الأربعاء 19 أيار , 2021 03:26

"العربي الجيد هو العربي الميت" قاعدة إسرائيلية لتبرير المجازر

جرائم "إسرائيل"

"إسرائيل ترتكب جرائم حرب في قطاع غزة"، بهذا الاعتراف بدأت منظمة "بيتسليم" الحقوقية الإسرائيلية تقريرها، الصادر يوم الأحد الفائت في 16 أيار 2021. وكانت المنظمة قد كشفت أن كيان الاحتلال نجح في طمس هذه الجرائم بنجاعة عبر أجهزة لإنفاذ القانون، وهو قبل كل شيء يُعنى بحماية من قرروا هذه السياسات وصادقوا عليها ونفذوها.

وأشار التقرير إلى أن قطاع غزة المحاصر يشهد دمارًا وقتلًا على يد قوات الاحتلال، لم يُرَ مثله منذ عام 2014، إضافة إلى "عمليات القتل" في الضفة الغربية حيث قتلت القوّات الإسرائيلية عددًا من الفلسطينيين معظمهم خلال مظاهرات أو مواجهات، كما جرحت أكثر من 200 فلسطينيًا. موضحةً أن "النظام الإسرائيلي يمارس العنف الممنهج ضد الشعب الفلسطيني في كل مكان من الأراضي المحتلة".

فمن هم مجرمو هذه الحروب؟

ستة مجرمين، هم المسؤولون المباشرون عما يحصل من جرائم في هذه الأيام في قطاع غزة والمدن الفلسطينية المحيطة بالقدس المحتل، حيث تصب قوات الاحتلال الإسرائيلي جام غضبها على المدنيين الفلسطينيين من خلال تكثيف العمليات التي تستهدف "البيوت الآمنة"، والتي راح ضحيتها حتى الآن -بحسب وزارة الصحة الفلسطينية- 219 شهيدًا من بينهم 63 طفلًا و36 سيدةً و16 مسنًا إضافة إلى أكثر من 1500 جريحًا.

- المجرم رقم واحد بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حزب الليكود اليميني.

- المجرم رقم 2 أفيف كوخافي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الحالي.

- المجرم رقم 3 بيني غانتس رئيس هيئة الأركان السابق في جيش الاحتلال.

- المجرم رقم 4 عميكام نوركين قائد القوات الجوية الإسرائيلية.

- المجرم رقم 5 نيري هورويتز قائد سلاح المدفعية الإسرائيلي.

- المجرم رقم 6 هرتسي هليفي قائدة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي.

ما هي أنواع الجرائم المُرتكبة بحق الفلسطينيين؟

أولًا، جرائم الحرب:

وهي جرائم تنتهك قوانين الحرب أو أعرافها وفق تعريف "اتفاقيات جنيف"، وهي إحدى الأفعال التالية: القتل العمد، التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية بما في ذلك إجراء تجارب بيولوجية، تعمد إحداث معاناة شديدة أو إلحاق أذى خطير بالجسم أو بالصحة، إلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات والاستيلاء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك وبالمخالفة للقانون وبطريقة عابثة، إرغام أي أسير حرب أو أي شخص آخر مشمول بالحماية على الخدمة في صفوف قوات دولة معادية، تعمد حرمان أي أسير حرب أو أي شخص آخر مشمول بالحماية من حقه في أن يحاكم محاكمة عادلة ونظامية، الإبعاد أو النقل غير المشروعين أو الحبس غير المشروع، إضافة إلى أخذ رهائن.

ثانيًا، الجرائم ضد الإنسانية:

وهي الجرائم التي تُرتكب ضمن سياق الهجوم الواسع النطاق أو الهجوم المنظم ضد المدنيين في أوقات السلم أو الحرب، وتشمل الاختفاء القسري، القتل، العبودية، الترحيل أو النقل القسري للسكان وعمليات الاغتصاب الجماعي الممنهجة.

ثالثًا، جرائم الإبادة الجماعية:

وهي الجرائم المرتكبة بقصد تدمير جماعة وطنية أو إثنية أو عرقية أو دينية؛ كليًا أو جزئيًا، بما في ذلك قتل أفراد تلك الجماعة، مما يتسبب بإلحاق أضرار بدنية أو نفسية خطيرة، كما تتشمل على إلحاق الأضرار الجماعية بأوضاع الحياة التي يقصد بها التدمير المادي الكلي أو جزئي، هذا وتفرض الإبادة الجماعية إجراءات تهدف إلى منع الولادة داخل تلك الجماعة، ونقل أطفالها بالقوة إلى جماعة أخرى.

كيف يبرر الاحتلال ارتكابه للمجازر؟

لم تكن المجازر الإسرائيلية يومًا وليدة الصدفة أو خطأ عسكريًا، بل كانت على الدوام خدمةً لمشروعها الصهيوني، فمنذ مجزرة دير ياسين في العام 1948 وصولًا إلى مجزرة مجازر حي الرمال اليوم، حرصت قوات الاحتلال على أن تقتل في مجازرها العدد الأكبر من الأطفال والنساء ضمن مشروع الإبادة الصهيوني، إذ يعتاش المجتمع الإسرائيلي وتقوم مستوطناته على دماء الأبرياء.

وللتوضيح فإن مشروع تهجير عوائل حيّ الشيخ جراح، والذي تزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية هو خير دليل على النوايا الإسرائيلية، فهو رسالة من صناع القرار الإسرائيلي إلى المستوطنين يحاولون من خلالها أن يؤكدوا على أن "إسرائيل" تواصل "كفاحها" لتوسيع الأراضي الفلسطينية التي تعهدها إليهم، "انظروا، نحن بعد 73 عاماً نكمل ما بدأنا فيه، وهو طرد العرب، والفتك بهم".

إذًا فالمشروع الصهيوني هو ليس مجرد بنية استعمارية تمارس العنصرية والتنكيل بالسكان الأصليين، إنه مشروع إبادة، فبحسب قولهم "العربي الجيد هو العربي الميت". لذا وللقضاء على هذا المشروع، يجب التعامل مع كيان الاحتلال على قاعدة أنه مستعمرة عسكرية قائمة على جيش وبنية عسكرية، كما بُني عليها أحياء سكنية ومرافق تعليمية وترفيهية.

ولتحقيق ذلك والدفاع عن أراضي وشعب فلسطين، ليس هناك إلا طريقة واحدة والمتمثلة بمقولة "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"، والقوة هنا هي المقاومة بدءًا من الحجارة وصولًا إلى الصواريخ الدقيقة والمسيّرات الحربية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور