السبت 18 كانون الاول , 2021 01:15

صراع نفوذ بين الامارات والسعودية في شبوة!

اليمن

تشهد المحافظات الجنوبية صراع نفوذ بين السعودية والامارات، حيث تتولى الأطراف التابعة لهما مسألة تعزيز الخلافات خاصة في حضرموت، حيث سجلت الساعات الماضية اشتباكات مسلحة بين حزب الإصلاح المدعوم سعودياً والمجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً.

هذه الخلافات التي تتطور بين هذه الميليشيات ليست جديدة، وهي ليست المرة الأولى التي تصل فيها إلى حد الاشتباكات المسلحة، لكن ما هو لافت اليوم، انها تحصل في ظل الخسارة المستمرة لمواقعهم وعلى عدد من الجبهات.

هذا وقد أفادت مصادر مطلعة عن الامارات قامت بدعم أحد أهم مشايخ شبوة وهو عوض الوزير العولقي -حفيد سلطان العوالق- والذي توجه إلى مديرية نصاب قبل ما يقارب الشهر، لدعم الاعتصامات وإثارة الفوضى في المناطق التي يسيطر عليها حزب الإصلاح، تحت عنوان المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية في المحافظة مستغلاً زيارة المحافظ إلى السعودية. حيث التقى بعد وصوله من الامارات عدداً من المشائخ والشخصيات البارزة هناك. كما تؤكد المصادر نفسها ان العولقي دخل عتق وهي عاصمة المحافظة، في موكب كبير وحماية أمنية.

ونتيجة لهذا التحشيد، اقتحم مسلحون تابعون لعوض العولقي مدينة عتق، مستغلين نقمة القبائل على الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي والذين أقدموا أيضاً على محاصرة المعسكرات داخل وادي المحافظة، بعدما اتهموه بالفساد ونهب الثروات النفطية وغيرها.

كما أقدمت القبائل الموالية للإمارات في تلك المنطقة على محاصرة معسكر تابع لحزب الإصلاح في صحراء حضرموت، وهددت القوات التابعة للواء 11 من حرس الحدود، أنها ستقدم على اقتحامه إذا لم يتم الانسحاب منه، وبرزت جهوزيتها للقيام بذلك قيام بمحاصرة منطقة الخالدية التي يتمركز فيها هذا اللواء.

هذا الأمر فسره مراقبون على أنه قرار إماراتي بإشعال الوضع بغية فك الشراكة وتقاسم النفوذ والسيطرة منفردة على حضرموت وشبوة.

من جهة أخرى، تواصل قوات الجيش واللجان الشعبية تقدمها على عدد من الجبهات، حيث سيطرت مؤخراً على مواقع في منطقة اليتمة شمال شرق البلاد. ونجحت في نقل المواجهات من سلسلة البلق الشرقي، إلى مناطق جديدة في وادي عبيدة الاستراتيجية، توازياً مع انهيار دفاعات قوات هادي في منطقة العكد.

وقد سجلت الساعات الماضية أيضاً، مواجهات عنيفة بين قوات صنعاء وقوات هادي في النقعة السفلى والعليا الواقعة في عمق وادي عبيدة.

أمام هذا الواقع، لا تجد السعودية إضافة للإعلام الغربي حلاً غير صنع انتصارات وهمية، حيث نشرت "صحيفة وول ستريت جورنال" مقالاً ادعت فيه وجود خلاف بين حركة أنصار الله وإيران، مع طلب ما أسمتهم "الحوثيين" من السعودية أن تفتح الأجواء أمام السفير الإيراني حسن إيرلو لمغادرة البلاد.

من جهته، نفى مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية العميد عابد الثور للخنادق ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال مؤكداً ان "السفير الإيراني حسن إيرلو يتبع لدولة ذات سيادة ولا يستطيع أحد أن يفرض عليها شيئاً ما، والسعودية تحاول ان تضرب على وتر مستهلك ولم يعد لديها ما تقوله فلجأت لهذا القول...علاقتنا مع إيران علاقة أزلية تاجها قضية فلسطين وهي الدولة الأولى في العالم التي اعترفت باليمن وثورته ومظلوميته، وهي تدافع عن اليمن في المحافل الدولية".

وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور