الخميس 17 شباط , 2022 03:57

ثورة البحرين: صرخة حقّ لا تُسكِتُها الانتهاكات!

في 14 شباط/ فبراير من العام 2011، انطلقت ثورة البحرين الشعبية السلمية، وهي ثورة ديموقراطية وإصلاحية، خرجت من وجع الناس وهمومهم، مطالبة بحقها المشروع بالمواطنة والعدالة والمساواة في الحقوق كما الواجبات، فيما لم تطمح الى سلطة أو تغيير نظام.

 الا أنها قوبلت من النظام السلطوي بالقمع العسكري الممنهج والجرائم، لمحاولة إخمادها وإسكات أصوات شعب البحرين المظلوم، حيث بلغ عدد الشهداء من المدنيين السلميين حوالي الـ 100 فيما وصل عدد المعتقلين الى ما يقارب الـ 3000  وكذلك تعرّض آية الله الشيخ عيسى قاسم  الرمز الديني والقيادي على مرور العقد الماضي – ولا يزال – لأقسى أنواع القمع والاعتقال، فقد تم سلبه الحقوق الانسانية والمدنية وانتزعت منه جنسيته وممتلكاته على الرغم من أن الشيخ قاسم يعتبر من رجالات البحرين الذين ساهموا في بنائها ونهوضها وكتابة دستورها.

ولمناسبة الذكرى الحادية عشر لانطلاقها، أقام إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير ندوة حوارية في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "الحق السياسي في ثورة البحرين"، تحدّث خلالها، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، والإعلامية في إذاعة النور بثينة عليق، ومدير موقع "الخنـادق" الدكتور محمد شمص مُبدياً دعمه للثورة وأحقيّتها، ومسلطاً الضوء على الممارسات القمعية للسلطات البحرينية.

الانتهاكات بحق البحرينيين السلميين

 يقول الدكتور شمص إن وثائق وتقارير منظمات حقوق الانسان والعفو الدولية قد رصدت –بالأرقام – منذ اندلاع الثورة:

_ أولاً، 20068 حالة انتهاك لحقوق الانسان من بينهم 1716 طفل و300 امرأة.

_ ثانياً، 3000 آلاف سجين بحراني في السجون يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة (264 أسير خلال عام 2021 فقط)، وقضى منهم عدد من الشهداء تحت التعذيب وآخرهما الشهيدين احمد العربي وعلي الملالي. وبلغت الانتهاكات بحق المعتقلين 1320 أبرزها التعذيب عبر الصعق الكهربائي والإخفاء القسري (5 حالات لعام 2021 ومن بينهم قاصرين).

فيما أُصدرت الأحكام العالية التي وصلت الى الألف سنة بحق النّخب البحرينية ومنهم سياسيون ونوّاب وعلى رأسهم الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي السلمان.

_ ثالثاً، حظر التجمع السلمي منذ عام 2014.

_ رابعاً، صدور 1941 حكما قضائيا مسيساً، خلال العامين الماضيين فقط، بينها 198 حكما بالسجن المؤبد و309 احكام بإسقاط الجنسية.

_ خامساً، نزع الجنسية عن أعداد كبيرة من المواطنين البحرينيين وبينهم نخب ومهندسون وأطباء ورجال دين.

_ سادساً، إعطاء محفزات وتقديمات للرعايا الأجانب المقيمين وهم يشكلون 53 بالمية من عدد السكان بالترشح والتصويت.

_ سابعاً، منح السلطات البحرينية الجنسية لآلاف الأجانب الغرباء بهدف إيجاد تغيير في التركيبة السكانية والديموغرافية.

_ ثامنا، مصادرة أملاك وحسابات المواطنين البحرانيين المعارضين في الرأي.

النظام البحريني يفشل في مخططاته

 وفي المقابل، يؤكد الدكتور شمص، أن النظام البحريني فشل في إيجاد حلول "للازمة المستمرة منذ احدى عشر عاما" وأخفقت الحكومة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة متساوية وموحدة دون تمييز او انتقاء، كما رفض النظام كل المبادرات المطروحة للحل بما فيها المبادرات والوساطات الخليجية والعربية. فيما أمعنت في ممارسة الاضطهاد الطائفي واستهداف الشعائر الدينية، والاعتداء على المساجد ودور العبادة.

قمع ثورة البحرين: أيادٍ أمريكية – إسرائيلية - خليجية

ومن ناحية التواطؤ الأمريكي - الاسرائيلي وبالتالي الخليجي على الثورة البحرينية، فيشير الدكتور شمص الى أن النظام لم يكن ليجرؤ على كلّ هذه السياسات الاستبدادية لولا هذا الدعم لا بل الرعاية الخارجية. وكانت العلاقات "الرسمية" بين المنامة و"تل ابيب" تحت عنوان التطبيع بداية، ثم تطور لتفعيل التعاون الأمني بين الطرفين بحسب ما كشف موقع Intelligence Online الفرنسي المتخصص في الشؤون الأمنية، بالإضافة الى التعاون العسكري وآخرها تعيين ضابط إسرائيلي "كبير" في البحرين بصورة رسمية ودائمة وهذا الامر لهو سابقة في تاريخ الكيان الإسرائيلي.

 ويتابع، ان البحرين قد ذهبت عميقاً في علاقاتها مع كيان الاحتلال، وخاصة بعد توقيعها لاتفاقيات "ابراهام" في العام 2020، وكثّفت من اللقاءات والزيارات مع رؤساء الاحتلال وكلها تحمل الأبعاد والدلالات في التوقيت:

_ في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2021 في ذكرى "وعد بلفور" اجتمع رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بنيت بولي العهد البحريني في المنامة.

_ في الثلاثين من أيلول /سبتمبر عام 2021، ذكرى انتفاضة الأقصىى افتتح وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد يفتتح السفارة "الإسرائيلية" في المنامة.

_ في 6 أيار عام 2021، وخلال يوم القدس العالمي، التقى رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع في المنامة المسؤولين البحرانيين.

_ ومؤخراً في الذكرى الحادية عشرة لثورة 14 فبراير، كان رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت في زيارة ال المنامة أيضا.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور