الأحد 12 آذار , 2023 12:24

عودة التوازن بين إيران والسعودية

شمخاني والعبيان يتصافحان

منذ رئاسة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني في بداية التسعينات، مروراً برئاسات السيد محمد خاتمي، ومحمود أحمدي نجاد، وحسن روحاني وصولاً إلى الرئاسة الحالية السيد ابراهيم رئيسي، كانت الدبلوماسية الايرانية ومؤسسات القرار الاستراتيجي الايراني تصر على أن بين الجوار الخليجي مقومات للتفاهم التوافق الطويل الامد. وأن محاولات تغيير وجه المنطقة باتجاه أعدائها الخارجيين، الولايات المتحدة والكيان المؤقت وحلفائهما، هي محاولات خاطئة وتحمل بذور فشلها، وتدفع بموارد المنطقة المادية والبشرية إلى النزيف الدائم. وقد وبلغت محاولات لجم السياسات السعودية المغامرة أكثر من 25 مرة، تحملت خلالها مجزرتين موصوفتين في موسمي الحاج عامي 1987 و2015، راح ضحيتهما مئات الايرانيين. كما سكتت على عدد كبير من الاحتكاكات في الخليج، كانت تعمد فيها سفن وزوارق عسكرية سعودية التحرش بالبحرية الايرانية التي كانت ترعب البحرية الامريكية وتؤدبها في الخليج ، إلا أنها كانت تتعامل مع البحرية السعودية، معاملة حسن الجوار، مزودة بتعليمات عليا بعدم الانجرار إلى أي إشكال مع الزوارق والسفن العسكرية السعودية.

وبهذا فإن المشكلة في قطع العلاقات السعودية الايرانية لم تكن يوماً عند إيران أو بسبب إيران، بل كانت بسبب تراكم الاخطاء السعودية، والناتجة عن الاستراتيجيات الخاطئة التي اتبعتها منذ انتصار الثورة عام 1979. 

في تقدير الموقف هذا الذي أصدره مركز دراسات غرب آسيا، يتحدّث الكاتب كيف استفادت السعودية من لحظة تراجع أمريكي اسرائيلي في المنطقة، ومن فتحها لخيار شرقي تجاه روسيا والصين وقامت بأجرأ قرار لها في العقود الخمسة المنصرمة. حيث وافقت على اعادة العلاقات مع إيران بصيغة اعدتها الصين، وعنت بشكلها أن الامر يتجاوز تطبيع العلاقات إلى أبعد من ذلك بكثير، وهو ما قد يظهر تباعاً من خلال نتائجه التي ستنعكس إيجاباً على اليمن بدرجة أولى، بما يفتح المجال للتفاهم حول الملفات العالقة في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان وافغانستان والبحرين. وما هذه البداية إلا تعبير على أن المنطقة تتجه إلى تحولات جديدة قد تعيد للمنطقة استقرارها وحضورها بين القوى التي تشكل العالم، بعدما أصيبت الأحادية الامريكية بوهن عضال سينتج عنه حتماً عالم متعدد الاقطاب. ستكون منطقة غرب آسيا بمواردها وامكانياتها وتحالفاتها في صدارة القوى التي ستشكل العالم ما بعد الأحادية. وفي هذا الإطار صرّح مستشار الامام الخامنئي للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحيم صفوي بأنّ الاتفاق الايراني السعودي، هو زلزال في مجال السياسة ونهاية الهيمنة الأميركية على المنطقة.

للاطلاع على الورقة كاملة اضغط هنا: 


المصدر: مركز دراسات غرب آسيا

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور