الخميس 02 شباط , 2023 03:20

"حكومة فاشلة أمنيًا".. الساحة الفلسطينية على صفيح ساخن!

المقاومة الفلسطينية

تضع سياسات حكومة بنيامين نتنياهو واليمين المتطرّف الساحة الفلسطينية على حافة التصعيد مع مساسها بـ "خط أحمر" يمثّل إحدى الثوابت الوطنية للفصائل الفلسطينية وأطياف الشعب كافة، اذ تشدّد مصلحة سجون الاحتلال بأوامر من وزير الأمن ايتمار بن غفير الهجمة على الأسرى والأسيرات في السجون. وآخرها إغلاق بن غفير لمخبزين يستخدمهما الأسرى لصناعة خبزهم. وقد سبق القرار اعتداء وحشي من قوات الاحتلال على الأسيرات بالضرب والغاز المسيل للدموع والكلاب البوليسية.

هذا التصعيد قابله برنامج نضالي من الأسرى والأسيرات، اذ يستمر الأسرى في الاضراب وإرجاع وجبات الطعام الى جانب الامتناع عن "الفحص الأمني". وهدّد أسرى حركة فتح بتنفيذ عمليات طعن ضد الشرطة. بدورهنّ، لم تقف الأسيرات مكتوفات الأيدي أمام الاعتداء الكبير اذ أحرقن الغرف معلنات عن الصمود والمواجهة.

غزّة تحذّر وتتصدى

عبر الخطوط الوسيطة، أرسلت المقاومة الفلسطينية رسالتها الى الاحتلال ومفادها بـ "أن المساس بالأسرى أو الأسيرات سيكون صاعق الانفجار لمواجهة جديدة"، حسب ما صرّح القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ خضر حبيب. وأضاف "اعتداءات إدارة مصلحة سجون الاحتلال على الأسرى والأسيرات في الأيام الأخيرة، تنذر بانتفاضة جديدة في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل".

زعم الاحتلال أن عددًا من الصواريخ أطلقت من قطاع غزّة باتجاه مستوطنات الغلاف خاصة "سديروت"، مدعيًا أنها من نوع 107، ونشر الاعلام العبري صورًا لبعض الأضرار المادية. وفي هذا الإطار علّق أحد مستوطني "سديروت" ألبرت غباي، لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن "33 ألف مستوطن يعيشون هنا كرهائن لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس"!

على الرغم من قصف الاحتلال لعدد من مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية الا أن الأخيرة تصدّت باستخدام أسلحة الدفاع الجوي. فقد أعلنت كتائب القسّام أن " وسائط دفاعنا الجوي تصدت للطيران الحربي الصهيوني المغير على قطاع غزة، بصواريخ أرض - جو، وبالمضادات الأرضية". كما أعلنت "كتائب المجاهدين" (الجناح العسكري لحركة المجاهدين) أن وحدتها الجوية "استهدفت الطائرات الحربية الصهيونية في سماء قطاع غزة بصاروخ أرض - جو وبالمضادات الأرضية" وأنها استهدفت ايضًا موقع "ناحل عوز" بالرشاشات الثقيلة.

أمّا كتائب المقاومة الوطنية (الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية) فقد تبنًت قصف مستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية "رداً على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وما يجري من عدوان ممنهج على الأسيرات والأسرى داخل سجون الاحتلال".

وقد اعترف جيش الاحتلال أن طائراته تعرّضت لاستهداف بالصواريخ المضادة خلال قصفها غزة.

تآكل الردع.. وفشل على المستوى الأمني

أثار تصدي المقاومة انتقاد الاعلام العبري لسياسة بن غفير ومخططاته. اذ صرّح المراسل العسكري لـ "القناة 14" العبرية، هيلل بيتون روزين: "حكومة فاشلة أمنيًا؛ مذبحة ليلة السبت وصفر رد. عدة قذائف صاروخية أطلقت من قطاع غزة، ما زالت المعابر والعمال يعملون كالمعتاد. الخان الأحمر؛ رفض إخلائه للمرة التاسعة. والنتيجة إطلاق صاروخ آخر من قطاع غزة". وأضاف "الوضع متفجر للغاية وتصعيد كبير محتمل في المستقبل القريب، لذا يجب تجنب ذلك، نحن نعمل على كافة المستويات".

فيما رأى المحلل العسكري في موقع "والاه" العبري، أمير بوخبوط ان "إطلاق الصاروخ من غزة يعني أن الرد العسكري السابق للجيش على الصواريخ لم يكن فعالاً، ويمكن تعريف ذلك على أنه تآكل للردع الإسرائيلي"، مضيفًا "بن غفير قد يجرنا لتصعيد مع غزة، إن إطلاق الصاروخ من قطاع غزة باتجاه "سديروت" يعطينا تنبيهاً مرة أخرى بأن هناك مخاطرة كبيرة في أن يؤدي التصعيد الأمني الذي بدأ في القدس والضفة، إلى جر قطاع غزة معه".

بدورها قالت مراسلة الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، دانا بن شمعون: "إذا لم تقوموا بكبح الموقف تجاه الأسرى، فستكون لديكم مشكلة مع الشارع في الضفة الغربية، وكذلك مع حركة حماس في غزة".

الضفة لا تهدأ

منذ العملية النوعية للشهيد خيري علقم في مستوطنة "النبي يعقوب" (شمال القدس) لم تهدأ المقاومة في الضفة الغربية. عملية دهس على حاجز "زعترة" في نابلس أوقعت إصابات في صفوف جنود احتياط جيش الاحتلال. تبعتها أكثر من مهمة في اليوم لكتيبة نابلس (سرايا القدس) من استهداف حواجز الاحتلال الى الاشتباكات وصد الاقتحامات.

خمسة مهام مماثلة نفذتها "عرين الأسود" أيضًا ردًا على تصاعد انتهاكات الاحتلال في المناطق والمخيمات كما ردًا على الهجمة ضد الاسرى والاسيرات. فيما أعلنت كتائب شهداء الأقصى "النفير العام للتصدي للاحتلال".

وخلال شهر كانون الثاني / يناير من العام 2023، سجّلت الضفة الغربية 1448) عملاً مقاوماً، بينها 159 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال (550 مواجهة مباشرة). بالإضافة الى ذلك رصدت 4 عمليات طعن أو محاولة طعن، وبلغ عدد عمليات زرع أو إلقاء العبوات الناسفة 55 عملية.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور