الأحد 13 شباط , 2022 11:14

رواية أكبر عملية سرقة ونهب لثروات الإيرانيين

شاه إيران

تحل الذكرى 43 لانتصار الثورة الإسلامية المجيدة، والسؤال الذي يطرحه الجيل الشاب ومن هم في منتصف العمر، ممن لم يدركوا ماهية النظام البائد والذين أصبح لديهم من خلال الصور والوثائق المشوهة، تصورات مغايرة للواقع ومشبوهة، حول الوضع الداخلي والخارجي لبلدنا وما السبب في عداوة الاستعمار والاستكبار العالمي لنا؟ ولماذا تحاول العديد من القنوات الفضائية والمعارضة في البلدان التي لا تنفق أي دولارٍ ويورو دون تخطيط؟

مما لا شك فيه أن هذه الثورة قد أينعت بدماء الشهداء الأعزاء والعديد من المجاهدين الذين تم تعذيبهم من قبل السافاك وتعرضوا للأذى النفسي. وما استقامت هذه الثورة الفتيّة إلا بدماء شهداء الحرب المفروضة، و17 ألفاً من ضحايا منظمة "منافقي خلق"، ونضال الجرحى وتضحيات الأسرى المحررين.

من الواضح أن وسائل الإعلام الوطنية بذلت جهوداً جيدة في هذه المهمة الحسّاسة لتوضيح الأمر، ومن الأمور الجليّة التي لا تحتاج إلى الكثير من التوضيح، حالة الحريات المدنية قبل الثورة في ظل جهاز السافاك المخيف، ضحايا سجون اللجنة المشتركة لمكافحة الأعمال التخريبة والشهود الأحياء على جرائمهم، العضوية القسرية في حزب واحد أو مغادرة إيران. الانتخابات البرلمانية الإلزامية ومستوى المشاركة العامة في تقرير مصيرهم والانتهاك الصارخ للدستور الذي يشترط على الشاه أن يحكم لا أن يكون الحكومة.

في غضون ذلك، فإن إحدى القضايا التي يمكن أن تؤدي إلى فهم أفضل لأسرة بهلوي سيئة السمعة، هي مسألة نهب الثروات العامة للشعب أثناء فرارهم من إيران. في الآونة الأخيرة، وبحجة هروب الطغاة، تمت مقارنة حجم الأموال المنهوبة التي أخرجها هؤلاء الحكام الفاريين. كان شاه إيران المخلوع قد أخرج معه 35 مليار دولار من إيران، وقدرت أموال صدام حسين في الخارج بـ 40 مليار دولار، بينما هرّب سوهارتو ديكتاتور أندونيسيا السابق مبلغ 510 مليارات من الدولارات خارج البلاد ولم يتم تحديد حجم الأموال التي هرّبها زين العابدين بن علي ديكتاتور تونس السابق، أو دكتاتور كلّ من ساحل العاج، الكونغو، كينيا وغيرهم.

لقد نُهب 35 مليار دولار أثناء فرار الشاه من إيران عام 1978، وبلغت عائدات النفط في البلاد آنذاك حوالي 120 مليار تومان، وكان يُنفق جزء من ميزانية النفط على بذخ وترف العائلة المالكة. أيّ جريمة كبرى اُرتكبت بحق الشعب الإيراني بسحب 35 مليار دولار من قبل هذا النظام؟ فيما يُقدر مسؤولون في مؤسسة المستضعفين الرقم بما يصل إلى مائة مليار دولار، بالإضافة إلى هذا العدد الضخم، اغتصبت أسرة بهلوي 44ألفًا من الممتلكات والسندات، من ضمنها2100 أرض معمورة فقط.

الشاه رضا خان، الذي لم يكن لديه لا مال ولا ممتلكات عندما وصل إلى طهران، بلغ دخله من تأجير العقارات قبل80 عامًا مليارات التومانات. يجب ألا ننسى الجرائم التي ارتكبتها سلالة بهلوي بحق الشعب الإيراني في الماضي الذي يشكل تاريخ هذا البلد. ووفقًا لإحصائيات الغربيين الخاصة، إذا أخذنا 35 مليار دولار المنهوبة من الشعب الإيراني كمعيار، فإن لكل إيراني 936 دولارًا (بناءً على الأسعار في ذلك الوقت، أي ما يعادل 22 قطعة ذهبية كاملة) في ذمة الشاه وعائلته، بغض النظر عن المطالبات الأخرى خلال 53 سنة من الحكم  البهلوي على إيران.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع


المصدر: المدير العام للشؤون الدولية في الإذاعة والتلفزيون الإيراني

الكاتب: علي فهيم دانش




روزنامة المحور