يُعد اللواء رومان جوفمان (ألوف رومان جوفمان) من أبرز الأسماء العسكرية الصاعدة في القيادة الإسرائيلية خلال الحرب على غزة عام 2024–2025، إذ يشغل منصب "السكرتير العسكري لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، وهو موقع يُوكل عادةً لضباط بارزين في الجيش الإسرائيلي ليكونوا حلقة الوصل بين المؤسسة العسكرية ومكتب رئيس الحكومة.
الخلفية العسكرية
رومان جوفمان هو ضابط من ذوي الخبرة في سلاح المشاة ووحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وسبق أن تدرّج في سلسلة من المناصب القيادية، أهمها:
قيادة الفرقة 36، وهي فرقة مدرعة من وحدات القيادة الشمالية، لها دور تقليدي في أي تصعيد مع لبنان أو سوريا.
إشرافه على مناورات وتجهيزات الجبهة الداخلية ضد "التهديدات غير التقليدية"، كالهجمات الصاروخية الدقيقة أو الهجمات السيبرانية.
انخراطه في تطوير خطط "الردع الاستباقي" تجاه حزب الله وحماس، خاصة في مجالات الاغتيالات والضربات الدقيقة.
تم تعيينه سكرتيراً عسكرياً لنتنياهو خلفاً لأفي غيل، في ظل التحولات المتسارعة التي جرت داخل كيان الاحتلال عقب عملية "طوفان الأقصى"، ووسط التصعيد مع جبهتي غزة ولبنان.
دوره في الحرب على غزة
منذ تعيينه، أصبح جوفمان أحد العقول الأمنية المخططة للعمليات الهجومية في غزة، وشارك في رسم خطوط الحرب الجوية والبرية التي شهدت تصعيداً دامياً منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. ووفق تقارير عبرية، فإنه:
يقدّم لنتنياهو توصيات يومية عن الجبهة الجنوبية وسيناريوهات الحرب الممتدة.
كان من أبرز المؤيدين لاستراتيجية الضربات المركّزة على البنية التحتية المدنية في غزة بهدف "كسر بيئة الدعم الشعبي لحماس"، بحسب التصريحات الأمنية الإسرائيلية.
يُعد من الأصوات المتشددة أمنياً التي ترى أن "التهديد من غزة لا يمكن احتواؤه، بل يجب تفكيكه بالقوة الكاملة".
ويعرف بأنه من المعارضين لإنهاء الحرب على قطاع غزة ويرفض فكرة المفاوضات بهذا الشأن لأنه يعتبر أن الحسم العسكري هو الوحيد الذي يمنح الكيان صورة النصر الذي يريد وهو في هذا الصدد متقارب مع توجهات نتنياهو المتطرفة فيما يخص الحرب الوحشية على قطاع غزة وقتل المدنيين وتجويعهم..
دوره في ملف حزب الله ومحاولة اغتيال السيد نصر الله
بحسب تقارير استخبارية وإعلامية تداولتها بعض المصادر، فإن اللواء رومان جوفمان يُعد من القيادات التي أشرفت على فريق العمليات الخاص الإسرائيلي الذي خُصّص لاغتيال قيادة حزب الله في لبنان. وتشير التسريبات إلى أنه:
شارك في اللجنة المصغّرة الأمنية الخاصة باغتيال السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، والتي شكّلها نتنياهو عام 2024.
أشرف على "غرف التحكم" التي تدير طائرات استطلاع وتنسيق استخباري متقدم، بالتعاون مع جهاز الموساد ووحدة الاستخبارات 8200.
يُقال إنه كان ضمن المجموعة التي نفذت اغتيال السيد حسن نصر الله في أيلول/سبتمبر 2024 خلال اجتماع أمني مشترك في قاعدة "الكريات" في تل أبيب.
طبيعة العلاقة بين جوفمان ونتنياهو
قائمة على الولاء الوظيفي، لكن جوفمان ليس من الشخصيات التي تُعتبر ضمن "رجال نتنياهو" السياسيين. ولكن هناك توافق في النظرة الأمنية بينهم حيث يشترك الاثنان في الرؤية المتطرفة، لذلك يوجد بينهما تناغم وظيفي، خاصة خلال الحرب.
ليس معارضاً لنتنياهو، ولا يُعرف عنه أي موقف علني سياسي مخالف، لكنه كذلك لا يُصنَّف من حاشية نتنياهو المقربة سياسياً أو إعلامياً.
الكاتب: غرفة التحرير