الثلاثاء 28 آذار , 2023 01:26

أزمة التجنيد في الجيش الأمريكي: أقل من ربع الأمريكيين مؤهلون للخدمة

محطة تجنيد القوات المسلحة الأمريكية

تملك الولايات المتحدة قدرة تسلّح كبيرة، إلا أن هذه الأسلحة تحتاج إلى الجنود. لطالما كانت معايير التجنيد في الولايات المتحدة مرتفعة، ولطالما تغنت الإدارة الأمريكية ببحريتها وقواتها المسلحة، لقد صدّرت هوليوود للعالم صورة مشرقة عن الروح الوطنية لدى الجنود الأمريكيين الذين لطالما أنقذوا العالم وليس فقط من التهديدات التي تطال الولايات المتحدة، ولطالما صوّرت أنّ أكبر آمال الشباب الأمريكي هو الانتساب إلى الجيش الأمريكي "البطل". إلا أن بيانات المسح الأخيرة، تظهر أن واحد من كل 10 شباب يميلون إلى الخدمة، وأنّ أقل من ربع الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا مؤهلون للخدمة، بسبب عدم الأهلية والسمنة والإدمان والتاريخ الإجرامي.

أخفق الجيش في تحقيق هدف التجنيد بحوالي 15000 جندي جديد في عام 2022، متخلفًا بنسبة 25٪ عن هدفه. بالكاد وصل سلاح الجو إلى أرقامه لعام 2022. كما أبلغت الفروع العسكرية الأمريكية الأخرى عن صعوبة الوصول إلى أهداف التجنيدتم تناول الموضوع خلال جلسة استماع في الكونغرس حذّرت خلالها السناتور كيرستن جيليبراند ، وهي ديمقراطية من نيويورك، أنه بحلول عام 2023 "سيكون الجيش الأمريكي النشط في أصغر حجم له منذ إنشاء قوة المتطوعين بالكامل".

التفكير العنصري والامبريالي للمراهقين يمنع التقدم للتجنيد

 من الأسباب التي نوقشت حول عدم إقدام الشباب على التجنيد هو أن التربية المدنية في المؤسسات التعليمية الأمريكية لم تؤهل المراهقين الذين تعلموا التفكير العنصري والإمبريالي. الأمر الذي أدى وفقًا لبيانات المسح، أنّ أقل من واحد من كل 10 شباب يميلون إلى الخدمة، خاصة في ظلّ انخفاض معدلات البطالة في الولايات المتحدة، فيفضّل الشباب تركيز مشاريعهم المستقبلية في الأعمال المدنية.

أقل من ربع الأمريكيين مؤهلون للخدمة في الجيش

وقد شرح المجندون المتعاقدون التحديات، مشيرين إلى ندرة المتقدمين بما يصل إلى المعايير البدنية والتعليمية والسلوكية .الواقع أنّ أقل من ربع الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا مؤهلون للخدمة، وتشمل أسباب عدم الأهلية السمنة والإدمان والتاريخ الإجرامي، حيث أكبر نسبة سجناء في العالم موجودة في الولايات المتحدة.

يتفشى في الجيش الأمريكي الاعتداء الجنسي والتطرف

يصور اليسار الجيش كمؤسسة رجعية حيث يتفشى الاعتداء الجنسي والتطرف، كما أن ميل اليمين للخدمة العسكرية هو أيضا في حالة تراجع. 53٪ فقط من الجمهوريين لديهم "قدر كبير من الثقة" في الجيش في استطلاع أجرته مؤسسة ريغان عام 2021 ، بانخفاض 17 نقطة في أقل من عام.

رواتب الجيش ليست قادرة على المنافسة الاقتصاد المدني القوي

ما قدّمه الكونغرس مؤخرًا تحت عنوان "بدل الاحتياجات الأساسية"، يشير إلى أنّ جداول رواتب الجيش ليست قادرة على المنافسة مع الاقتصاد الخاص، خاصة بالنسبة للمجندين ذوي الرتب الدنيا. وأنّ الزيادة بنسبة 4.6٪ المقررة للعام المقبل لا تتناسب مع التضخم.

تخفيض معايير التجنيد

قالت الدكتورة بيث آش ، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة RAND والتي درست التجنيد العسكري لما يقرب من 40 عامًا، لمجلة نيوزويك إن الفروع العسكرية التي قالت إنها حققت أهدافها ربما تكون قد خفضت مؤخرًا أهداف التجنيد. وبالتالي فقد تم تخفيض معايير كان يرفض لأجلها المجنّد لرفع نسبة المؤهلين للتجنيد في الجيش الأمريكي، مثل مسائل لها علاقة باللياقة البدنية أو التحصيل العلمي مثل التنازل عن شهادة الثانوية العامة أو من يعانون من حالات صحية عقلية قابلة للعلاج.

عقود خدمة قصيرة ومزايا مختلفة للمجنّد

يقترح الكونغرس عقود خدمة قصيرة أو مزيج مزايا مختلف قد يسمح للمجند مثلًا بالتزام في قاعدة محلية واحدة بين عمليات النشر في الخارج.

وتعتمد الخدمات أيضا بشكل كبير على نموذج "صعود أو خروج" في مبادرة تسمى إدارة المواهب 2030، وقد عرض الكونجرس مزيدًا من المرونة للسماح لأولئك الذين لديهم خبرة في مجال الإنترنت أو المجالات الأساسية الأخرى بدخول الخدمة في رتبة أعلى. بالإضافة إلى التقاعد الممول بعد 20 عامًا من الخدمة.

نقطة الانهيار

خلال السنوات الأولى من الحروب الأخيرة في أفغانستان والعراق، كان العديد من الخبراء العسكريين قلقين من أن الانتشار المستمر من شأنه أن "يكسر" القوة لأنهم توقعوا أن يتطوع عدد أقل من الشباب الأمريكيين للخدمة في الجيش في زمن الحرب. ثم بدأت أزمة تجنيد محفوفة بالمخاطر بعد انسحاب الولايات المتحدة بالكامل من أفغانستان. 

بدأت في الولايات المتحدة حملات إعلامية ضخمة لإعادة المجد للجيش الأمريكي، ودفع الروح الوطنية والقومية للشباب، خاصة في وضعية الاصطفافات العسكرية وخطورة الانزلاق إلى حرب عالمية ثالثة يترقبها العالم اليوم.


الكاتب: زينب عقيل




روزنامة المحور