السبت 11 حزيران , 2022 01:39

الإهمال الطبي في سجون البحرين: مرض السّل يتفشّى!

مظاهرات البحرين

تستمر الثورة الشعبية السلمية في البحرين في وجه النظام البحريني الذي قابلها بالانتهاكات والجرائم، وانتهاج سياسة القمع واعتقال الناشطين المعارضين، في محاولة لإخمادها وإسكات أصوات الشعب البحريني الذي خرج مطالباً بحقوقه في المواطنة والعدالة والمساواة في الحقوق كما الواجبات.

بعد مرور 11 عاماً على الثورة، وصل عدد الأسرى في السجون البحرينية الى حوالي الـ 3000 أسير وسط ظروف اعتقال سيئة لا تراعي حقوق السجين الإنسانية وتحرمه من "الحد الأدنى" للحياة الأدمية، مع التعرّض لشتّى أنواع التعذيب النفسي والجسدي. فيما قضى العديد منهم شهداء بسبب سوء المعاملة.

السل الرئوي ينشر في سجن "جو"

وفي الفترة الأخيرة، انتشر مرض السّل الرئوي في سجن "جو" المركزي وترفض إدارته اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة بل ضاعفت من ضغوطها على معتقلي الرأي حيث تتعمّد الحرمان التعسفي من الرعاية الصحية العاجلة، وترفض توفير استشارة المختصّين لهم، وهو ما يُعدّ عقوبة خارج القضاء. كما تنص المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أنه "من حق كل فرد التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية" بما يشمل السجناء بكافة أطيافهم...ولا يحق لأي جهة حرمان الفرد من حقه بالرعاية الصحية أيًا كانت الجنحة أو الجريمة التي ارتكبها، لا سيما أن عدد كبير من المعتقلين السياسيين في البحرين زجوا في السجون بأحكام تعسفية لأهداف انتقامية".

إهمال طبي متعمّد  

 يشير ناشطون بحرينيون الى وجود 9 حالات جديدة بالسّل الرئوي في "جو"، الى جانب الأسرى المرضى حسن عبد الله حبيب الذي يعاني أيضاً من مشاكل صحية جديّة أهمها فقر الدم المنجلي ونزار الوداعي ومرتضى محمد عبد الرضا اللذان كانا على احتكاك بحبيب. فيما ذكر موقع "ميدل أيست آي" البريطاني أن ضابطًا بحرينيًا رد على طلب الأسرى نقل زميلهم المصاب بالسل لتلقي الرعاية اللّازمة بالضحك والاستهزاء. وفي تسجيل أرسله الى معهد البحرين للحقوق والديمقراطية في لندن يكشف أن الضابط قال لهم "خلّوه يموت من السّل".

الأسير المفرج في شهر شباط / فبراير الماضي أحمد جابر رضي والذي عانى أيضاً من مرض السّل، كشف عدّة نقاط مهمة حول وضع سجون النظام البحريني وما يعانيه الأسرى. فقد قال أن مصدر السل مجهول لافتاً أن إدارة سجن "جو" أدخلت سجيناً آسيوياً معهم الى الزنزانة وكان يعاني من عوارض المرض ثم تم نقله بعدها. وأضاف أن آلامه بدأت في شهر 4 (من العام الماضي) وتضاعفت في شهر 11، مع شعور تنمل في الرأس، ووصل الحال الى حدّ شبه الشّلل. كان المرض قد بدأ في منطقة الحوض ثمّ انتشر الى الصدر والرقبة. ويقدّر الأطباء أن مدّة العلاج اللازمة تتراوح بين 17 الى 20 شهراً.

الانتهاكات بحق الأسرى المرضى

كذلك يتعرّض معتقلو الرأي المرضى لدى النظام البحريني لمجموعة من الانتهاكات، من بينها:

_ عدم توفير الدواء بشكل منتظم

_ حرمانهم من الشمس لمدة طويلة

_ عدم توفير أنظمة غذائية تناسب مع حالتهم الصحية

_ عدم الكشف عن نتائج الفحوصات الطبية

_ حرمانهم من البيئة الصحية المناسبة

_ تقييد أرجلهم عند خروجهم من زنازينهم

وقد سجّل في شهر أيار / مايو المضي فقط 17 حالة تعذيب وحرمان من العلاج مارستها إدارة السجن.  

كانت دراسة صادرة عن "مركز البحرين لحقوق الإنسان" في نيسان / أبريل 2020 تغطي الفترة من 2011 إلى حين صدورها، قد سجلت استشهاد 74 معتقلًا سياسيًا داخل السجون البحرينية، بالإضافة إلى وجود 52 أسير يعانون من أمراض مختلفة، 13 منهم يعانون من أمراض مستعصية وخطيرة مثل السرطان، و17 آخرين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري.

فعاليات الدعم الشعبي

أمام هذا الوضع القاسي والمخالف لكل القوانين والأعراف الدولية، تستمر المظاهرات البحرينية الشعبية السلمية لإسناد المعتقلين والمطالبة بحقوقهم والإفراج عنهم. وتحت شعار "جمعة إنقاذ الأسرى" جابت الوقفات المندّدة بسياسية الإهمال الطبي شوارع البحرين في مختلف المدن ومنها دار كليب، السهلة الجنوبية، السنابس، المعامير، دمستان كرزكان، الدارز، سترة، أبو صيبع...


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور