الأربعاء 14 أيار , 2025 03:16

طرح مشروع تعليم "الهولوكوست" في العالم العربي: فكرة ينطوي عليها الكثير

طرح إدخال "الهولوكوست" في المنهج العربية مثير للجدل.

يقول أحد المستشرقين؛ إذا أردت هدم حضارة فهناك وسائل ثلاث: هدم الأسرة، هدم التعليم، وضرب المرجعيات. ودائماً ما يكون اختيار المناهج التعليمية في المدارس أمراً حساساً يحتاج إلى عناية ودقة لأنه ومن خلاله يتم بناء جيل كامل. فإذا أردت جيلاً مناهضاً للظلم علمته معنى الحق وهكذا. وتسعى الدول المهيمنة خصوصاً الغربية منها دائماً لإدخال سردياتها بشكلٍ "ناعم" في المناهج التعليمة لاسيما في الدول العربية، وبهذا يتم التأسيس لجيل كامل يحمل الأفكار الغربية. وهنا تكمُن أهمية عرض هذا المقال الذي نشره موقع "ذا ناشيونال انترست" وترجمه موقع الخنادق الإلكتروني، حيث يعرض الكاتب فكرة نشر "الهولوكوست" في المدارس العربية حيث ستساعد هذه السردية بنظره في بناء أسس السلام الإقليمي الذي يسعى ترامب إليه. ويربط الكاتب بين هذا الأمر وبين كون ترامب جداً لأحفاد يهوديين وعرب، فينصحه باستغلال موقعه هذا خلال زيارته منطقة "الشرق الأوسط"، ويقول بأن ترامب كان قد عبّر سابقاً عن أمله في أن يتمكن أحفاده اليهود والعرب من السفر بحرية بين الرياض والقدس يوماً ما وهذه فرصة لتحقيق حلمه من خلال تشجيع الدول العربية على تدريس "الهولوكوست" ويلفت إلى أن تقديم هذه المبادرة ليس من باب الفرض بل كمشروع "تعاوني". وهذا ما يُبرز خطورة الفكرة حيث يقترح الكاتب أن يتم هذا من خلال تدريب المعلمين ودعم برامج المجتمع المدني تحت عنوان "مكافحة التطرف". ويذكر أن ترامب قام بتحدي "المسلمات التقليدية" حين قام ينقل السفارة الأمريكية إلى "جورساليم" وصولاً إلى رعاية اتفاقات "أبراهام"، وهذا ما يمكنّه اليوم من اتخاذ خطوة كهذه.

النص المترجم:

أثار الرئيس ترامب مشاعر غير متوقعة عبر العالم العربي في نوفمبر الماضي عندما تحدث، خلال مقابلة انتخابية مع قناة مهمة ناطقة بالعربية، عن نصف التراث العربي الذي يحمله حفيده. كانت تلك لحظة نادرة من الصراحة الشخصية حيث لاقت صدى في منطقة يُنظر فيها إلى رؤساء الولايات المتحدة عادةً كأشخاص بعيدين في الدبلوماسية الحساسة.

في معظم الدول العربية، يتم إما حذف "الهولوكوست" بالكامل من المناهج الدراسية أو الإشارة إليه بشكل مقتضب ضمن مناقشات عامة حول الحرب العالمية الثانية. وتشجيع الدول العربية على تدريس "الهولوكوست" سيسهم في خدمة المصالح الأمريكية الأخلاقية والاستراتيجية على حد سواء. كما يمكن أن يدعم تعليم "الهولوكوست" الأسس الثقافية طويلة الأمد للسلام الإقليمي. الاتفاقات الدبلوماسية ضرورية، لكن المصالحة بين الشعوب تتطلب التعاطف والاعتراف. إن تعليم الجيل القادم عن عواقب "الكراهية" يمكن أن يساهم في خلق مناخ أكثر ملائمة للتعايش بين العرب و"الإسرائيليين" وغيرهم في منطقة أصبحت أكثر تداخلاً وترابطاً. إدارة ترامب لديها عدة أدوات للمساعدة في تعزيز هذا الجهد حيث يجب أن تشجع الدبلوماسية حلفاء العرب وبالأخص أولئك الذين يشاركون في اتفاقات "أبراهام" أو الذين يسعون إلى إصلاحات داخلية على تضمين دراسات "الهولوكوست" كجزء من استراتيجياتهم التعليمية الأوسع التي تشمل التربية المدنية والتاريخية. أيضاً العمل متعدد الأطراف يمثل عنصراً أساسياً. إذ يمكن للإدارة الأمريكية أن تتعاون مع الهيئات الدولية أو تؤسس تحالفات جديدة من أجل إعداد وتوزيع مواد تعليمية ذات جودة، ودعم برامج تبادل للمعلمين، وتكريم الحكومات التي تتخذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه. ويمكن لدول مثل الإمارات العربية المتحدة والمغرب، التي حققت تقدماً في تعزيز التسامح بين الأديان، أن تلعب دور الريادة في هذا المجال. أظهر الرئيس ترامب استعداداً لتحدي "المسلمات التقليدية" في سعيه لتحقيق اختراقات بدءاً من نقل السفارة الأمريكية إلى "جيروساليم"، وصولاً إلى رعاية اتفاقات "أبراهام". واليوم، أمامه فرصة لاتخاذ خطوة جريئة أخرى خطوة تربط بين الشخصي والسياسي. فمن خلال حديثه عن التراث اليهودي والعربي المتداخل لأحفاده، يمكنه أن يسهم في بناء إرث لا يقتصر على الدبلوماسية فحسب، بل يؤسس لسلام مستدام.


المصدر: The National Interest

الكاتب: Haisam Hassanein




روزنامة المحور