الخميس 17 حزيران , 2021 02:42

كيف يبرّر موقع فيسبوك قمعه لآراء المستخدمين؟

فيسبوك يقمع المستخدمين
تُلزم شركة فيسبوك مستخدمين تطبيقاتها بنشر محتوى يتناسب مع سياستها مدّعيةً أنّها تضمن لهم حريّة الرأي والتعبير التامة، لكنّها في الواقع ديمقراطيةٌ مزيّفة.

تروّج شركة فيسبوك على تطبيقاتها كـ "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب"، لنفسها على أنّها منصّات "الديمقراطية المطلقة" وتتغنّى أنّها أعطت حق التعبير الحرّ للمستخدمين مهما اختلفت أوضاعهم الثقافية والاقتصادية، لكنّها في الواقع، أكبر القامعين للرأي الآخر.

"ديمقراطية" فيسبوك مزيّفة

تؤكّد شركة فيسبوك في قواعدها الإرشادية لفرض معاييرها على المنشورات، على أنّها توفّر "لأكثر من ملياريّ شخص حول العالم فرصة التعبير عن أنفسهم بحرية...حتى في حالة عدم اتفاق البعض أو اعتراضهم "، لكنّها في الوقت نفسه تناقض نفسها علنًا، وتحذف مئات المنشورات لناشطين فلسطينيين وعالميين مدافعين عن القضية الفلسطينية، وفق مركز حملة العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي.

وبينما تدّعي أنها "تسمح" بالمحتوى الذي قد يخالف معايير مجتمعها "بهدف إذكاء الوعي العام"، تحظر كلّ المنشورات، الصور، والفيديوهات التي تسعى لنشر الوعي حول خطورة الأحداث في حي الشيخ جراح، وفي مدينة القدس عمومًا.

في المقابل، لا تعترض شركة فيسبوك، أو غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للإدارة نفسها، على أيّ محتوى يدعم "إسرائيل".

الكاتب الفلسطيني محمّد الكرد يغرّد عن تجربته مع قمع شركة فيسبوك

في السياق نفسه، سياسة فيسبوك وقوانينه تمنع نشر محتوى يرتبط بمحور المقاومة: حزب الله، السيد حسن نصر الله، الحشد الشعبي، المقاومة الفلسطينية... وذلك بحجّة أنّها تروّج لـ "الإرهاب" بنظرها، فيصل الأمر أحيانًا إلى حظر منشور لمجرّد احتوائه على كلمة من الكلمات السابقة، لكنّها تتغاضى وتسمح بمرور كلمة "داعش" التي لا يختلف عاقلان في العالم على أنّها تنظيمٌ إرهابيّ مجرم، إلّا إدارة فيسبوك وإنستاغرام، وتواتساب تتعامل معها كأي تنظيمٍ عاديّ.

أيّ أنّ وسائل التواصل الاجتماعي التي تتعهّد وتدّعي حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها عبر محو أي محتوى يخالفها، تنتهكها هي حين تمنع نشر المحتوى الذي يوضح وينقل "الحجم الهائل لانتهاكات حقوق الإنسان من حي "الشيخ جراح"، والتي تتطلب توثيقًا رقميًا ووعيًا إعلاميًا".

كيف يبرّر فيسبوك قمعه؟

يذكر فيسبوك في صفحة معايير المجتمع التي يلتزم بها، بعض تبريرات حذف المحتوى أو توجيه الإنذارات أو حتى حظر الحساب كلّه، تحت عنوان القيم التي يُمنع تخطّيها.

أولًا- المصداقية: " ونؤمن بأن المصداقية توفر بيئة أفضل للمشاركة، ولذلك فنحن لا نريد من مستخدمي فيسبوك تقديم معلومات مزيفة عن هويتهم أو ما يقومون به"، وهذا أوّل تبرير يدينها. أين الكذب في منشور يصوّر طرد الفلسطينيين من بيوتهم قصرًا ليسكنها الصهاينة؟ 

ثانيًا- الأمان: "نحن ملتزمون بجعل فيسبوك مكانًا آمنًا. إن أشكال التعبير التي تحمل تهديدًا للأشخاص قد تتسبب في إخافة الآخرين أو استبعادهم أو إسكاتهم ونحن لا نسمح بذلك على فيسبوك"، بالفعل فيسبوك لا يسمح للمستخدمين بإسكات الرأي الآخر المعارض لسياسته، لأنّه هو من يسكتهم ويقمعهم إن تعارضت قضيّتهم مع سياسته الكبرى.

ثالثًا- الكرامة: "نحن نؤمن بأن الأشخاص متساوون في الكرامة والحقوق، ونتوقع من الجميع احترام كرامة الآخرين وعدم الإساءة إليهم أو الحط من قدرهم"، هنا يبرز التناقض بين المعايير والواقع بوضوح، فشركة فيسبوك التي تندرج تحتها مواقع فيسبوك وإنستاغرام وتويتر هي أوّل المحامين والمدافعين عن كرامة الإسرائيليين والمنحازين لها على حساب كرامة الشعب الفلسطيني. 

وأخيرًا، يؤكّد فيسبوك أنّ معايير المجتمع التي وضعها "تنطبق على الجميع، حول العالم، وعلى كل أنواع المحتوى"، ونترك التعليق لكم هنا، شاركونا تجربتكم مع مواقع التواصل الاجتماعي.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور