الجمعة 25 حزيران , 2021 04:13

الشعب اللبناني ينتظر خطوات حزب الله

إذاً ها قد جاء الوقت الذي تحدث عنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ سنة تقريبا (7 تموز 2020)، حينما حذر الأمريكيين من إكمال سياستهم التي ‏يتبعونها في لبنان، والتي ستدفع البلد إلى الانهيار والجوع. ناصحاً حينها الأمريكيين بعدم الاستمرار بهذه السياسة لأنها ستجعل بقية الفئات اللبنانية، لا تجد أمامها ‏ملاذا تلجأ إليه، سوى المقاومة وحلفاءها المحليين والإقليميين. الأمر الذي سيدفع بلبنان ليكون بالكامل في محور المقاومة، داعياً إياهم إلى التخلّي عن هذه السياسة، وعدم تعذيب الشعب اللبناني وإدخاله في هذه المحنة، التي لن تؤدي إلى أي ‏نتيجة أو إنجاز في صالحهم.

كما كان للسيد نصر الله في آخر خطاباته، والتي استعرض فيها مواضيع الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تأكيد على أن الحزب في هكذا جوع وانهيار حقيقي، لن يتخلى عن مسؤوليته. كاشفاً عن وجود خيارات كبيرة ‏‏ومهمة لديه، لن يروج لها إعلامياً بل "ستتحدث عن نفسها بنفسها". وضرب السيد نصر الله مثالاً عليها، وهو التفاوض المباشر مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشراء الحزب للبنزين والمشتقات النفطية وبالليرة اللبنانية.

لذا نستطيع القول، أن الشعب اللبناني اليوم لا ينتظر سوى حزب الله، لتحسين هذا الوضع الكارثي. خصوصاً في ظل غياب أجهزة الدولة ومؤسساتها، عن أي معالجة حقيقية للمشاكل المختلفة، إضافة لتلهي أكثرية الأطراف السياسية بموضوع تشكيل الحكومة، الذي استنزف وما يزال 8 أشهر من أعمار وتحمل اللبنانيين، دون التركيز على اجتراح حلول توقف من معاناة المواطنين على الأقل.

أول المطالب: البنزين والمازوت والدواء والغذاء من أي مكان كان

إن اللبنانيين اليوم بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية، يعانون من هذه المشاكل بشكل رئيسي. وإيجاد حل يعالج أزمة البنزين أولاً، سيكون كفيلاً بتحسين الأوضاع تلقائياً وتدريجياً. كما أن إحضاره في هذا الوقت من إيران، لن يشكل فارقاً عند أغلب اللبنانيين، الذين عانوا خلال الفترة الماضية كل أنواع وأشكال المرارة: من جشع مافيا محتكري الوقود، إلى طوابير الانتظار الطويلة وما يرافقها من مشاكل وحوادث سير، ولا تنتهي المعاناة عند عصابات الأمن الذاتي المحلي للمحطات.

بالإضافة إلى أن الحزب يمتلك جميع ما تستلزمه هذ الخطوة، من معدات ومنشآت لوجستية. وسيستطيع بيعه أيضاً بكميات كبيرة، للعديد من محطات البنزين المنتشرة في لبنان، والتي توقفت عن العمل منذ مدة طويلة.

أما تأمين الحزب للمازوت الإيراني، فقد بات الأمر ملحاً وضرورياً جداً، بعدما هدد انخفاض كمياته المتوفرة في السوق، عمل المستشفيات والمراكز الطبية. كما يهدد بانقطاعه توقف عمل مجموعات توليد الكهرباء الخاصة، التي تعمل بطاقتها القصوى، رغم غياب مصانع توليد الكهرباء التابعة للدولة عن ذلك بشكل شبه كامل.

وعلى صعيد تأمين الحزب للدواء والمواد الغذائية، فإنه بهكذا توجه سوف يوجه ضربة قوية لشبكة التجار والمحتكرين، عجزت الدولة عن توجيهها، لأنهم يتمتعون بشبكة حماية ورعاية: أمنية قضائية وسياسية وحتى دينية. وسيجد جميع اللبنانيين تسانده وتدعمه في ذلك، بعدما تأكدوا من صحة هكذا توجه وخيار.

الاستحقاقات الإقليمية المصيرية تتطلب شبكة أمان داخلي

تمر منطقتنا بعدة استحقاقات مهمة واستراتيجية، تجعل من حسم حزب الله لهذه المواضيع وحلها، ولو باستقلالية وتفرد عن الدولة ضرورة قصوى. كما كان ذلك ضرورياً عند قيام المقاومة بعملياتها، في ظل غياب الدولة التام وقتها عن القيام بواجبها ضد العدوان والاحتلال الإسرائيلي.

وستكون مواجهة لبنان لهذه الاستحقاقات المختلفة بشكل أفضل بكثير، إذا توفرت شبكة أمان داخلي، ناتجة عن تأمين هذه المواد الحيوية لجميع اللبنانيين. وأهم هذه الاستحقاقات:

_ القضية الفلسطينية وما نتج من تداعيات استراتيجية لمعركة سيف القدس، والتي ستفتح الأمور والأوضاع في المنطقة بشكل عام، على تحقق الكثير من الاحتمالات.

_ الانتخابات النيابية العراقية وما قد تفرزه من نتائج، ستحدد الوضع السياسي العراقي في السنوات المقبلة.

_ المفاوضات الإيرانية مع أميركا بالتزامن مع مفاوضتها مع السعودية، وما قد تحمله من متغيرات جيوستراتيجية.

كما أن شبكة الأمان الداخلية اللبنانية، ستساهم في نشوء جو داخلي يسمح بتغيير أو تطوير النظام السياسي، من خلال أهم الاستحقاقات المقبلة وهي الانتخابات النيابية عام 2022. التي ينظر لها العديد من المفكرين والخبراء السياسيين، على أنها ستكون بوابة تغيير الوضع في لبنان نحو الأفضل.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور