يطرح هذا المقال فلسفة وبرنامج الهجوم الإسرائيلية على لبنان، وتحديداً الحرب على المقاومة قيادة وكوادر وقدرات (16 أيلول-27 تشرين الثاني) من العام 2024. بدأت الحرب بتفجير أجهزة البيجر في متناول أيدي المقاومة في 16 أيلول، وتلاه تفجير الأجهزة اللاسلكية في اليوم التالي، ومن ثم استهداف قادة الرضوان. في 23 أيلول 2024، شنّ العدو على لبنان حرب "سهام الشمال"؛ معتمدًا فيها وبالتتالي ثلاثة مناهج: حرب الصدمة والترويع؛ الحرب البر جوية؛ وحرب المناورة البرية. يتناول المقال فلسفة خطة "سهام الشمال"؛ الحرب التي أسمتها المقاومة "معركة أولي البأس". تحاول تفكيك الإجراءات وأسبابها؛ ماهية المبادئ العامة للخطة، والتصوّر الكلّي الذي يشرح لنا التسويغات والتعليلات لكيفية إدارة الحرب وتنفيذها بإجراءاتها التفصيلية.
المفهوم العام للخطة
اعتماد التدرّج في التصعيد ومنع الطرف الآخر من فتح الحرب الواسعة وصولًا إلى استهداف البنية القيادية والتنظيمية والقدرة العسكرية قبل بدء الهجوم البري، واستخدام الاشتباك الناري غير المباشر مع حضور بري محدود للدبابات واشتباك مؤقت مع فك اشتباك بعد إسكات النيران المباشرة، مع تحييد المدنيين من الاستهداف لمنع الجبهة الداخلية من التحول إلى عبء، وإدارة حرب نفسية دقيقة لتقليص تأثير الخسائر إلى الحد الأدنى.
المشكلات التي عالجتها الخطة
- إمكانية قيام حزب الله بهجوم ناري وبري خلال مرحلة التصعيد.
- القدرة المعنوية للسيد حسن نصر الله التي تخفف تأثير الخسائر وتدعم البيئة المؤيدة.
- امتلاك المقاومة لقدرات نارية وقتالية واسعة وشبكة اتصالات قيادية تحركها وتديرها.
- توفر المقاتلين على قدرات قتالية وإمكانيات مميزة في القتال المباشر.
- عدم قدرة الجبهة الداخلية في الكيان المحتل على تحمل التعرض للقصف المدمر والخسائر البشرية.
- تأثر الجبهة الداخلية بالخسائر التي تصيب الجيش ومقراته.
- إخفاء المقاومة لمقراتها القيادية ومستودعات سلاحها ضمن القرى والمدن.
عناصر الخطة
التضليل الاستراتيجي
- استكشاف حافزية المقاومة (بدءًا من العاروري): كسر معادلات الردع القائمة وفرض معادلات ردع جديدة، وجسّ نبض بشأن استجابة حزب الله لمرحلة التصعيد حال خروج الأزمة عن السيطرة والذهاب نحو الصراع المفتوح واندلاع الحرب.
- الدعاية والخطاب: أغلب التصريحات التي صدرت بعد اغتيال رئيس حركة حماس والقائد الحاج محسن شكر في 31 تموز 2024، صدرت عن المؤسسة العسكرية لرفع مصداقيتها في الداخل الإسرائيلي، ورفع تأثيرها النفسي على الداخل اللبناني. عمل العدو الصهيوني على تعزيز الثقة بالقيادة العسكرية الإسرائيلية، وممارسة الضغط النفسي على جمهور حزب الله وإرباك خطط المقاومة. أعلنت المؤسسة العسكرية عن الموافقة على الخطط الهجومية الخاصة بالجبهة الشمالية والانتقال السريع للهجوم كأحد خيارات الجهوزية (وزير الدفاع غالانت لقادة القوات الجوية)، في تموز 2024، وكذلك سبق أن تحدث رئيس الأركان هليفي في أيار 2024 في الحديث عن التجهيز للهجوم. بيد أن العدو لجأ إلى مناقشة مدى واقعية الخطط الهجومية ومدى قدرتها الفعلية والتشكيك بها في كافة الوسائل الإعلامية، إضافة إلى الترويج الإعلامي للاضطرابات الداخلية وعدم القدرة على تحقيق أي تقدم حقيقي في ساحة المعركة. التناقض بين الخطاب الأميركي حول التهدئة والخطاب الإسرائيلي المتشائم بشأن منع التصعيد مقتضاه إرباك حزب الله حول توتر الوضع وحتمية التصعيد الموسع، سيّما وأن الرسائل الإسرائيلية دمجت الاستعداد لأي تصعيد مع عدم أرجحية احتمال الحرب الشاملة والتطمين حولها.
- تفادي المقاومة للحرب: استغلّ العدو الانطباع والتقدير المعلن من قبل المقاومة حول عدم وجود نية لخوض الحرب واستبعاد وجود نية لدى العدو لخوضها، في التدحرج تدريجيًّا نحو المواجهة الكبرى قبل أن تندفع المقاومة للانخراط فيها والرد بشكل واسع على الخطوات العدوانية.
- تبرير عملية البيجر: وفقًا للقيادة الإسرائيلية، الهدف الاستراتيجي من تغيير طريقة التعامل مع الأوضاع في الشمال هو إعادة سكان الشمال وتكليف حزب الله ثمنًا باهظًا واستعادة الردع، ناهيك عن توصيل رسالة لحزب الله للانفصال عن حماس والسعي لوقف المواجهة مع إسرائيل دون أي ربط بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. أضف إلى ذلك التبرير السياسي ثم التسريب من قبل الاحتلال بأن هدف تنفيذ العملية هو استباق انكشاف التفخيخ في أجهزة البيجر، للإيحاء بأنّ عملية البيجر ليست في سياق التحضير للحرب.
- استهداف القدرات تدريجيًا: استنزاف موارد حزب الله تدريجيًّا بما بساهم في تقويض تهديدات حزب الله وتداعياتها على الأمن القومي الإسرائيلي، وتعرض الكيان لزخم ناري كثيف، بعدما كانت التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الكيان سيتلقى يوميًّا حوالي 2000-2500 صاروخ يوميًّا، في الحرب المقبلة مع حزب الله.
- تقليص القدرة قبل الحرب: تحوّلت القدرات الرادعة لدى المقاومة إلى هدف للعدوان بحد ذاتها، وذلك قبل الشروع بالحرب والإعلان عن بدئها، وذلك بما يسمح للعدو بخوض المواجهة بأقل الخسائر مع انحسار القدرة التسليحية للمقاومة، خصوصًا وأن جزءًا كبيرًا من الكادر التشغيلي قد استهدف بالاغتيال وتفجير البيجر واللاسلكي.
الإجراءات الدبلوماسية
- الإعلان عن نقل الثقل: الإعلان الرسمي عبر مجلس الوزراء عن نقل الثقل إلى الشمال"، وبدء التخفّف من أعباء غزة لصالح المواجهة في لبنان.
- الغطاء الأمريكي: وفّر الخطاب الأمريكي والدعم التسليحي والاستخباراتي والدبلوماسي غير المحدود المجال الزمني الكافي للعدوان؛ بحيث يتحرك جيش الاحتلال وفق القيود الميدانية حصرًا دون وجود ضغوط سياسية مانعة لاستكمال السعي لتحقيق الأهداف.
- خطاب الجمعية العامة للأمم المتحدة: قبل سفره إلى الولايات المتحدة تحدث نتنياهو عن عدم وجود أحداث أمنية مهمة وأنه لذلك سيسافر، وألقى خطابه هناك قبل نصف ساعة تقريبًا من اغتيال الأمين العام لحزب الله، وفي الخطاب تحدّث عن الحرب على حزب الله حتى هزيمته، مهيّئًا الرأي العالمي لاستيعاب اللحظة.
السيطرة المعلوماتية
- الأماكن: تدمير القدرات والموارد البشرية والمادية للمقاومة، وتسجيل إنجازات سريعة وإحكام السيطرة على مسار الحرب من اللحظة الاولى. ونتيجتها العرضية تخدم في زرع الشك في الصفوف التنظيمية وإدارة النظم حول الاختراق الأمني عبر إثارة الريبة بوجود العملاء داخل الحزب.
- الاتصالات: الوصول إلى الأماكن والشخصيات والخطط، في سياق الحفاظ على السيطرة على مسار الحرب. كما أراد العدو منع نقل المعلومات والأوامر بسرعة ودقة، ومنع التواصل والتنسيق ما يؤثر على سرعة اتخاذ القرارات وتعقيد عمل المنظومة القيادية والتنفيذية ومنعها من التكيف وفقًا لتغير الظروف الميدانية والحاجة لتغيير الخطط، والحؤول دون معالجة المعلومات المتغيرة.
- الكادر: اغتيال الكوادر في حزب الله فلسفته في تعطيل المسار التنظيمي ومن ثم التأثير المباشر في تنفيذ الخطط العسكرية، مع اختلال الصفوف البنيوية الأدنى.
- دمج وسائط الجمع: البنية الاستخبارية التي طوّرها الاحتلال تمكنت من دمج كل وسائط الجمع لناحية النوع (سمعي، بصري، لغوي) أو المصدر (بشري، مسيرا، كاميرات مدنية، هواتف، أقمار صناعية).
- الذكاء الاصطناعي: معالجة تهديدات المقاومة العسكرية في ظل معادلات الردع بطرق من خارج الصندوق يتفوق فيها الإسرائيلي على حزب الله، وتعد غير متوقعة وذا كفاءة وفعالية عالية، وذلك من خلال قدرة تحليل عدد هائل من وسائط الجمع الاستخباري وتسخير هذه القدرة لتوليد الأهداف الآنية.
برنامج الهجوم
- الحاج محسن: جسّ نبض في تأثير رسائل التضليل والتطمين حال كسر معادلة الضاحية-تل أبيب، وإشارة بدء التصعيد المحسوب، لكن المرتفع.
- البيجر وأجهزة اللاسلكي: إخراج مجموعة من الكوادر عن الخدمة، وزرع الشعور بفقدان الأمان تجاه الأجهزة التكنولوجية، وإدخال منظومة العمل في حالة من الشلل في التواصل والتشتت، وانهيار المستويين الشعبي والتنظيمي. والنقطة الأهم القضاء على الروابط المركزية في منظومة المقاومة الصاروخية.
- تدمير القدرات: إدخال المقاومة في حالة من "الصدمة" التنظيمية لجهة شل القدرات قبل تحريكها، وإضعاف ثقة المقاومة بنفسها مقابل رفع معنويات الداخل الإسرائيلي، وبالاستفادة من مشاركة واسعة لسلاح الجو الأمريكي.
- اغتيال قادة الرضوان: القضاء على رأس الحربة الدفاعية والهجومية على الجبهة وإبراز التفوق الإسرائيلي الأمني والاستخباراتي والعسكري، والدفع نحو انهيار قوة العمليات الخاصة والقضاء على تهديد فرقة الرضوان ومنعه من القيام بعمليات أمنية باتجاه الجليل.
- اغتيال الأمين العام: ضرب محور المقاومة باستهداف الدور التنسيقي لسماحة السيد لجبهة الإسناد، وإحداث الانهيار الكبير لدى القاعدة والهيكلية العسكرية كلها أي انهيار منظومة المقاومة، وإضعاف عملية اتخاذ القرار العسكري والسياسي إلى الحد الأقصى، وتقويض الوجود السياسي للمقاومة لاحقًا. السؤال: ألا يكفي استهداف القادة الذي سبق اغتيال سماحة السيد؟ الجواب في نظرة المحللين الإسرائيليين شخصية سماحة السيد تمثل قدرة رئيسية تملكها المقاومة.
- العملية البرية: ترسيخ مفهوم المعركة في أرض العدو وإبعاد التهديد عن الحدود المحتلة، وإنشاء منطقة عازلة داخل الحدود اللبنانية، وامتلاك أوراق تفاوضية للمناورة لاحقًا كتعديل القرار 1701، وتغيير الواقع الديموغرافي.
برنامج الحرب النفسية
- اخفاء الخسائر: الحفاظ على حالة القلق والشك في فعالية المقاومة ودورها خاصة بعد اغتيال سماحة الأمين العام والقادة والكوادر، ورفع مستوى الخوف من "المقبل".
- اللغة الخبرية: التدقيق في كل المفردات الخبرية لتفريغ منجزات المقاومة من معناها، وضبط سرعة نشر الأخبار بحيث تسيطر وسائل إعلام الاحتلال على السردية وتحدد الوقائع التي تستقر في ذهن المتلقّي. (مثال: ارتطام مقذوف بدلًا من: أصاب صاروخ؛ عدد الإصابات والقتلى الإسرائيليين..)
- الخطاب المباشر: إظهار مسار من "الدبلوماسية الناعمة" بأن الحرب ستخضع للشفافية وستكون "نظيفة"، أي إيحاء بأن لا مراوغة فيها، بل وضوح ومباشرة. والإعلان المسبق عن العمليات الكبرى الأمنية والعسكرية لتأكيد تطابق القول والفعل، بحيث يكون للقول مستقبلًا نفس التأثير الرادع للفعل، واستخدام مفردات مؤثرة في الأداء والاستمرارية، مثل: "سنقاتل حزب الله حتى نهزمه".
التعامل مع المدنيين:
- تحييد المدنيين: تفكيك قاعدة المقاومة والبيئة الحاضنة والمؤيدة بحصر الاستهداف بالمنتسبين لحزب الله والذين يشكلون بزعمهم تهديدًا على الكيان. أضف إليها تجنب احتمال الذهاب إلى قصف متبادل للمدنيين، وتغذية المسار السياسي المناهض للمقاومة.
- تحييد البنى المدنية: فصل الدولة عن المقاومة، وعزل حزب الله السياسي، لتخفيف صورة الحرب الوجودية على المقاومة وما تسببه من اندفاع قتالي مضاعف، والاحتفاظ بأوراق في الداخل اللبناني، ومنع المقاومة من الظهور بمظهر المدافع عن لبنان.
- الإنذار قبل الاستهداف: يصب في سياق الحرب النفسية للظهور بموقع القوة في إدارة الحرب وإظهار التفوق التقني والمعلوماتي والتسليحي لناحية الدقّة في الاستهداف، إضافة إلى تعزيز الرعب في إضعاف المقاومة عبر الشرخ بين الحزبيين والمدنيين.
بنك الأهداف الواسع
- البنك المتراكم قبل الحرب: على مدى سنوات طوال، عمل العدو على تجميع بنك الأهداف لإدارة استراتيجية الحرب بشكل يسيطر فيها على ساحة الصراع؛ مستفيدًا من ارتخاء الإجراءات بمرور الزمن والتطور التقني الهائل.
- البنك المستحدث خلال الحرب: مواكبة الميدان وتزويد المؤسسة العسكرية والسياسية بمعلومات جديدة للحفاظ على زخم الاستهداف في الحرب.
- تأثير الاستهداف الواسع: توليد الإرباك والجمود في الحركة العسكرية، وتقطيع الأوصال التنظيمية واللوجستية والتواصلية بين أجزاء الجسم، خصوصًا مع السرعة العالية في الوصول لعدد كبير من الأهداف بالتعاون مع سلاح الجو الأمريكي.
- إدارة النيران والذخيرة: التدمير الممنهج والمباشر والمحدد بشكل واضح، واعتماد النيران الحاصدة التي تدمر النطاقات الدفاعية بشكل شامل، ولا تعتمد على العثور على الأهداف الميدانية القتالية بشكل محدد.
خطة الهجوم البري
- الاستكشاف التدريجي: لجأ جيش الاحتلال إلى مناورة برية رأسية، ولم يدخل الجبهة بشكل عرضي، بل عمل على الدخول إلى كل قرية بشكل منفرد مبتدئًا بقرية "العديسة"، النقطة الساقطة طبوغرافيًّا.
- الاشتباك المؤقّت: تأمين عمليات التوغل البري مع عدم دخول القادة والعناصر في مربع الخطر والاستنزاف والإطالة التي قد تفضي إلى تغير المواقف وانقلابها من نصر إلى هزيمة، ومن إنجاز إلى إخفاق.
- استخدام المشاة والدبابات: تريث الاحتلال في الزجّ بأطقم الدبابات في البداية واكتفى بقوات المشاة التي دخلت إلى القرى بعد تعريضها لنيران حاصدة. وبعد تأمين رؤوس الجسور، بدأ بتحريك الدبابات بأعداد محدودة، لتجاوز تهديد الصواريخ الموجّهة.
- الأهداف العملياتية: سعى إلى تشتيت جهد المقاومة على أكثر من اتجاه والدفاعات الصلبة للمقاومة، وامتلك قدرة دمج وتنسيق الأذرع وتوظيف عاجل للمعلومات الآنية.
- تفادي الاشتباك المباشر: لجأ العدو إلى الكثافة النارية الجوية والمدفعية تجنبًا للدخول في اشتباك مباشر مع قوات المشاة ومجموعات ضد الدروع التابعة للمقاومة، الأمر الذي يعني التركيز على خفض الخسائر والأثمان البشرية العسكرية، مراعاة لوضع "النقائص في العديد"، ومشكلات الاحتياط والالتحاق بالخدمة.
معادلات حماية الجبهة الداخلية
- تحييد المدنيين في لبنان: وجود نسبة من الارتداع الصهيوني المسبق من قدرات حزب الله والخوف من اعتماد الاستهداف المتبادل من قبل الحزب، خاصة مع استعادة المقاومة للقدرة أثناء الحرب، وبعد كل ما أصيبت به المقاومة، وبدأت الاستهدافات تطال تل أبيب.
- الدفاعات الصاروخية: توسيع انتشار وتطوير وتعديل آلية عمل القبة الحديدة والمنظومات الشبيهة والملحقة بها، بحيث تمنع وصول الصواريخ بأقصى حد ممكن.
- الاستهداف المسبق لمخزون الذخيرة: بما يسمح للعدو بإطالة أمد الحرب حتى تحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف في ظل عدم تعرّض القيادة السياسية للضغوطات من قبل المستوطنين في حال تعرّضهم لخسائر مادية وبشرية واسعة.
- الخطاب والتصعيد: عمل العدو على تظهير الهيمنة في التصعيد والإبقاء على تفوقه في حجم وشكل ومدى الاستهداف في خطابه الإعلامي الرسمي وغير الرسمي، وذلك لتكريس صورة القوة والثمن المضاعف الذي يفرضه على الطرف الآخر.
وقف إطلاق النار
- أسباب المبادرة إلى التفاوض: التصعيد والاستهدافات النوعية وقصف تل أبيب وتوسيع نطاق الأهداف وتنويعها باستهداف القواعد البحرية ومواقع حساسة، والتهديد المركب عبر المسيرات والصواريخ الباليستية، وكذلك إصابة عدد كبير من الدبابات في الجبهة الغربية.
- الاتفاق والضمانات: تمت تجزئة الاتفاق إلى وثيقة علنية وملحق سري محصور بالتوافق بين الاحتلال والأمريكي، بما يعني إعطاء العدو مساحة للحركة خلال فترة الشهرين المحددة لانسحاب قواته من لبنان، ليقوم بالإجراءات التي تستكمل إنجاز أهداف الحرب، مضافًا إلى ما تمت تسميته "حرية الحركة"، أي الحق باستهداف التهديدات في الأراضي اللبنانية؛ علمًا أن الملحق السري لم يتم إطلاع الطرف اللبناني عليه، وبقي وخرج إلى العلن بعد أيام من الاتفاق.
- تقييم مدى تحقق الأهداف: لم يفرض إرادته، لم يحافظ على زخم استخدام التفوق التكنولوجي، لم يفكك بيئة المقاومة، عدم القدرة على السيطرة على قرى استراتيجية أو إنشاء منطقة عازلة داخل لبنان.
- إجراءات ترميم الخلل: نتيجة اضطرار العدو لوقف الهجوم فقد كان بحاجة إلى تمديد فترة الانسحاب ليستفيد منها في ترميم الخلل ومنع المقاومة من تظهير إنجازها. وتضمّنت الإجراءات: التوغلات الإضافية، استكمال تدمير القرى، الانتهاكات خارج المناطق القتالية.