارها المقاطعة 14، يدّعي الإعلام الإسرائيلي بأن لديها ممثلين في البرلمان الإيراني. وكأن ما يُراد إشاعته إن المسلمين الشيعة في البحرين يقاطعون الانتخابات لأن تمثيلهم في إيران.

وعلى الرغم من التقارير العالمية التي تصدر حول سلمية المعارضة البحرينية، يصرّ على الإعلام الإسرائيلي على أن ثمة تسلّح للمعارضة في البحرين، قادر على زعزعة استقرار البلاد إذا أشعلت إيران النيران، وبالطبع لا يصدّق أحد "إسرائيل" إلا المشيخات الخليجية.


الكاتب: زينب عقيل




روزنامة المحور