الإثنين 09 آب , 2021 09:44

خطاب البطريرك والتماهي العلني مع الإسرائيلي والأميركي!

الراعي

يعكس موقف البطريرك الماروني بطرس الراعي الأخير، حول المقاومة حجم الهوة والانقسام في مسألة الهوية الوطنية اللبنانية مقابل الاحتلال الاسرائيلي.

الاختلاف حول المقاومة ليس بالأمر الجديد، فمنذ ان انطلقت بعملياتها ضد الإحتلال كانت موضع جدل لدى الكثيرين ممن يرتبطون بأجندات خارجية، ولم تكتسب يوما الاجماع اللبناني، وبالتالي فإن تنوع الاتجاهات والمعتقدات جعل منها في كثير من الاحيان موضع جدل واشكال، وكانت شريحة من اللبنانيين دائما ما تراهن على إسرائيل وأمريكا، وتحديدا في الشارع المسيحي لا سيما في عهد الرئيس بشير الجميل فترة الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982.

في السابق لم تكن الكنيسة المارونية في اختلاف واضح مع المقاومة، بل كان يعكس صورتها عدد من الاحزاب المسيحية، كالكتائب والقوات اللبنانية والوطنيين الأحرار، اذ أعلن بعضهم علاقته الواضحة مع الإسرائيلي، بهدف تأسيس وطن للمسيحيين في الشرق يسير في عملية السلام معه، والتذرع بإبعاد لبنان عن محور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

لكن الامر اختلف اليوم مع تشتت الأحزاب المسيحية وفقدانها التحكم بالقرار، ووصول الرئيس ميشال عون الى سدة الرئاسة، واختلافه في كثير من المواقف مع الكنيسة المارونية، وكان من أبرزها تحالفه مع حزب الله من خلال ورقة التفاهم عام 2006.

وقد تصدر التيار الوطني الحر أغلبية الشارع المسيحي، فحصوله على الاغلبية البرلمانية المسيحية أدى الى لجوء الأحزاب الأخرى من هذه الطائفة الى بكركي، وتنامي خطاب التطرف لديها، فضلاً عن تصويب السهام على العهد وحلفائه.

اليوم بكركي تصدرت مشهد المعارضة المسيحية علنًا، وبالتالي عادت الى خطابها السابق الذي يشبه الى كبير خطاب المسيحيين عام 1982، وعادت للتذكير بموضوع الهدنة، وسبق التمهيد له بالدعوة الى الحياد، والتشكيك بالمقاومة ودورها في ردع الاحتلالين الاسرائيلي والداعشي.

لهذا إن الدعوة اليوم الى الهدنة والطلب من الجيش اللبناني لمنع اطلاق الصواريخ نحو "إسرائيل" إنما هو بمثابة تمهيد لجلب وصاية دولية على لبنان، وفرض مناخ عام يقضي بنزع سلاح المقاومة، الامر الذي سيؤدي الى توترات وانقسامات داخلية وربما حرب أهلية تتصدرها هذه المرة الكنيسة المارونية بشكل علني وواضح .

مواقف البطريرك وسهوه بل تجاهله للإعتداءات الاسرائيلية يتماهى كلياً مع رغبة "إسرائيل" وأمريكا التي سيزورها قريبًا ويلتقي رئيسها جو بايدن، وبالتالي فإن أخطر ما في الأمر أن كل من يريد شراً بلبنان ومقاومته، يتلطى تحت عباءته، ولا سيما أدوات أميركا وعملاؤها من أحزاب وقوى سياسية، وبعض المنظمات غير الحكومية، وأخرى من حراك 17 تشرين.. وغيرهم.

ولماذا ينفح البطريرك بتصريحاته ومواقفه في نار الفتنة بين اللبنانيين؟ ولمصلحة من؟ 


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور