منذ ما قبل تعيينه، الى فضيحة تطبيق سيغنال، أثار قرار دونالد ترامب تعيين بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع (أي الحرب) في إدارته، جدلًا واسعًا داخل الأوساط العسكرية والسياسية، حيث يُنظر إليه كشخصية إعلامية مثيرة للجدل وفضائحية، أكثر منه قائدًا عسكريًا متمرّسًا.
ورغم أن خلفيته تتضمن خدمة في الجيش، فإن افتقاره إلى الخبرة الإدارية الواسعة في البنتاغون، والانتقادات الموجهة إلى مواقفه السياسية والعسكرية "المتطرفة"، جعلت من ترشيحه نقطة خلاف حادة في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن البعض اعتبر هذا الأمر بمثابة ناقوس للخطر الداخلي والخارجي.
فاللافت أن هيغسيت بنفسه، قد عبّر عن آرائه ضد جيش بلاده في آخر كتبه الصادرة في العام 2024 بعنوان "الحرب على المحاربين" حيث قال في إحدى مقاطعه:
"انضممت إلى الجيش في سنة 2001 لأنني أردت أن أخدم بلدي. هاجمنا المتطرفون في الحادي عشر من أيلول / سبتمبر، وخضنا الحرب. أصبحت ضابط مشاة في سنة 2003. حرستُ الإرهابيين في خليج غوانتانامو في سنة 2004. وقدت رجالاً في معارك بالعراق في سنة 2005. انتشلت الجثث من المركبات المحترقة في أفغانستان في سنة 2012. حملت درعًا لمكافحة الشغب خارج البيت الأبيض في سنة 2020.
وفي سنة 2021، اعتبرني الجيش نفسه متطرفًا. نعم، لقد قرأت ذلك بشكل صحيح.
عشرون سنة... والجيش الذي أحببته، وقاتلت من أجله، واحترمته... لفظني. وبينما كنت أكتب هذا الكتاب، انفصلت عن جيش لم يعد يريدني. كان الشعور متبادلًا، لم أعد أريد هذا الجيش أيضًا.
أنا لا أثق في هذه الحكومة، أو في هذا القائد العام، أو في هذا البنتاغون. ... ثقتي في هذا الجيش قد تحطمت إلى الأبد".
فما هي أبرز المعلومات حول بيت هيغسيث وحياته ومسيرته المهنية والانتقادات حوله؟
_ولد سنة 1980 في مدينة فورست ليك بولاية مينيسوتا. أكمل دراسته الجامعية في جامعة برينستون، حيث حصل على شهادة في السياسة العامة. بعد تخرّجه، التحق بالحرس الوطني لولاية مينيسوتا كضابط. ثم شارك في عمليات عسكرية في العراق وأفغانستان، كما عمل حارسًا في معتقل غوانتانامو.
وخلال خدمته العسكرية، حصل على عدة أوسمة، لكن مسيرته لم تتطور إلى مستوى القيادة العليا في الجيش، وهو ما جعله مختلفًا عن العديد من وزراء الدفاع السابقين الذين امتلكوا خبرة موسعة في إدارة الجيوش والتخطيط الاستراتيجي.
_بعد انتهاء خدمته العسكرية، أصبح شخصية إعلامية بارزة، حيث شارك في التعليق السياسي على قناة "فوكس نيوز"، معبرًا عن مواقفه المحافظة حول الأمن القومي والسياسة الدفاعية. كما تولى منصب المدير التنفيذي لمنظمة "محاربون من أجل الحرية"، وهي مجموعة ضغط دعمت سياسات الرئيس جورج دبليو بوش، خاصة فيما يتعلق بزيادة عدد القوات الأمريكية في العراق.
_تميز أسلوبه الإعلامي بانتقاد سياسات الديمقراطيين، والتركيز على القضايا القومية والتقليدية في الجيش الأمريكي، مثل رفضه لما يعتبره "التسييس" داخل القوات المسلحة، خاصة في قضايا المساواة بين الجنسين والبرامج البيئية والاجتماعية داخل البنتاغون.
_في تشرين الثاني / نوفمبر 2024، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد فوزه في الانتخابات، قراره تعيين بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع، وهو ما قوبل بمعارضة واسعة داخل الأوساط السياسية والعسكرية.
فوفقاً لتقارير إعلامية، تفاجأ العديد من كبار المسؤولين في البنتاغون من ترشيح هيغسيث لهذا المنصب، حيث وصفه بعضهم بأنه "يفتقر إلى الخبرة الإدارية"، وتساءل آخرون: "هل يمكن أن نثق به في إدارة مؤسسة بحجم Walmart، ناهيك عن وزارة الدفاع؟".
وفي نفس السياق صرح أحد كبار الجنرالات المتقاعدين لصحيفة "بوليتيكو" بأن اختيار هيغسيث قد "يؤدي إلى شلل إداري داخل البنتاغون، نظرًا لعدم امتلاكه الخلفية المناسبة لإدارة الجيش الأمريكي".
_في جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه، تعرض هيغسيث لاستجواب صارم من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، حتى بعض الجمهوريين المعتدلين أعربوا عن قلقهم من أن تعيين هيغسيث قد يُحدث اضطرابًا داخل البنتاغون، حيث قال السيناتور ميتش ماكونيل: "البنتاغون يحتاج إلى قائد ذو خبرة عميقة في الإدارة العسكرية، وليس إلى شخص يثير الجدل على شاشات التلفزيون".
_أبرز المخاوف التي أثاره البعض داخل أمريكا حول تولي هيغسيث لمنصب وزير الحرب:
1)ضعف الإدارة والقيادة داخل البنتاغون.
2)تراجع العلاقات مع حلفاء أمريكا خاصة في أوروبا.
3)تأثير أيديولوجيته السياسية على الجيش.
4)موقفه المؤيد بشدة للحروب الخارجية في العراق وفي أفغانستان. وهو أمر قد يجر امريكا إلى صراعات جديدة.
الكاتب: غرفة التحرير