السبت 04 تشرين أول , 2025 12:59

الشهيد القائد الجهادي الكبير سهيل حسين الحسيني: الإخلاص حتى الرمق الأخير

الشهيد القائد الجهادي الكبير سهيل حسين الحسيني "الحاج أحمد"

الشهيد القائد الجهادي الكبير سهيل حسين الحسيني "الحاج أحمد"، الذي ظهر اسمه للملأ بعد استشهاده في الـ 8 من تشرين الأول / أكتوبر 2024، خلال معركة أولي البأس. هو القائد الأركاني لحوالي 12 وحدة جهادية والمعاون الجهادي في المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، الذي كان في حياته وجهاده واستشهاده نموذج المقاوم والمقاتل الذهبي، الذي يرتقي بروحيته فوق الصلاحيات والإمكانيات، الى أرقى درجات الكمال الإنساني.

زيارة ممثل قائد الثورة الإسلامية الى منزله

فما هي أبرز المعلومات حول مسيرة الشهيد القائد سهيل الحسيني الجهادية المقاومة؟

_رغم تعرضه لمرض عضال كاد يتسبب بوفاته قبل عامين تقريباً من استشهاده، كان شديد الاهتمام بأداء واجبه وعمله في المقاومة، بالرغم من أن السيد حسن نصر الله قد أبرئه الذمة من ذلك.

وبعد شفائه، كان من حقّه طلب الراحة والتقاعد بعد عقود من المقاومة، إلّا أنه أصر إكمال مسيرته الجهادية، في إعداد المقاومة لوجستياً وبكل ما يلزم للحرب القادمة مع الكيان المؤقت.

_ كان على ارتباط وثيق بسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، فهو جليس الأيام والمهام في عمر السيد حسن. ويكفي الاضطلاع على وصيته التي كتبها خلال فترة مرضه، وكيف أوصى للسيد نصر الله بالتصرف بممتلكاته بعد وفاته (منزل وسيارة بسيطين تدمرا خلال معركة أولي البأس)، لكي تُعرف مدى ارتباطهما الروحي معاً.

_كان رفيق الشهيد القائد الحاج عماد مغنية منذ بدايات العمل المقاوم، وكان له رونقه وبصمته في المجلس الجهادي.

_ عُرف بالأخلاق السامية والرفيعة كالإخلاص، وأداء العبادات بروحية عاشقة وخاشعة، والصدق والتدبير بحكمة وببصيرة ورفق في أداء المهام القيادية. كما كان مهتماً جداً بعلماء العرفان مثل السيد علي القاضي الطباطبائي.

ومن بعض شذرات هذا الجانب من شخصيته، حرصه على عدم إزعاج جيران مكتبه، حينما وضع الاسفنج تحت سجادة هناك كي لا يصدر صوت الى الطابق الأسفل على أثر مرور الأقدام.

أما فيما يرتبط بعلاقته مع إخوانه المجاهدين والمقاومين، فكانت تتميز بأعلى درجات الأخوة. فكان يصرّ على المشاركة في برنامج المناوبة الأسبوعية في المركز إسوةً بهم، وكان حريصاً على توزيع ما يأتيه من هدايا السيد نصر الله عليهم، مثل المصاحف والخواتم وقوارير التربة الحسينية.

_ كان مهتماً كثيراً بالثقافة والمطالعة، حتى أنه كان يعتبر المكتبة بمثابة المسجد، بحيث قلما استغلّ فترات الراحة للنوم بل كان يستبدل ذلك بقراءة الكتب.

القائد الحسيني بعين إسرائيل الحاقدة

عرّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في تغريدة للناطق العربي أفيخاي أدرعي حول عملية الاغتيال بأنه "رئيس منظومة الأركان" في المقاومة الإسلامية. زاعماً بأن "منظومة الأركان تعتبر وحدة ركن لوجستية تابعة لحزب الله وتهم بالميزانيات وتنظيم المنظومات المختلفة حيث كان المدعو الحسيني شريكًا في اتفاقيات نقل الوسائل القتالية بين إيران وحزب الله"، وأن الشهيد القائد الحاج أحمد كان مسؤولاً "عن توزيع الوسائل القتالية المهربة على الوحدات المختلفة في حزب الله في كل ما يتعلق بالنقل وتمويل الموارد. كما كان عضوًا في مجلس الجهاد وهو أرفع منتدى عسكري لحزب الله". وأضاف أدرعي بأن منظومة الأركان تضم "وحدة التحليل والتطوير في حزب الله وهي وحدة تهم بتصنيع الصواريخ الموجهة بدقة وفي المجال اللوجستي فيما يتعلق بتخزين ونقل الوسائل القتالية داخل لبنان"، وأن الحاج أحمد كان "يعمل على تحديد ميزانيات وإدارة المجال اللوجستي للمشاريع الأكثر حساسية للتنظيم ومن بينها الخطة العملياتية للحرب وخطط خاصة أخرى ومن بينها تنفيذ العمليات الارهابية ضد دولة إسرائيل من الأراضي اللبنانية والسورية". كما لفت الجيش الإسرائيلي بأن مقر الذي كان الشهيد يتواجد فيه وتعرض للاستهداف، شمل أيضاً قسم البحث والتطوير التابع للمقاومة والمسؤول عن تصنيع الصواريخ الموجهة بدقة.

الشهداء القادة خلال معركة أولي البأس


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور