الأربعاء 01 آذار , 2023 04:29

هآرتس: قد نكون أمام مجزرة "صبرا وشاتيلا 2"!

اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين

دخلت الاعتداءات التي يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينيين بالداخل المحتل مرحلة جديدة مع تبوء عدد الأشخاص المتطرفين مناصب وزارية في الحكومة، حيث بدأت تأخذ عملياتهم العنفية منحى ممنهجاً ومدعوماً ومغطى سياسياً وقانونياً، خاصة ان الوزراء أنفسهم يقومون بالتحريض. وتقول صحيفة هآرتس العبرية في هذا الصدد، ان "لو أراد المشاغبون ذبح السكان لما وقف أحد في وجههم أول أمس".

النص المترجم:

الأحد في ساعات الظهر، أخذ رضوان الضميدي زوجته وابنه من بيتهم في حوارة إلى بيت عائلة زوجته في سلفيت. الضميدي صاحب محل لبيع الذهب في نابلس، ويعيش في بيت فاخر في حوارة. بعد عملية حوارة، عرف الضميدي فوراً من الشبكات الاجتماعية بأن المستوطنين يخططون لعملية انتقام كبيرة في القرية، لذلك سارع لنقل زوجته وابنه إلى مكان آمن. وعرفت زميلتي هاجر شيزاف، أيضاً أن المستوطنين ينظمون مسيرة انتقام، بعد ظهر أول أمس أثناء وجودها في باريس.

من حوارة وحتى باريس، من أراد أن يعرف عرف أن عملية انتقام كبيرة ستحدث في حوارة. مصدر واحد فقط لم يعرف ولم ير ولم يسمع، أو ربما أنه سمع وعرف وتجاهل، هو جهاز الأمن. الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود والشاباك لم يستعدوا لأي مذبحة، ولم يفعلوا أي شيء لمنعها، سواء بسبب اللامبالاة والاستخفاف أو بسبب غض النظر المتعمد بشكل جيد. 400 مستوطن على الأقل، حسب إحصاء الجيش، بعضهم مسلحون وملثمون وبعضهم يحملون الهراوات وسلاسل الحديد والزجاجات الحارقة، اقتحموا حوارة ولم يوقفهم أحد، بل ولم يحاول أي أحد ذلك.

قال حرس الحدود أمس بأن جنود حرس الحدود منعوا دخول المشاغبين إلى حوارة، واقتحموا القرية عبر القطاع الذي كان تحت مسؤولية الجيش. وأوضح المراسلون العسكريون بأن الجنود حاولوا منع الاقتحام من خلال محاور الحركة، لذا نزلوا من الجبال. مئات المشاغبين اقتحموا القرية من كل جهة كي يزرعوا فيها الدمار، ولم يوقفهم أحد ولم يتحمل المسؤولية أحد.

تبين مرة أخرى مدى عجز الفلسطينيين، وأنه لا جهة على الأرض تدافع عن حياتهم وممتلكاتهم. أول أمس، كان شك بأن الجيش لم يغض النظر بالصدفة؛ ربما أراد أحد ما في الجيش أن يفعل المستوطنون العمل من أجله ومعاقبة الفلسطينيين وتحقيق الردع بواسطة القيام بمذبحة كما دعا إلى ذلك تسفي فوغل.. وفي مذبحة صبرا وشاتيلا غض الجيش النظر وسمح بحدوث المذبحة الفظيعة. لم تحدث مذبحة في حوارة حتى الآن، ولكن لا أحد يضمن ذلك مسبقاً. لو أراد المشاغبون ذبح السكان لما وقف أحد في وجههم أول أمس. لا أحد أوقف الكتائب في صبرا ولا أحد يوقفها في حوارة. أول أمس، اكتفوا بزرع الدمار والخراب. انتظروا حتى عملية الانتقام القادمة، إذا لم يتم تقديم أحد للمحاكمة ولم يعاقب عن المذبحة. صبرا وشاتيلا 2 في الطريق، ولا يوجد من يمنعها.

أمس كانت حوارة تشبه مدينة الأشباح، مدينة حرب محاصرة، خيرسون في حوارة. ما زال المراسلون يرتدون ملابس الحرب، كل المحلات مغلقة، الشوارع فارغة، السكان في البيوت، بعضهم ينظرون من وراء الأباجورات المركبة تقريباً على كل نافذة بسبب المذابح السابقة، وجوه السكان الذين ظهروا في الشارع كانت تظهر عليهم علامات الغضب واليأس.

لم يسمح بالسير في شوارع القرية إلا للمستوطنين، هذا دليل آخر واضح على الأبرتهايد. معظمهم فعلوا ذلك بتحد ووقاحة، صافرات انتصار وحركات بذيئة، "الموت للعرب"، "أولاد زنا". كان هناك من توقفوا ونزلوا من السيارات بحماية من الجيش، وبدأوا يستفزون السكان الذين وقفوا على مدخل بيوتهم المحترقة والسيارات التي يتصاعد منها الدخان وانفجروا غضباً ولم يتجرأوا على قول كلمة. اليد المتراخية التي وضعها جندي مسلح على كتف أحد الزعران لخصت الوضع أفضل من ألف كلمة.

مساء أول أمس، عندما عاد رضوان الضميدي من نابلس، التي ترك فيها زوجته وابنه في ملجأ ليلي، تفاجأ من رؤية عشرات المستوطنين المسلحين وهم يشاغبون في ساحة بيته. فقد هشموا النوافذ وأحرقوا الصالون الفاخر للعائلة، الذي انتهوا من بنائه فقط قبل أربعة أشهر فقط. التلفاز الفاخر سرقوه، والجهاز الرياضي أحرقوه. أربعة جنود وقفوا قرب البيت ولم يحركوا ساكناً.


المصدر: هآرتس

الكاتب: جدعون ليفي




روزنامة المحور