السبت 02 تموز , 2022 01:25

إيران تنجز مشاريع كهربائية في سوريا: متى يستيقظ ساسة لبنان؟

محطة حلب الكهربائية

يوماً بعد يوم، يتأكد أن ما يمكن لمحور المقاومة تحقيقه من التعاون بين مختلف مكوناته، يتجاوز الميدان العسكري، الى ميادين عديدة، وفي مقدمتها قطاع الطاقة الكهربائية، لا سيما بين سوريا والجمهورية الإسلامية في إيران.

فمنذ أيام، أعلنت "مجموعة مپنا –  Mapna Group" الإيرانية، عن الانتهاء من مشروع إعادة تأهيل المجموعة الخامسة من المحطة الحرارية في حلب، وذلك عبر صفحة المستشارية الثقافية الإيرانية في سوريا على موقع "فيسبوك". وبعد هذه المرحلة، تتولى وزارة الكهرباء السورية القيام بإجراءات واختبارات ما قبل التشغيل النهائي، لكي يتم تشغيل المجموعة الخامسة مباشرة.
وهذا ما يساهم في إضافة ميغاواطات إضافية لشبكة الكهرباء السورية، فمحطة حلب الحرارية رافعة كبيرة ومهمة فيها، بحيث كانت تُنتج قبل اندلاع الحرب عام 2011 حوالي 1100 ميغاواط.

ليست محطة حلب وحدها

ولا تقتصر مشاريع شركات الجمهورية الإسلامية في مجال الطاقة، على محطة حلب الحرارية فقط، بل هناك العديد من المشاريع التي تتولى إنجازها، ذات الأهمية الكبيرة والاستراتيجية لسوريا، خاصة وأن العديد من الشركات الأجنبية تمتنع عن المشاركة في هكذا مشاريع، كيلا تتعرض لما يسمى بالعقوبات الأمريكية (إجراءات الحصار وقانون قيصر).

وأبرز المشاريع:

_ صيانة محطة مدينة "محردة" لتوليد الكهرباء وتأهيل مجموعاتها، عبر نظام المقايضة بالفوسفات (وهذا ما يعد من الحلول العملية لتمويل المشاريع بطريقة تفيد الطرفين)، وغيرها من المنشآت أيضاً.
_ بناء وحدات سكنية مزودة بالطاقة الشمسية، وذلك من خلال صندوق دعم استخدام قانون الطاقة المتجددة لدى وزارة الكهرباء.

_ التخطيط لبناء مصنع طاقة بديلة عبر الطاقة الشمسية أو الهوائية.

مجموعة مپنا - Mapna Group

_مجموعة لأكثر 40 شركة إنتاجية وصناعية وتجارة عالمية، وهي تعد من أكبر المقاولين العامين لمحطات توليد الطاقة في إيران والشرق الأوسط، وبالاعتماد على قدرة الخبراء الإيرانيين. وفي سجل إنجازاتها توليد 60 ألف ميغاواط من الكهرباء، تم إنتاج 5 آلاف منها في بلدان أخرى غير إيران، مثل محطة رميلة ومحطة النجف الأشرف في العراق.

_ تنشط في مجال صناعة الكهرباء لاسيما في مجال تصميم وبناء محطات توليد الطاقة الحرارية، ومختلف أنواع الطاقة البديلة والمتجددة، كما تقوم بتنفيذ مشاريع تتعلق بقطاعات النفط والغاز والمياه والنقل بالسكك الحديدية، وحتى في القطاعات الصحية ومشاريع المقاولات.

_ تشمل خدماتها في قطاع الكهرباء مجموعة متنوعة من التشغيل والإصلاح والصيانة الى تأمين قطع الغيار والتدريب المتخصص لكوادر التشغيل.

مع الإشارة إلى أن أحد بنود اتفاق الحكومة السورية مع هذه الشركة، هو توطين صناعات القطع البديلة للمحطات الكهربائية، وبالتالي ستخلق فرص عمل محلية جديدة في هذا المجال.

فرصة ذهبية للبنان

أما فيما يتعلق بلبنان، فلمجموعة الشركات هذه قدرات وخبرات كبيرة، تستطيع من خلالها مساعدته في قطاعات مختلفة إذا ما قرر ساسته الاستفادة من ذلك، لا سيما في ظل ما يعيشه من أزمات حالية:

_فعلى صعيد القطاع الكهربائي، تستطيع المجموعة تأهيل معامل الكهرباء الحالية، بالتزامن مع إنشاء مجموعات توليد جديدة وحديثة كهروحرارية أو حتى بديلة ومتجددة (توربينات الرياح، الطاقة الشمسية)، تؤمن حاجات لبنان وتسد عجزه في هذا القطاع، ويمكن لها تقديم تسهيلات تمويلية أيضاً.

_ أما بالنسبة لثروات لبنان البحرية من نفط وغاز، فلهذه المجموعة خبرة كبيرة أيضاً في التنقيب وتنفيذ عمليات المسح الزلزالي الثلاثي الأبعاد في الحقول النفطية والغازية، كما في الاستخراج وتطوير حقول الغاز.


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور