الثلاثاء 18 تشرين أول , 2022 03:41

مناورات "إيران القوية" ورسائلها

مناورات "إيران القوية"

تحت عنوان "إيران القوية"، انطلقت بالأمس الاثنين، مناورات القوة البرية التابعة لحرس الثورة الإسلامية في إيران، في منطقة أراس بمحافظة آذربيجان.

وبالرغم من أن هذه المناورات تتم وفقاً للتقويم التدريبي السنوي الاعتيادي (المحدّد مسبقاً)، لتحسين الجاهزية القتالية للقوة البرية، إلا أن تزامنه مع ما يحصل من أحداث عالمية وإقليمية وحتى محلية، وبعد أسابيع قليلة من مناورات الجيش الإيراني أيضاً، يقدّم رسالة تحذيرية واضحة لأعداء الجمهورية الإسلامية، بأن قواتها المسلحة بجناحيها (الجيش وحرس الثورة) على أتم الاستعداد والجهوزية، لتنفيذ ما يُطلب منها من مهام، خصوصاً لناحية منع حصول اعتداءات عليها أو محاولة تنفيذ تغييرات جيوبوليتيكة في المنطقة المحيطة بها.

وهذا ما لمّح إليه رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي خلال لقائه الأخير مع الرئيس الأذربيجاني "إلهام علييف"، حينما حذر من أن بلاده لن تقبل أي تغييرات في الجغرافيا السياسية المحيطة بها.

خاصةً وأن هناك العديد من المحللين والخبراء والمراقبين الذين يعتقدون بأن جمهورية أذربيجان بتحريض من تركيا، قد تحاول احتلال جزء من أراضي أرمينيا لاستخدامها من أجل فرض وانشاء ممر "زانجيزور".

وبالعودة الى المناورات، فقد افتتحها القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي الذي قال: "للأسف تسلل النظام الصهيوني إلى دول جنوب وشمال غرب إيران نقول لحكومات تلك الدول ألا تسمح لإسرائيل بالدخول إلى بلدكم. لأن الكيان الصهيوني هو مصدر انعدام الأمن والشر". مضيفاً بأنه "ما دامت كل دولة وقوة تتعامل معنا في تعايش سلمي، وفي تعامل سياسي واقتصادي وأمني صحيح، فنحن معهم أصدقاء وأخوة، لكننا نريد من جيراننا أن يحلوا مشاكلهم مع بعضهم البعض من خلال أساليب غير حربية وعسكرية وعدم الاعتداء، ومن خلال التعامل السياسي، لأن لدينا مصالح في هذه المنطقة. وأحيانًا إذا حدث تغيير في أحد نواحي المنطقة، فان مصالحنا الوطنية ستكون بالتأكيد في خطر، وفي تلك الحالة لن نكون في  حياد وسندافع عن مصالحنا الحيوية".
وفي جانب آخر من كلمته حذر اللواء سلامي النظام السعودي قائلاً: انصح نظام آل سعود، بمراقبة سلوكه ومراقبة ابواقه الاعلامية التي لا تكتفي إلا بالترويج للاعمال الشريرة، وتسعى صراحة الى تحريض شبابنا، وإلا فإن الدخان سيصيب أعينهم، وقد اعذر من انذر، لقد تدخلتم في شؤوننا الداخلية من خلال وسائل الاعلام هذه، لكن اعلموا أنكم ضعفاء، وابلغناكم بان تكونوا على حذر".

تفاصيل المناورات

_ستستمر المناورات حوالي 3 أيام، وستشمل لأول مرة اختبار تركيب جسر عائم، من أجل نقل القوات والمعدات عبر نهر آراس.

_ بحسب قائد القوة البرية العميد محمد باكبور، فإن المناورات ستتضمن أيضاً: العمليات المجوقلة للمظليين، عمليات الهجمات الليلية، العمليات القتالية بالمروحيات، عمليات بواسطة الطائرات بدون طيار القتالية والانتحارية، والسيطرة على الطرق البرية والمرتفعات والهجمات التدميرية، وستشارك الوحدات الخاصة أيضاً.

_ سيكون يوم غد الأربعاء يوم ذروة العمليات، بعدما كان اليوم مخصصاً لإرسال الفرق والمعدات إلى منطقة التدريب وانتشارها وفقاً لتكتيكات محددة تحاكي ما يحصل خلال الحرب (لذلك وصفها العميد باكبور بأنها من أهم مراحل المناورات)، أما بالأمس فكان مخصصاً لتجمع القوات والمعدات.

_ من اللافت جداً ما حجم قوات المدفعية الصاروخية والراجمات المشاركة، التي برز منها راجمات صواريخ "فتح" الباليستية ذو 2 - 3 - 6 قاذفات، والتي يتجاوز مدى كل صاروخ تطلقه الـ 100 كم بسرعة تصل الى 4 ماخ، وهذا ما يكشف بأن إيران ستعتمد خلال أي مواجهة برية، على تكتيك الإغراق الناري بمختلف أنواع القذائف والصواريخ.


الكاتب: علي نور الدين




روزنامة المحور