يزيد بن محمد بن فهد بن فرحان آل سعود، مستشار الملف اللبناني لوزير الخارجية السعودي برتبة أمير. عيّنته السلطات المالكة السعودية لكي يكون "موفدها" الى لبنان، بل يمكن وصفه بالمفوّض السامي، لما له من صلاحيات وتأثير كبيرين على أغلب المسؤولين السياسيين فيه. وقد برز اسمه منذ ما بعد معركة أولي البأس التي خاضتها المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله بوجه العدوان الإسرائيلي، حيث كان ولا يزال رأس حربة الحرب السياسية ضد المقاومة. وهذا ما يُمكن ببساطة الاستدلال عليه، من خلال سياسات بلاده خلال استحقاق انتخاب رئاسة الجمهورية وما حصل بعدها من خديعة خلال الاستشارات النيابية لاختيار رئيس للحكومة.
فما هي أبرز المعلومات حول بن فرحان وما هي المهمات التي يضطلع بها في لبنان؟
_ من مواليد العام 1980، وهو يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود في الرياض.
_ بعد التخرج بدأ مسيرته العملية بالعمل في وزارة الخارجية السعودية، ليشغل مناصب دبلوماسية عدّة في سفارات المملكة بالخارج منها مصر، وليكتسب خلالها خبرات في مجال العلاقات الدبلوماسية.
_يترأس اللجنة المختصة بالشأن اللبناني في وزارة الخارجية السعودية. وتصفه قناة العربية بأنه أدى دوراً لافتاً في تعزيز العلاقات الثنائية اللبنانية السعودية، والسعي نحو "تحقيق الاستقرار في لبنان" (فهل تقصد العربية جهوده خلال محاولة إشعال الفتنة الأهلية أواخر العام 2017 عبر استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، أم تقصد قرارات حصار لبنان الاقتصادية، وافتعال أزمتي وزير الإعلام جورج القرداحي وشربل وهبة، وغيرها الكثير من المحطات....).
_ بدأ عمله في هذا المنصب رسمياً قبل أيام من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، حيث تولى إدارة حملة انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون، حتى أن بعض النواب قد وضعوا اسمه في صندوق الانتخاب (ربما بنية تسجيل موقف اعتراضي على الوصاية السعودية).
_ بحسب أحد المقربين منه، فإن بن فرحان "يملك القدرة على العمل بصمت ... ينجز مهامه بإتقان وهدوء".
_ متزوج من ابنة الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل الفرحان آل سعود، ولديه ابنة تدعى لولوة، تتولى الرئاسة التنفيذية لقمة "رايز أب" السعودية.
فما هي مهماته اللبنانية؟
من خلال التدقيق في الإطار العام للسياسات السعودية في لبنان، سنلاحظ بأن مهامه تتمحور حول:
_التفحّص الدوري لسلوك الدولة اللبنانية مع ملف سلاح المقاومة، خاصة ً بما يتعلق بتدابير الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وخطة الدولة لهذا الملف في شمال الليطاني وفي كل لبنان.
_فرض وصاية سياسية على لبنان في كل شؤونه، حتى في أدّق تفاصيل انتخابات البلديات! فقد ذكرت صحيفة الأخبار منذ أيام، أن جانباً من زيارة بن فرحان لبيروت مذن أيام، كانت تتعلق بموقف حكومته من الانتخابات البلدية المرتقبة في لبنان. وأن مسعاه كان بتنظيم التحالفات بين القوى القريبة من السعودية للفوز بالبلديات الكبرى في لبنان. وأضافت الصحيفة بأنه أعاد تذكير قيادات سنّية، في مقدّمها رئيس الحكومة ونواب وشخصيات في بيروت، بقرار بلاده عدم التعاون مع أي جهة تفتح الباب لتيار المستقبل أو تتعاون معه في الانتخابات البلدية. وأنه أشار لهم بأن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري تلقّى رسالة واضحة بأنه غير مرغوب به في الساحة السياسية اللبنانية. لذلك هو يقود فعلياً ما يوصف بأنه "البيت السنّي" خلال الاستحقاقات المختلفة، ويعتبر بأن سعد الحريري والشخصيات التابعة للدول والأطراف الأخرى مثل قطر وتركيا هم من أخصامه.
من جانب آخر، تحدّثت بعض الوسائل الإعلامية أن زياراته الى لبنان تحمل صفة "الاشراف والتقييم والتوجيه"، وتخللها الكثير من التوجيهات السياسية والاقتصادية والأمنية، التي دائماً ما تُغلف بصفة ضرورات الإصلاح، لابتزاز اللبنانيين بالمساعدات وقراري رفع حظر السفر الى لبنان عن السيّاح السعوديين وتصدير البضائع اللبنانية الى المملكة.
_ الإشراف على مسار العلاقات السورية اللبنانية، وهذا ما ظهر بوضوح قبيل وما بعد زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام الأولى الى سوريا، حيث كان بن فرحان على اضطلاع مباشر على تفاصيل زيارة سلام ما قبل وما بعد.
الكاتب: غرفة التحرير