الإثنين 27 كانون الاول , 2021 05:46

الرسائل الإيرانية لتفجير ديمونا: الخطر آت من كل مكان

تفجير مجسم مفاعل ديمونا

تدريبان لافتان انتهت بهما سلسلة مناورات الرسول الأعظم (ص) 17، في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، الأول هو ضرب مجسم مفاعل ديمونا بواسطة الصواريخ الباليستية الدقيقة، والثاني هو الكشف عن قواعد إطلاق طائرات مسيرة من منصة تشبه الى حد بعيد راجمات الصواريخ. هذه المناورات التي يمكن اعتبارها أحد أهم التدريبات العسكرية، التي شهدتها إيران في العقود الأخيرة، لما تضمنته من رسائل بالغة الدلالات، موجهة بشكل واضح الى كيان الاحتلال الإسرائيلي. لا سيما بعد قيام مسؤوليه مؤخراً، بتوجيه رسائل التهديد بالاستعداد لتنفيذ ضربة جوية، ضد المنشأت النووية الإيرانية.

ديمونا تحت النار

أول التدريبات ذات الدلالة، هو نشر مقطع فيديو يظهر محاكاة لإطلاق صواريخ باليستية باتجاه منشأة ديمونا النووية. حيث أظهرت الصور العالية الجودة، لحظة سقوط الرؤوس الحربية في هدفها المقصود. بحيث أصاب ما لا يقل عن 12 رأس لصواريخ من أنواع مختلفة، هذه المنشأة بدقة متناهية، محدثين فيها دماراً هائلاً، يقدم نسخة طبق الأصل عما يمكن له الحدوث من دمار بعد هكذا هجوم مماثل.

وبحسب المعلومات المنشورة، فقد تم إطلاق عدة أنواع من الصواريخ، بينها سجيل وعماد وقدر ودزفول وذوالفقار وزلزال. للتأكيد على عدة خصائص تتميز بها هذه الصواريخ:

1)الدقة العالية.

2)القدرة التدميرية الهائلة، ويمكن الاستدلال عليها ايضاً من خلال الأصوات القوية للانفجارات.

3)السرعة التي باتت تتمتع بها بعض الصواريخ، لا سيما صاروخ سجيل الذي يمكنه الوصول إلى الأراضي المحتلة انطلاقاً من إيران، خلال أقل من 10 دقائق.

4)تطور الصناعات العسكرية وصنع رؤوس الحربية يمكن التحكم بها بعد انفصال البدن، وبالتالي زيادة سرعتها لتتخطى حاجز 5 ماخ. (مع الإشارة الى أن منظومات باتريوت PAC3 لا يمكنها التصدي بأهداف تفوق سرعتها هذا الحاجز). مثل صاروخ عماد ذو المدى 1700 كم.

5)يمكن زيادة قدراتها التدميرية من خلال اتباع تكتيك إطلاق جديد يعرف باسم MRSI، والذي يستخدم عادة في مجال المدفعية الميدانية، مع القذائف من عيار 155 ملم. وتكتيك الـ MRSI هو التأثير المتزامن متعدد الجولات، حيث يطلق المدفع عدة قذائف في نقاط مختلفة من زوايا من البرميل، مع ضبط الوقت الذي تستغرقه القذائف، للوصول إلى الهدف بحيث تنفجر على مسافة قصيرة جدًا من بعضها البعض، وعلى مقربة شديدة من بعضها البعض، مما يتسبب في أقصى ضرر للهدف.

راجمة الطائرات بدون طيار

أما التدريب الثاني، فكان من خلال تنفيذ هجوم جماعي باستخدام الطائرات بدون طيار الانتحارية، ضد منشأة ديمونا أيضاً، واطلاقها عبر منصة محمولة تشبه راجمات الصواريخ المحمولة.

أما أبرز دلائل هذا التطور:

1)سواء كانت هذه الطائرات من النوع القتالي المجهز بقنابل وصواريخ، أو انتحارية، فإنها ستجعل الأمور صعبة ومعقدة للغاية على المدافعين، إذا ما هاجمت هدفًا بشكل جماعي.

2) يمكن لكل آلية حمل 5 طائرات مسيرة انتحارية، وبالتالي فإنه يمكن إطلاق هذه الطائرات من أي مكان تتوقف فيه الشاحنة، دون الحاجة الى مدارج مكشوفة. كما يمكن تنفيذ هجوم كبير مشترك، بعدد طائرات ضخم، من أماكن إطلاق متعددة.

هذه التقنية قد تساهم في رفد فصائل وقوى المقاومة، لا سيما في لبنان وفلسطين، بأسلوب فعال لشن ضربات جوية كبيرة ودقيقة، ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، دون الحاجة لأي مدارج تكشف ذلك.

3)قد تستخدم هذه الألية في تمكين قوى ودول المقاومة، من ضرب منظومات الدفاع الجوي المعادية، عبر استهدافها مباشرة أو اشغالها، وفتح المجال امام الصواريخ الباليستية لإصابة أهدافها بدقة، دون التعرض لخطر الاسقاط.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور